خاص “سيتا”

يان فان زيبروك*

في الاسابيع الاخيرة، تدهور الوضع الاوكراني بشكل كبير، ويرجع السبب في ذلك الى سعي الحكومة لإسترجاع اقليم دونباس بالقوة، بعد تصويت أُجري سابقاً يعطي الاذن للجيش بإستخدام كافة الوسائل الممكنة لاستعادة الجمهورتين المنفصلتين، دونيتسك ولوغانسك. هنا، يبرز شبح الحرب من جديد، ولكن ليس بين الاوكرانيين فقط هذه المرة.

ساكاشفيلي من جديد

كما ذكرت في مقال سابق، اصدرت الحكومة الجورجية مذكرة توقيف بحق رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي لكنها لم تطبقها قط. للتذكير، وصل سكاشفيلي الى أوكرانيا خلال الثورة ميدان، عام 2014، وكان من بين أولئك الذين دعموا السلطات الجديدة في ذلك الوقت، فحصل على الجنسية الاوكرانية واصبح حاكماً لمقاطعة اوديسا لمدة 8 اشهر. ولكن بعد الخلاف بينه وبين الرئيس الاوكراني بيترو بروروشينكو، قال الاخير بأن سيسحب جنسية ساكاشفيلي. وبعد اقامته في الولايات المتحدة الأمريكية، عاد ساكاشفيلي مجدداً الى اوكرانيا، أوائل سبتمبر/ايلول 2017، دون الحصول على تأشيرة دخول. وبعد عودته، دعا مناصريه الى مظاهرات امام مجلس النواب الاوكراني “الرادا”، مدعوماً من يوليا تيموشينكو احد قادة الثورة البرتقالية، والمتهمة بالفساد والتي حكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات في العام 2011 لإساءة استعمالها السلطة. غير انها خرجت من السجن بعد تنفيذ مدة عقوبة لم تصل الى ثلاث سنوات وهذا بسبب الضغوط الاوروبية، فعادت من جديد إلى المشهد السياسي من خلال ثورة الميدان، ذاتها، التي كانت تدعمها. من خلال ذلك، اصبحت تيموشينكو من ابرز المنافسين للرئيس الاوراني بوروشينكو، لا سيما مع اعتمادها على ساكاشفيلي الذي دخل بحرب مع روسيا أبان رئاسته لجورجيا. وبذلك، يمكننا ان نتوقع ماذا قد يحصل اذا ما وصلت تيموشينكو الى السلطة.

بعد الدخول لتفتيش منزل ساكاشفيلي، هرب الاخير الى سطح منزل مهدداً برمي نفسه معللاً ذلك بأنه يتعرض الى الاضطهاد حيث قام العديد من مناصريه بالاحتشاد امام منزله لحمايته من الاعتقال. وبعد انزاله من على سطح المنزل والقبض عليه بغية اعتقاله، إنتهى الامر الى اشتباكات مع الشرطة وقع خلالها العديد من الجرحى وانتهت العملية بتحرير ساكاشفيلي. لم يهرب ساكاشفيلي الى اي مكان، بل ذهب لقيادة مظاهرة امام مبنى البرلمان الاوكراني للمطالبة بإقالة الرئيس، فوقعت اشتباكات اخرى وذلك يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2017 حيث تم اعتقاله. بعد مضي ثلاثة ايام، اي في يوم 11 ديسمبر/كانون الأول 2017، تمت تبرئته واطلق صراحه مجدداً بضغط من تيموشينكو، وبمساعدة من قبل الولايات المتحدة. يعتبر ساكاشفيلي مطلباً امريكياً بإمتياز، فهو لا يستطيع القيام بكل ذلك لولا وجود مساعدة ودعم خارجي له.

كندا تسعى الى انقاذ بوروشينكو ومجلسه العسكري

اعلنت كندا رسمياً أنها ستبيع أسلحة ثقيلة لكييف. هذا يعني ان كندا ستكون مسؤولة عن أي حرب بين اوكرانيا وشرقها مستقبلاً، على عكس فرنسا أو الولايات المتحدة اللتان تمرران الاسلحة عبر شبكات غير رسمية. هنا يمكن القول بأن كندا تدعم المنظمات الإرهابية المتمثلة بالنازيين الجدد بالكامل، اذ ان هذه الأسلحة قد تستخدم من قبل الجيش الأوكرانيا او تلك الميليشيات. هنا، دعونا نتذكر سوياً كيف تم ارسال 400 عنصر من قوات الناتو لتدريب كل من الجيش الأوكراني وجماعات النازيين الجدد خلال الازمة.

التضييق على روسيا في “مينسك”

في الاسبوع الماضي، اشارت وكالة “تاس” ان الجانب الروسي اوقف التنسيق المشترك مع القوات الاوكرانية، فيما يخص مراقبة وقف اطلاق النار، كون الاخيرة لا تحترم أي التزام. وعلق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في 14 كانون الأول/ديسمبر 2017، بالقول “يبدو أن الجانب الأوكراني يحاول عمداً منع الجنود الروس من القيام بعملهم في مجلس التنسيق المركزي لمراقبة امتثال الاطراف في الدونباس لاتفاقات مينسك.”

إن ما يقوم به مسؤول القوات الاوكرانية هو تقييد حركة وحرية الضباط الروس حتى داخل المبنى نفسه الذي يقيمون به في مدينة سوليدار. فوفقاً للوثيقة الأوكرانية، يمكن للضباط الروس الانتقال إلى المبنى مصحوبين بأعضاء الحرس الوطني الأوكراني، ويمكنهم الخروج لمدة عشر دقائق فقط في نهاية كل ساعة ايضاً بمرافقة احد العناصر.

وفي الوقت الراهن، نحن بإنتظار اذا ما سيتم اعتماد قانون إعادة إدماج شرق أوكرانيا أم لا. فإذا ما تم اعتمده، فإنها الحرب. للعلم، لقد أعدت القوات الأوكرانية بالفعل آلة الحرب، التي حظرتها اتفاقات “مينسك”، حيث جهزت قواتها بمدافع ذاتية الدفع أكاتسيار 152، وقاذفات صواريخ غراد ب.م 21، ومدافع الهاوتزر، ودبابات من نوع T-64 وT-62.

توتر “متفجر” بين أوكرانيا وهنغاريا بعد قانون التعليم

اتخذت هنغاريا قرارات مهمة ضد كييف لا سيما بعد المظاهرة التي حدثت في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، من قبل حركة سبوبودا النيو-نازية وسط بيريغوفو، حيث تقطن اغلبية من العرق الهنغاري (تشكل ما نسبته حوالي 76٪ من سكان المدينة). فلقد جاء المتظاهرون لتهديد سكان هذه المدينة، وجميع سكان ترانسكارباثيا، التي انضمت الى أوكرانيا في العام 1945، والتي لا تزال اتجاهاتها القومية نحو الاستقلال قوية جداً حتى اللحظة. كما قام النازيين الجدد بالتوجه إلى عمدة بيريغوفو وقاموا بترهيبه، اضافة الى تمزيق الأعلام الهنغارية الموجودة، والغريب ان عناصر الشرطة لم تقم بإعتقالهم كي تتفادى أية ازمة دبلوماسية بين البلدين. هنا، أصدر بيتر زيجارتو، وزير الخارجية الهنغاري، مذكرة احتجاج طالب فيها كييف بإلقاء القبض على الفاعلين معاقبتهم على الفور. اما بالنسبة للرئيس الهنغاري، فيكتور أوربان، فقد حذر سلطات كييف أنه إذا تم اعتماد قوانين المتعلقة بالجنسية واستخدام اللغة وقانون اعادة الممتلكات، فإنه سيبذل كل ما في وسعه لمعاقبة كييف، بدءاً بالمقاطعة في المؤسسات الأوروبية. ولكن الامر الأكثر خطورة كان طلب الرئيس أوربان من موظفيه دراسة إمكانية التدخل العسكري في ترانسكارباثيا لحماية الهنغاريين المتواجدين هناك، إذا لزم الأمر، مما يهدد كييف بصراع جديد، اذ ستفتح علي نفسها جبهة جديدة في جهة الغرب. وما تجدر الاشارة اليه هنا، أنه إذا تم اقرار هذه القوانين، فقد تتدخل رومانيا وبولندا في هذا الصراع ايضاً.

*عضو في مركز “سيتا”

المصادر:

https://sitainstitute.com/?p=582
https://www.youtube.com/watch?v=6RxSzSWbcxo
http://bit.ly/2zbbHJE
http://bit.ly/2BJDe8b
https://www.rt.com/news/409884-ukraine-hungary-flag-nationalists/
https://www.youtube.com/watch?v=dDkhnBQ_ep0
http://bit.ly/2BNBuuv
http://tass.com/world/979095
https://www.youtube.com/watch?v=dbTBOVJxH2I
https://www.youtube.com/watch?v=iwaj1G-Jglg
https://www.youtube.com/watch?v=61_YXp4jof4
http://bit.ly/2CSsu6R
https://www.youtube.com/watch?v=1RUqhIxJ_vM
https://twitter.com/USEmbassyKyiv/status/938030162003812352
http://inosmi.ru/politic/20171218/241034187.html
http://bit.ly/2zbiRh9
https://www.youtube.com/watch?v=1RUqhIxJ_vM
http://bit.ly/2BRZDmj
http://www.ohchr.org/Documents/Countries/UA/UAReport20th_EN.pdf
https://www.youtube.com/watch?v=oPu9ZV3R2t0
https://www.esjnews.com/us-canada-arms-to-ukraine
https://dninews.com/article/canada-approves-lethal-weapons-supply-ukraine
http://tass.com/politics/980685
https://www.dailymotion.com/video/x655zs0
https://www.dailymotion.com/video/x65ojl6

مصدر الصور: عدن الغد – اوكرانيا برس – روسيا اليوم