إعداد: يارا انبيعة
في محاولة لإعادة تأكيد معارضة الإدارة القوية لنفوذ موسكو على العملية الديمقراطية، بعد فشل الرئيس دونالد ترامب في إثارة القضية خلال قمته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الخميس، من أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التدخل الروسي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عام 2018، وذلك بالتزامن مع دعوة موسكو واشنطن إلى إخراجِ قواتها غير الشرعية من سوريا.
فيما لاتزال أمريكا تعتزم تطبيق العقوبات على روسيا من خلال ممثل الخارجية بقوله: إن موعد الإشعار الذي يحدده القانون، انتهى في 22 من أغسطس/آب 2018، وقد سجلنا الإشعار في السجل الرسمي، ونتوقع أن يتم نشره في 27 من أغسطس/آب2018.
ترامب “خطر أمني”
لمتابعة القمة الأخيرة في هلسنكي بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتن، اجتمع كلا من مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف.
وقال بولتون للصحافيين بعد الإجتماع في جنيف بسويسرا: أوضحت أننا لن نتسامح مع التدخل الروسي في الانتخابات، عام 2018 وأننا مستعدين لاتخاذ الخطوات اللازمة لمنع حدوث ذلك، وقد سئل بولتون ما إذا كان يشعر بالقلق من أن ترامب يمثل “خطرا أمنيا”، وذلك لاعتراف محاميه السابق، مايكل كوهين، بجرائم تمويل الحملات الانتخابية في محكمة اتحادية، وتورط الرئيس الأمريكي بعد قوله إن ترامب هو الذي وجه بتنفيذ هذا الإجراء.
وردّ بولتون في المؤتمر الصحافي: بالطبع لا، هذا سؤال سخيف، مضيفا: بصراحة، لدي القليل من الثقة في الشعب الأمريكي الذي انتخب الرئيس، وقال بولتون إنه تحدث مع ترامب قبل ذهابه إلى جنيف، موضحا أن أداءه في جنيف يتفق مع توقعات الرئيس الأمريكي، رغم فشله في التوصل إلى اتفاق مع نظيره الروسي بشأن التدخل في الانتخابات.
بولتون قال: على العموم، أود أن أقول إننا أحرزنا تقدما كبيرا، أعتقد أن هذا هو ما كان يفكر فيه الرئيسان بالنسبة لنا، ونأمل أن يتفقوا مع تقييمنا بأنه في الواقع حققنا تقدما، ورغم قول بولتون إنه تم إحراز تقدم بشأن قضايا أخرى، لكنه أوضح للصحافيين أن الخلاف حول التدخل في الانتخابات قد دفع بقرار عقد مؤتمر صحفي خاص، بدلا من إصدار بيان مشترك.
لا اتهامات!!
من جهته قال رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن الجانب الأمريكي لم “يوجه أي اتهامات” ضد روسيا خلال الإجتماع، باتروشيف قال إنه من المهم أن نلاحظ أنه لم يتم توجيه أي اتهامات ضدنا خلال الاجتماع، لقد عملنا بطريقة بناءة، وبطبيعة الحال، كانت لدينا وجهات نظر مختلفة حول عدد من القضايا، لكننا وضعنا مقترحات، ووافقوا على العمل على مقترحاتنا.
إلا أن الجانبين توصلا إلى اتفاق لاستعادة قنوات الاتصال المعلقة بين الولايات المتحدة والجيش الروسي والوكالات الأخرى، وأضاف باتروشيف: من المهم بشكل خاص بالنسبة لنا أن نواصل اتصالاتنا من خلال قناة وزارة الدفاع، لأن لدينا خط اتصال فيما يتعلق بسوريا على سبيل المثال، ولكنه ضيق للغاية، ويتعامل بشكل عام فقط مع تنسيق الرحلات.
وقال المسؤولون الروس إن الجانبين ناقشا أيضا مسألة الحد من التسلح، بما في ذلك عدم انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى إيران وكوريا الشمالية.
نهج معرقل
وبالتزامن مع هذا الإجتماع، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الهاتف مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، إن الوضع في العالم يحتاج إلى جهود أميركية روسية لمواجهة تحديات مشتركة لكن نهج واشنطن الهدام يعرقل ذلك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه يتعيّن على الولايات المتحدة البدء بإخراج قواتها من سوريا قبل ربط التعاون مع روسيا بخروج القوات الإيرانية، كما تساءلت زاخاروفا أين ولأي هدف توجد القوات الأميركية في سوريا وعلى أي أساس ومع من اتفقت حول ذلك، واصفةً الوجود الأميركي بأنه خارج الأطر القانونية.
تطبيق العقوبات
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن سريان مفعول العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب “قضية سكريبال” سيبدأ في27أغسطس/ آب2018، بعد نشرها في السجل الرسمي.
ونقلت وكالة “نوفوستي” عن ممثل الخارجية: إن موعد الإشعار الذي يحدده القانون، انتهى في 22أغسطس/آب2018، وقد سجلنا الإشعار في السجل الرسمي.
وأعلنت الولايات المتحدة في 8أغسطس/آب2018، فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استخدامها المزعوم لسلاح كيميائي في مدينة سالزبوري البريطانية في مارس الماضي تسمم من جرائه ضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وتحظر هذه المجموعة من العقوبات توريد السلع مزدوجة الاستخدام إلى روسيا.
ومن المتوقع أن يتم فرض مجموعة أخرى من العقوبات على روسيا في نوفمبر/تشرين ثاني2018 وقد تتعلق بمجال تقديم قروض للمؤسسات الروسية وتصدير وتوريد البضائع وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
ووصف الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في وقت سابق هذه العقوبات بأنها غير شرعية، مشيرا إلى أن ربط العقوبات ضد روسيا بحادثة سالزبوري أمر غير مقبول.
من جهتها اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الحجج لفرض العقوبات الجديدة افتراضية، مضيفة أن موسكو تدرس مسألة فرض عقوبات جوابية على الولايات المتحدة.
نظام مالي مستقل
أعلن نائب وزير المالية الروسي، أليكسي مويسييف، أن رد روسيا على العقوبات هو إنشاء نظام مالي داخلي مستقل حقا، لا يعتمد على النظام المالي العالمي، بشكل مطلق، وقال مويسيييف خلال جلسة نظمها مصرف برومسفياز بنك في إطار منتدى “آرميا-2018” (الجيش-2018): أعتقد أن الرد المناسب على العقوبات هو بناء نظام مالي داخلي مستقل حقا، لا يعتمد على النظام المالي الدولي على الإطلاق.
وأكد نائب الوزير على أن روسيا تظل مشاركا نشطا في التجارة العالمية، على الرغم من العقوبات، ولهذا من الضروري أن يتصل نظامها المالي بالنظام الدولي، على الأقل في مجال الحسابات.
وفي نفس الوقت، لفت مويسييف، إلى أن الانفتاح الكامل، يمكن أن يتم استخدامه ضد روسيا، مشيرا: لذلك، كانت جميع الإجراءات التي اتخذتها وزارة المالية والمصرف المركزي والهيئات الاقتصادية والمالية الأخرى، تهدف إلى ضمان أنه حيثما يكون الانفتاح مطلوبًا، سيتم السماح به، وحيث يمكننا الاستغناء عن البنية التحتية العالمية، سنستغني عنها.
لا أدلة مبرّرة
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، أن روسيا ترد وتعتزم مواصلة الرد على العقوبات الأمريكية بأسلوب لا يضر بمصالح روسيا، وقال ريابكوف في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية: سنواجه النهج العنيد والعدواني للأمريكيين في التعامل مع المشاكل الثنائية والدولية بعمل هادئ ومنهجي ضمن أجندة بناءة، نحن نرد وسنواصل الرد على العقوبات بأسلوب لا يضر بمصالحنا.
وأشار ريابكوف، إلى أنه لا توجد أي أدلة تبرر فرض هذه العقوبات، وتابع: الذريعة التي استخدمها الأمريكيون اليوم زعمهم انتهاكنا للقيود التي فرضوها على تصدير المشتقات النفطية لكوريا الشمالية وقضية “القرصنة الإلكترونية..”، وأشار إلى أنه لا توجد أي أدلة أو مبررات (على فرض العقوبات)، ولا شيء سوى التلميحات الخبيثة.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصورة: الميادين.