إعداد: يارا انبيعة

بعد خطوة وصفت بـ “التاريخية” في مجال العلاقات بين البلدين، التقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كأول رئيس أمريكي في منصبه، بالزعيم الكوري الشمالي، كيم جون أون، في منتج كابيلا في جزيرة “سانتوسا” السنغافورية، 12 يونيو/ حزيران 2018.

بعيد اللقاء، أكد الرئيس الأميركي أنه تم إحراز تقدم كبير على صعيد العلاقات بين البلدين، فيما وصف الرجلان اللحظة بالتاريخية، كما وقع الرجلان على وثيقة هامة وشاملة. وبعد انتهاء القمة، أعلن الجانبان أنهما مستعدان لتجاوز جميع العقوبات، والعمل معاً لحل مسألة نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية، وأنهما سيوقعان وثيقة مشتركة أخرى في وقت لاحق.

توطيد العلاقات

استمر الاجتماع حوالي ساعة ونصف، حضره بالإضافة إلى الزعيمين، كل من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، أما الوفد الكوري فضم وزير الخارجية، لي يون هو، ونائبه، تشوي سونغ هي، ونائب رئيس حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، كيم يونغ تشول، وشقيقة كيم الصغرى، وكيم يو جونغ، ووزير الدفاع.

عبر الرئيس ترامب عن قناعته بأن علاقة رائعة ستجمعه بكيم، وذلك بعد دقائق من مصافحة شديدة، فيما أعلن الزعيم كيم، في مستهل القمة، أن البلدين تجاوزا عقبات كثيرة من أجل “أن يرى هذا اللقاء النور”.

خلال اللقاء، أجرى الرئيسين تبادلاً شاملاً متعمقاً وصادقاً للآراء في القضايا المتعلقة بإقامة علاقات جديدة بين البلدين، وإقامة نظام سلام دائم وقوي في شبه الجزيرة الكورية، حيث التزم الرئيس ترامب بتقديم ضمانات أمنية لكوريا الشمالية، في حين أكد الزعيم كيم، من جديد، التزامه الصارم والجازم بنزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، إضافة إلى الاتفاق على تنفيذ البنود الواردة في البيان المشترك بالكامل، وبشكل عاجل.

إضاقة إلى ذلك، تلتزم الدولتين بإجراء مفاوضات متابعة بقيادة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ومسؤول رفيع مناسب من كوريا الشمالية في أقرب موعد ممكن وذلك لتنفيذ نتائج القمة.

وثيقة “إستثنائية”

وقع الرئيسين على وثيقة تضمنت التزاماً من بيونغ يانغ بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مقابل التزام الولايات المتّحدة بأمن كوريا الشمالية. وطبقاً لوسائل إعلام أمريكية، احتوت الوثيقة على 4 بنود رئيسية؛ نص أولها على أنه تلتزم الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بتطبيع العلاقات وفق إرادة شعبي البلدين بالسلام والازدهار.

وورد في نص البند الثاني، ان تتعاون الولايات المتحدة وكوريا الشمالية نحو إقامة نظام سلام طويل الأمد في شبه الجزيرة الكورية، بينما تضمن البند الثالث تأكيداً على التزام كوريا الشمالية بإعلان “بامنجوم”، الصادر عن قمة الكوريتين، 27 نيسان/أبريل 2018، بنزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. وجاء في البند الرابع ان الطرفين ملتزمين بإعادة رفاة قتلى وأسرى الحروب، وإعادة جثامين أولئك الذين تم تحديد هوياتهم إلى بلدهم فوراً.

إلى جانب البنود الأربعة، نصت الوثيقة أيضاً، على أن تعقد واشنطن وبيونغ يانغ مفاوضات تكميلية في أقرب وقت ممكن لتنفيذ نتائج القمة بين ترامب وكيم، دون ذكر تاريخ محدد لذلك. كما ورد فيها تعهد من الرئيس ترامب بتقديم ضمانات أمنية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وإقامة علاقات متينة من خلال فتح صفحة جديدة بين البلدين.

ما قبل القمة

خلال الساعات التي سبقت بدء القمة، عبر الرئيس ترامب عن تفاؤله بشأن فرص نجاح أول اجتماع على الإطلاق بين زعيمين في السلطة للبلدين، مشيراً إلى أنه قد كوّن “علاقة جيدة” مع زعيم كوريا الشمالية، وذلك في تصريحات مقتضبة أثناء جلسة سريعة لالتقاط الصور.

وكان مسؤولون من الجانبين قد أجروا جولة من المحادثات استهدفت وضع إطار لقمة لم تكن حتى شهور قليلة مضت واردة بالمرة، بعدما تبادل الزعيمان الإهانات والتهديدات وزادت المخاوف من نشوب حرب.

في حديث له أمام الصحفيين، أشار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن بعض الحذر عما إذا كان كيم سيثبت صدق نواياه لنزع السلاح النووي. وقال بومبيو إن القمة ربما توفر “فرصة لم يسبق لها مثيل لتغيير مسار علاقاتنا وتحقيق السلام والرخاء” في كوريا الشمالية، لكنه هوَّن من إمكانية تحقيق تقدم سريع وقال “ان القمة يجب أن تضع إطاراً للعمل الشاق الذي سيتبعها”، مؤكداً انه يتعين على كوريا الشمالية التحرك صوب نزع السلاح النووي بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه.

في المقابل، أقر الرئيس الكوري الشمالي بوجود تحديات، لكنه تعهد بالعمل مع الرئيس ترامب.

مصدر الأخبار: وكالات.

مصدر الصورة: جريدة المستقبل.