أوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور عمرو الديب أنّه اجتماعهم مع الجنرال عوزي ديان في موسكو كان في الثالث من نوفمبر بعد دعوته كخبير فى شؤون الشرق الأوسط، وبدأ الإجتماع بحديث الجنرال وتأكيده على أن إسرائيل بعد ما يقرب من 70 عام على إقامة الكيان الصهيوني، أصبحت الدولة أكثر إستقرارا وأمانا فى الشرق الأوسط برغم الحروب الدائرة حولها.

وأضاف الدكتور الديب في حوار خاص لمركز “سيتا” أنّ ديان أكد على أن مجموع من لقي حتفه منذ بداية الربيع العربي أكثر بكثير ممن لقوا حتفهم فى خلال الصراع العربي الإسرائيلي، كما أكد على أن جميع الدول المحيطة بإسرائيل تتعامل الأن بشكل مباشر معها فيما يخص الحرب على الإرهاب.

وتابع أن ديان ذكر بأن القضاء على الإرهاب يجب أن يتم من خلال خمس نقاط أمنيا، عسكريا، قانونيا، سياسيا، اقتصاديا.

وأشار الديب أنه لن يذكر جميع ما ذكره الرجل من أكاذيب متكررة من الجانب الإسرائيلي فى هذا الشأن، لكن سيتم ذكر بعض النقاط المهمة والتي يجب أن التعلّم منها وأهم هذه النقاط:

1.رزيارات متكررة من جانب شخصيات إسرائيلية إلى موسكو وبعض مدن روسيا تأتي لكي تعطى للرأى العام الروسي إنطباع بأن أسرائيل نجحت فى بناء دولتها برغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها منذ العام 1948 وحتى الآن وأن إسرائيل قادرة على مواصلة حلمها ببناء دولة قوية جاذبة لكل دول العالم.

وأردف أنّ الأهم ما يدور فى سوريا والتدخل العسكري الروسي فيها جاء بعد تنسيق دائم بين القيادة العسكرية في روسيا وفى إسرائيل، وبالنظر لمكان انعقاد هذا الاجتماع فنجد أنه في مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، لافتاً أنّ هذه المدرسة وكل العاملين فيها ما هم سوى إمتداد للولايات المتحدة الأمريكية على أراضى روسيا للأسف ومثلها مثل الجامعة الأمريكية فى القاهرة وبيروت.

وبيّن الديب أنّه وبرغم ذلك فهذه المدرسة للأسف أيضا من صانعي السياسة الخارجية الروسية فى السنوات الحالية، لذلك زياراة الشخصيات الإسرائيلية لهذه المدرسة هو فى الصميم، لأنك إذا أقنعت الباحثين فى هذه المدرسة ستقنع السياسة الخارجية والأمنية لروسيا، مضيفاً بمناسبة ذكر هذه المدرسة أن زيارات باحثين ينتمون لها إلى سوريا ومصر أمر خطير جدا ويجب على الجهات الأمنية فى البلدين أخذ إحتياطها لمثل هذه الزيارات.

  1. ذكر الجنرال الإسرائيلي بشيء من العصبية أن إسرائيل لا تعتمد على دعم الدول الغربية لكنها تعتمد على نفسها فى رسم سياستها، وذلك بعد سؤال من أحد الحاضرين على دعم الدول الغربية لإسرائيل بداية من وعد بلفور وحتى الأن، وهذا الرد العصبي فى رأيي ليس إلا دفع لتهمة موجودة وليس إلا رغبة من إسرائيل وحكامها للإعتماد على النفس خصوصا بعد تقرب دول كبرى عربية لها ولمشاريعها.
  2. ذكر الجنرال الإسرائيلي وأكد على أن إيران هي المشكلة الكبرى لإسرائيل، وأنه إذا ما حصلت إيران على الأسلحة النووية سيكون الأمر صعب جدا معها ولن تستطيع أى قوة معاقبتها، ولكن ليس لإسرائيل حدود برية أو بحرية متنازع عليها مع إيران ولكن صراع إسرائيل مع إيران هو فقط صراع مصالح وأن إيران هي من اقتربت لحدودنا وليس نحن من اقتربنا لحدودها.
  3. وجود بعض ممثلي إقليم كردستان في هذا الاجتماع وتبادل الأحاديث الرقيقة جدا وبعض النظرات أيضا مع الجنرال، تؤكد الدعم الإسرائيلي الغير محدود لإنفصال إقليم كردستان، و عوزى ديان بنفسه ذكر أن إسرائيل تدعم بشكل كامل حق الأكراد في إقامة دولة كردية، ولكن ذلك يتطلب استقطاع أراضٍ من سوريا، العراق وتركيا وإيران لذلك إقامتها تواجه العديد من الصعوبات، ولكن نقف معهم فى حقهم فلدي أصدقاء أكراد عديدين وإسرائيل ستعمل بكامل جهدها لتحقيق حلم الدولة الكردية وأنا بشكل شخصي أدعمهم، وقيام بعض ممثلي إنفصال إقليم كردستان أو ممثلي حلم إقامة الدولة الكردية مثل محمد أمين إقبال التركي الذي يعيش فى روسيا بشكر دولة إسرائيل بشكل مباشر و صريح على دعمها للأكراد أمر مشين و غريب. بعد هذا الإجتماع بشكل شخصي تأكدت بأن إسرائيل تدعم الكرد و الكرد لا يخجلون بشكرهم لدولة اليهود أمام الكاميرات.
  4. الشرق الأوسط الجديد ذكر على لسان عوزى ديان مرات عديدة, فالشرق الأوسط بالشكل الذى نراه بعد سبع سنوات من الإقتتال و سبع سنوات من الحرب العربية على الإرهاب هو الشكل الأقرب لتصور الإسرائيليين عن هذا الإقليم. الدول العربية و على رأسها السعودية تتواصل بشكل قوى مع الإسرائيليين من أجل السلام و الإقتصاد.
  5. تكلم العديد من حاضري هذا الاجتماع على رغبة الباحثين الروس لتوصيل وجهة نظرهم للمجتمع السياسي الإسرائيلي (إنها مدرسة الاقتصاد العليا) ورغبة هؤلاء الباحثين لتقوية العلاقات الروسية-الإسرائيلية.

وأعرب الدكتور الديب عن تفهّمه لهذه الأحاديث الودية بين الإسرائيليين والكرد والروس فهم يبحثون عن مصالحهم السياسية والاقتصادية، مبيّناً انّه يجب على العرب المهتمين بالشأن السياسي تكوين كيان واحد لكل العرب فى روسيا نكون من خلاله جماعة توصيل وشرح وجهات النظر العربية ونكون من خلاله خلية فكرقوية تؤثر على الرأي العام السياسي فى روسيا بداية من الباحثين ووصولا إلى الروس العاديين.

وختم خبير شؤون الشرق الأوسط الديب أنّه ومع الأسف كل المستشرقين الروس يتعاملوا مع العرب من جانب المنفعة فنحن نفيد المستشرقين الروس وليس العكس.