شارك الخبر

تدهورت العلاقات بين مصر وإسرائيل، بعد أن استولت القوات الإسرائيلية على نقطة تفتيش في رفح على الحدود مع مصر الأسبوع الماضي، في الوقت نفسه، تلقت القاهرة في وقت سابق رسالة من القيادة الإسرائيلية مفادها أن الحاجز “لن يتأثر” وأنه سيتم منح الفلسطينيين الوقت الكافي للإخلاء من المناطق الخطرة، إلا أن مصر فيما يبدو رفضت هذا الادّعاء، وقد تعتزم خفض العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وسط العملية المستمرة للجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

حول هذا الملف، والسيناريوهات المتوقعة، سأل “مركز سيتا“، الأستاذ إسلام كمال، رئيس تحرير وكالة الأنباء المصرية| إندكس وخبير الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية.

بتوقعي إن العاقلات المصرية – الإسرائيلية في موقف عصيب لم يتكرر منذ قرابة 15 عاماً، التنسيق الأمني كان عالي جداً بين مصر وإسرائيل في الفترة التي شهدت فيها سيناء إرهاباً من نوع خاص، وكان هناك انتهاكات كبيرة لمعاهدة كامب ديفيد على يد المصريين وبتنسيق مع إسرائيل في إطار الحرب ضد الإرهاب.

إلا أن الحديث الآن وصل إلى حد أن مصر تفكر بشكل جدّي في سحب سفيرها من تل أبيب إلى القاهرة، أو على الأقل إما بشكل مؤقت أو بشكل دائم، وهذه رسالة واضحة للإسرائيليين، وأتصور أن هناك محاولات خلال الساعات الأخيرة لممارسة الضغوط على مصر لإعادتها إلى مربع التنسيق السابق بين الطرفين، إن كان بتدخل أمريكي وتدخل أوروبي، لكن إن التصعيد المتبادل بين المصريين والإسرائيليين يصل بدوره إلى أجواء عصيبة، مؤخراً كان شريكاً فيها وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس الذي رد عليه بشكل حاسم، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في إطار من يتحمل مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بعد رفض مصر استمرار التنسيق الأمني واحتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني – معبر رفح، وبالتالي لا توافق مصر على استخدام معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية، وتتهم مصر إسرائيل بتحمل تفاقم الأزمة الإنسانية، وبالتالي ردت مصر على إسرائيل، وهذا التراشق واضح منذ أن أعلنت مصر دعم جنوب إفريقيا في دعواها في محكمة العدل الدولية المرتقب فيها حدوث جلسات جديدة في إطار إحكام اتهام إسرائيل بجرائم حرب في غزة.

إلا أن العلامة الكبرى في الأسئلة المثيرة في الشارع العربي عموماً وليس فقط الشارع المصري قبل القمة العربية في البحرين، هو: هل تصل المواجهة بين مصر وإسرائيل إلى مواجهة عسكرية، او تناحر حدودي وما شابه ذلك؟

بتصوري إن هذا السيناريو بعيد بشكل ما، لأن المصريين لا يتركون للآخر هو من يختار لهم موعد حربهم، وهناك حلولاً كثيرة من الممكن اللجوء إليها، خاصة وأن هناك حملات إسرائيلية بدأت قبل بعض الوقت في ادّعاء بأن هناك مختطفين إسرائيليين موجودين في معبر رفح، لذلك يبررون استمرار احتلاله وأنهم لا ينتهكون معاهدة كامب ديفيد بشكلٍ أو بآخر، كما يتهمهم المصريون.

لكن إن كنا نتحدث عن السيناريوهات المربع القائم بين مصر وإسرائيل، فلا مواجهة عسكرية رغم وجود القطع العسكرية الموجودة على الحدود بين الجانبين، بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال كبير جداً في تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير، وبالمناسبة، هناك انتقادات بين الدبلوماسيين الإسرائيليين في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حول السياسة الإسرائيلية التي تعرقل التحالف بين مصر وإسرائيل خلال الأيام الأخيرة.

كما أن هناك أيضاً قلق مصري من فكرة أن إسرائيل تفاقم الأزمة معها، وقد تصل على سبيل المثال إلى وقف ضخ الغاز الذي يعتبر مدداً كبيراً للاقتصاد المصري في حال إيقافه من الجانب الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أنه سيكون هناك بديلاً بكل تأكيد، إن كان الغاز القبرصي أو يوناني وغيرهم، أو حتى كما كان سابقاً، عراقي وجزائري.

بالتالي، إن الفكرة هي تتعلق بمسألة التفاقم الحاصل بين الجانبين، والمتوقع أنها ستزيد بشكل كبير، ولا أتوقعه أن يكون إسرائيلياً بأي شكل من الأشكال.

مصدر الصورة: جلوبال تايمز برس.

إقرأ أيضاً: غزة في ميزان مجلس الأمن


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •