صدر كتاب “السياسة الخارجية الروسية في زمن الرئيس فلاديمير بوتين” للكاتب والباحث حسني العوضي. يرى الباحث، في كتابه، أن روسيا إستطاعت، خلال السنوات الاخيرة، أن تؤسس لنفسها سياسة خارجية مستقلة ومنفتحة على العالم، اذ مكنتها من إستعادة هيبتها ودورها ومكانتها العالمية التي فقدتها أبان سقوط الاتحاد السوفياتي. وتبعاً لنظرية الدور، فإن كل دولة ذات موقع استراتيجي وتراث تاريخي وحضاري متميز، وذات قوة اقتصادية وعسكرية، تشعر بواجبها بل وبحقها في المشاركة في تحديد مصير العالم حتى وإن كانت وسائلها في مرحلة معينة محدودة.

وهذا الأمر ينطبق على روسيا تماماً، فالتحولات الكبرى التي مست بنيان النظام الدولي والتغيرات الداخلية فيها، أدت إلى تغيير شكل صناعة القرار الروسي، فأصبح للمتغيرات الاقتصادية والمجتمعية والخارجية دور كبير. أما أهداف السياسة الخارجية الروسية، فبقيت طويلة المدى إذ لا تزال روسيا تعتبر نفسها قوة على الساحة الدولية، وعودتها إلى العالم مرة أخرى، اذ حاول الرئيس فلاديمير بوتين إعادة بناء “الإمبراطورية الروسية” من جديد عبر عدة إستراتيجيات جديدة منها عدم الدخول في مواجهات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، والسعي إلى اقامة عالم متعدد الأقطاب، وتكوين تحالفات إقليمية ودولية جديدة.

لم تعد تتخذ القرارات لإثبات الوجود فقط بل لخدمة مصالحها ومن خلال الأحداث الإقليمية والعالمية التي إستأثرت بإهتمام السياسة الخارجية الروسية، حيث كانت الأزمة السورية والملف النووي الإيراني وأزمة القرم دليل على ذلك. لذلك عادت روسيا من جديد إلي النظام الدولي لتكون واحدة من الفاعلين الدوليين فيه.

الكتاب صادر عن المركز الديمقراطي العربي في برلين – المانيا 2017.