بعد الاعلان عن توقيع اتفاق ثلاثي لوقف اطلاق النار بين كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن لوقف إطلاق النار في جنوب سوريا، تعهدت فيه روسيا بإبعاد القوات الأجنبية عن المناطق العازلة، كان من المهم الاضاءة على اهمية الموضوع لجهة المنظور الاستراتيجي للصراع السوري – الاسرائيلي.
من هنا، تواصل مركز “سيتا” مع الخبير العسكري الاردني العميد الركن ناجي الزعبي الذي اعتقد ان ما بعد البوكمال والقائم ليس كما قبلها بمعنى “ان فتح المعابر والطرق الدولية هي احد خطوط ترامب الحمراء التي جرى تخطيها بفعل الانتصارات الميدانية، اضافة لإجهاض الاستفتاء الكردي ودولة البرازاني وسقوط الهدف الثاني لترامب، وبالطبع الحيلولة دون اقامة المنطقة العازلة الممتدة من دير الزُّور الى السويداء ودرعا ثم الجولان المحتل هدف ترامب الثالث.”
ويشير العميد الزغبي الى ان الولايات المتحدة قد وجدت نفسها “خالية الوفاض حتى بعد استخدام ورقة الحريري واحتجازه من قبل السعودية للتأثير على معركة الرقة، ولتفجير الساحة اللبنانية واستهداف حزب الله، والضغط على ايران وأرباكها، واستخدام هذه الورقة من قبل ترامب في لقاءه مع بوتين، في دانانغ على هامش منتدى إبيك الاقتصادي، الامر الذي حصد ثماراً بعكس اتجاه سير السيناريو الاميركي وزاد من متانة الجبهة اللبنانية الداخلية وجرد ترامب من ورقته فذهب خالي الوفاض. وبالتالي، فقد وجد نفسه امام خيار واحد هو الإقرار باتفاق تخفيض مناطق خفض التوتر بفضل سياسة الاستيعاب الروسية الدبلوماسية التي لمسنا تجلياتها في تركيا، وفي الداخل السوري وفي اتفاقات خفض التوتر المتتالية، وتفكيك بنية الارهاب وحصد قرارات دولية متعددة لإدانته.”
وعن وجود ضمانات لاسرائيل، قال العميد الزعبي “ان ما رشح عن الاتفاق الاميركي – الروسي بأن هناك ضمانات اعطيت للعدو الصهيوني بعدم السماح لقوات غير سورية بالتواجد قرب حدود فلسطين المحتلة، يفسر اللعب بورقة الحريري والتلويح بنذر الحرب المعتاد قبل كل لقاء واتفاق مصالحة وحوار للمساومة ولتحقيق المكاسب على طاولة المفاوضات.”
اما عن مسافة التواجد الميدانية، يشير العميد الزعبي الى ان “الانتصارات ستعيد انتاج خط حماس جديد بغض النظر عما اشيع من تضمين الاتفاق لضمانات متعددة لجهة عدم تواجد قوات غير سورية (ايرانية وحزب الله) بالقرب من الجولان. على ما نذكر، ان المطالَب الاميركية كانت تعمل على ابتعاد هذه القوات مسافة 60 كلم، ثم 40 كلم، ثم تضاءلت لمستوى 5 كلم، اي ان التنازلات الاميركية المتكررة والمتزايدة كانت بفعل الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفائه، وهذه الانتصارات مرشحة للتعاظم والازدياد اضافة لتعاظم وازدياد قوة محور المقاومة. ان تكريس المقاومة لتحرير الجولان ليست مرهونة برغبة او إرادة اميركية الامر الذي يضع مستقبل العدو الصهيوني في مهب الريح.”
في المقابل، يقول الاستاذ أحمد الشناق، أمين عام الحزب الوطني الدستوري الاردني، لمركز “سيتا” ان “الجنوب السوري هو من سيحدد مستقبل سوريا لموقعة الجيو-سياسي السوري. هناك خوف دائم من ان تتذرع اسرائيل بوجود تهديد لأمنها من الجانب السوري فتتخذها كذريعة من اجل للانتشار في تلك المنطقة وهذه المرة بغطاء وموافقة دولية. هنا، يكمن الهاجس الاردني في ان يصبح شمال المملكة محاصراً بوجود قوات إسرائيلية تفصل سوريا، كعمق عربي عن، الأردن.”
وعن مضمون هذا الاتفاق، يشير الاستاذ الشناق الى ان اتفاق خفض التوتر “يعني بداية التهدئة وعودة الدولة السورية بممارسة السيادة السورية على الحدود حيث أن الأردن يرفض تواجد أية قوة عسكرية على حدودة غير القوات السورية، وبالتالي يرفض أي تواجد لقوى التطرف أو الإرهاب. ان نهج الأردن ثابت بعدم اضفاء الشرعية الا للدولة السورية ومؤسساتها لإيمانه بوحدة التراب الوطني السوري في ظل سيادة الدولة السورية وهذا موقف أردني ثابت. حتى في غرفة الموك، كان هاجس الأردن الدائم أن لا يعطى الإسرائيلين أي مبرر للإمتداد إلى الجنوب السوري. لقد حرص الأردن على التوازن في التعامل مع القوتين الأميركية والروسية في مسألة الأزمة السورية.”
وعن الموقف الاردني الرسمي من الازمة في المنطقة، يقول الاستاذ الشناق بأن أي حلول مستقبلية “لا بد أن تنهي الإحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية والجولان العربي المحتل، والاردن هنا لا ينطلق من موقف سياسي وإنما من منطلق الثوابت القومية ومنظومة الأمن القومي العربي.”
مصدر الصورة: الاتحاد برس – ارام نيوز