صدر كتاب “العرب والمسألة القومية في القرن الواحد والعشرين” للكاتب السياسي ميخائيل عوض، وهو عبارة عن قراءة معاصرة في الدولة والأزمة والعولمة نحو مشروع تفاعلي يحرر أمم الإقليم ويجمعها في اتحاد. إنه الحلم العربي… لكن ناطق بلسان عربي.

الحلم العربي، يعالجه الكتاب بالكثير من الدقة، والموضوعية والتوثيق، ويقف على تاريخ نشوء المسألة القومية، وشروط تحققها، وخاصيات وأسباب تشكّل الأمم، واتحاداتها ما فوق القومية، ويقرأ بتمعن جديد ما أنتجته البشرية من تشكيلات عابرة، وعالمية، ويضبط كيف استمرت المسألة القومية كأحد العناصر المحركة لتاريخ البشرية.

يرصد الكتاب نضالات الأمم التي لم تحقق شخصيتها، ومنها الكردية والعربية وعودة المسألة القومية عنصراً حافزاً على تفكك الاتحاد الأوروبي، وتأزيم أمريكا نفسها، وسعيها للإنغلاق والتملّص من العولمة والشراكات “ترامب وأمريكا أولاً”.

تفرض المسألة العربية نفسها وقد وسمت القرن العشرين بسماتها وختمته بنصر مايو/أيار اللبناني وكرسته بانتصارات بغداد وغزة وبحرب تموز 2006 وما أنتجته الحرب السورية من تغييرات هيكلية على النظام العالمي وإعادة تشكيل الإقليم وجغرافيته ونظمه، فالحال الأصل بالعرب.

يقف الكتاب، على التحولات الجارية في الفوضى العربية، واندثار اتفاق سايكس – بيكو، وتأزم الكيان الصهيوني، وتبدّد الإسلام السياسي والمسلح “المتأمرك”، واندثار الوهم بالعثمانية الجديدة.

الحلم العربي بات قاب قوسين من التحقّق، ولم يعد ما يعيقه، فقد أثمرت المقاومة المتصلة والمستدامة لقرن وعقدين للامة العربية الكاملة المواصفات، فأنجزت مهام حقبة المقاومة وبددت كل العناصر والقوى التي كانت تعيق مشروعها، وولدت الجديد العالمي الحافز لها، فتوفرت فرصتها الثمينة.

ويجيب الكتاب على السؤال المصيري: هل يصير العرب أسياد القرن؟ أم يفرطون فيصيرون عبيداً إلى آخر الزمن؟

فسيادتهم مرهونة بتجديدهم لمشروعهم القومي ليصير حضارياً حوارياً تفاعلياً، ديمقراطياً، وعلمانياً، منسجماً مع قيم العصر وقوانينه ومنتجاته.

مشروع مشروط بأن يكون تحررياً يأخذ بيد أمم الإقليم لتحريرها ولبناء اتحاد قاري طوعي عادل متفاعل – اتحاد أمم الشرق العظيم.

الكتاب صادر عن دار بيسان، بيروت – لبنان.