بعد النتائج المهمة التي خرجت بها قمة سوتشي، أي الموقف المشترك روسيا وايران وتركيا، خصوصاً بعد الجهود الروسية الساعية الى ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا، عادت المواقف السعودية المتشددة من جديد لكي تعيد الوضع لما كان عليه في السابق لجهة تحقيق العديد من المطالب لكي بدأ العمل على حل الازمة السورية.
من اجل الاطلاع على هذه المتغيرات في الموقف السعودي، اجرى مركز “سيتا” حواراً مع الدكتور اليان مسعد، أمين عام حزب المؤتمر الوطني من أجل سوريا علمانية ورئيس هيئة العمل الوطني السوري المعارضة، الذي أشار الى ان السبب يعود الى “الصاروخ الإيراني الذي أطلق من اليمن، بحسب زعم قوات التحالف العربي على السعودية، والذي تسبب في تصلّب الموقف السعودي بشكل حاد جداَ، حيث انقسموا على تفاهمات لافروف والجبير، وعلى تفاهمات زيارة سلمان – بوتين، ومن المرجح ان نشهد تصعيداً عنيفاً خلال الأشهر المقبلة بعد ان بدأت بتحريك المجموعات الموالية للرياض على الارض.”
من هنا، يقول د. مسعد، إن سبب تغير الموقف السعودي يكمن وراء “رغبة الرياض في الحصول على مكاسب في اليمن، بشكل مسبق حتى لا تخرج “مهزومة”، كذلك الضغط على إيران في الخليج مقابل القيام بتسهل العملية السلمية الروسية في سوريا. لذلك، تم تأجيل مؤتمر سوتشي لأن النتائج ستكون متواضعة ولن تكون أكثر من لقاء.”
وعن كيفية انعكاس هذه المواقف على معارضة الرياض، يقول د. مسعد “ان هذا الموقف يلائم معارضة الرياض. فهم، منذ ان ذهبوا الى الولايات المتحدة واجتمعوا مع 26 سيناتور من الكونغرس، يراهنون على الوقت، وعلى انقلاب الموازين عبر التصعيد، او حتى على اخفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية في العام 2018، أو أن تستطيع وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون من التأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تفاهم في قاعدة دانانغ الفيتنامية مع بوتين حول العديد من الامور.”
وعن معارضة القاهرة، يقول د. مسعد “نحن لا نقيم لها وزناً، وهي ملحقة بمعارضة الرياض.” كما يُظهر د. مسعد عتباً كبيراً “على معارضة موسكو، الاقرب الينا، اذ كان عليها الانسحاب عندما رأت بأن البيان الصادر لم يكن ملائماً. لكنني اعتقد بأن وفد منصة موسكو سينسحب في “جنيف 8″، على قاعدة أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي ابداً، لأنه لا يستطيع الالتزام ضمن معايير تصب في صالح الاجندة السعودية.”
وعن تأخير الوفد السوري في المشاركة، يقول د. مسعد “لقد قدمنا اقتراحاً للدولة السورية بعدم ارسال وفدها ما لم تشارك كل عناصر المعارضة الداخلية لأننا نعتبر ذلك تمثيلاً منقوصاً. لكن يبدو أن الروس قد ضغطوا بإتجاه ارسال الوفد الحكومي الرسمي حتى لا يقال أن دمشق تسعى الى عرقلة التسوية.”
وعن مصير جنيف 8، يقول د. مسعد “المؤتمر سيفشل بكل الأحوال، لا سيما مع تصريح المبعوث الاممي استيفان ديميستورا تمديد المؤتمر إلى 15 من ديسبمر/كانون الاول القادم (2017)، اذ أعتقد أن الحكومة السورية لن تقبل ذلك خاصة ان وفد معارضة الرياض غير منسجم مع حلفائه الجدد القاهرة وموسكو.”
مصدر الصور: سبوتنيك – ria.ru