إعداد: يارا انبيعة
تهديدات جديدة وجهتها أميركا لسوريا، خلال اجتماع مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، في جنيف 23 أغسطس/آب 2018، سعياً منها إلى عرقلة الجيش السوري من شن هجوم لتحرير مدينة إدلب ومحافظتها التي تستولي عليها هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً والتي تعتبر فرعاً سوريّاً لتنظيم القاعدة الإرهابي.
ضربات صاروخية “ماحقة”
هدد مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، بتوجيه ضربات جديدة ماحقة ضد الجيش السوري إذا ما استخدمت دمشق أسلحة كيميائية، حيث زعمت السلطات الأمريكية أن لديها معلومات عن احتمال استخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية خلال تحرير الأراضي التي ما زال المسلحون يتحكمون فيها، لذلك فإن واشنطن مستعدة “للرد بعمليات عسكرية أكثر قوة من قبل” ضد سوريا.
ويذكر أن الولايات المتحدة وجهت عشرات الصواريخ المجنحة على أهداف سوريّة، استنادا إلى البيانات المأخوذة من شريط الفيديو الخاص بمنظمة “الخوذ البيضاء”، والذي تبين بعد ذلك أنه مزيف، إذ وجهت الولايات المتحدة ضربات عسكرية إلى سوريا، بدعم من الدول الغربية، دون انتظار تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
هذا وقد أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، عن وصول قطع بحرية أمريكية جديدة إلى المنطقة بهدف تنفيذ ضربة على سوريا إذ “وصلت المدمرة الأمريكية يو.أس.أس سوليفان إلى الخليج العربي محملة بـ 56 صاروخاً من طراز كروز”، وأضاف “كما وصلت القاذفة الاستراتيجية الأمريكية “В-1В” إلى قاعدة “العديد” في قطر محملة بـ 24 صاروخاً مجنحاً من طراز ” AGM-158 JASSM”.
تخطيط إستخباراتي بريطاني
صرحت وزارة الدفاع الروسية، 25 أغسطس/آب 2018، بأن واشنطن وحلفاءها يعدون لضربة جديدة على سوريا بذريعة استخدام دمشق للسلاح الكيميائي، حيث أعلن الجنرال كوناشينكوف أن الإرهابيين من جماعة “هيئة تحرير الشام” يستعدون لعمل استفزازي من أجل اتهام دمشق باستخدام الكيميائي ضد المدنيين في محافظة إدلب، وأضاف أن مسلحي التنظيم قد نقلوا 8 حاويات مليئة بمادة “الكلور” إلى مدينة “جسر الشغور” في محافظة إدلب لتنظيم “مسرحية” الهجوم الكيماوي، كما شدد كوناشينكوف على أن تنفيذ هذه الخطة يجري بمشاركة المخابرات البريطانية.
كما أوضح كوناشينكوف أن تنفيذ هذا الاستفزاز، الذي تشارك فيه بنشاط المخابرات البريطانية، سيصبح “حجة جديدة” لقيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بضربة جوية وصاروخية ضد دوائر الدولة والمنشآت الاقتصادية السورية، إذ وصلت إلى منطقة جسر الشغور، وفق معلومات وزارة الدفاع الروسية، مجموعة خاصة من المسلحين الذين مروا بفترة تدريب على استخدام المواد السامة تحت إشراف خبراء من شركة “أوليفا” العسكرية البريطانية الخاصة.
زعزعة الإستقرار
حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، واشنطن وحلفاءها من اتخاذ أي خطوات متهورة جديدة في سوريا، واصفاً لغة واشنطن الأخيرة بلغة “التهديدات والإنذارات”، إذ قال “نسمع الإنذارات من واشنطن، بما فيها العلنية، لكنها لا تؤثر على حزمنا لمواصلة السياسة الهادفة إلى القضاء التام على المراكز الإرهابية في سوريا، وعودة هذا البلاد إلى الحياة الطبيعية”، وأشار إلى أن موسكو “ستواصل مساعدة دمشق، بما في ذلك فيما يخص عودة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة”.
وأضاف ريابكوف “في الواقع أن الدول الغربية لا تريد المشاركة في هذه العملية، وهذا يدل مرة أخرى على أن لديها أهدافاً أخرى تماماً، هي زعزعة الاستقرار في سوريا بأي أساليب كانت، وإيجاد حجج جديدة لطرح مسألة تغيير السلطة في دمشق، ولا يوجد هناك شيء جديد في ذلك، ونحن نستعد لمثل تطور الأحداث هذا، ونحن نكشف هذه الخطط، ولكن التاريخ، بما في ذلك التاريخ الأخير، على ما يبدو لا يعلم الأمريكيين شيئاً، لذلك فنشهد حالياً تصعيداً جدياً للوضع.”
مصدر الأخبار: وكالات.
مصدر الصورة: أرشيف سيتا.