شارك الخبر

حوار: سمر رضوان

بعد تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول انتهاء الحرب السورية في فبراير/شباط 2018، تبرز إلى الواجهة عدة أمور أهمها الحدث الذي استند عليه الرئيس ماكرون، ومصير العائدين من سوريا والعراق، في حال انتهت الحرب فعلياً.

عن هذه المواضيع، سأل مركز “سيتا” ديدييه توزان، الجنرال الفرنسي والخبير العسكري، الذي قال “إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليس رجل سياسة ولا رجل حكم، بل هو من حيث المبدأ رئيس إدارة تدير شؤون البلاد. إنه لا يحكم فرنسا فعلياً. من هذا المنطلق، يتحدث ماكرون عن أمر تتساوى فيه نسب حدوثه، أي القضاء على داعش في فبراير/شباط، من عدمها. إنه يحاول “التنبؤ” في محاولة يسعى من خلالها إلى أخذ دور أكبر، في حال تحققها، بحيث يثبت للشعب الفرنسي صوابية رؤيته السياسية. أما في حال عدم حدوثها، فسيقوم بالتفتيش عن موضوع آخر جديد، فما تنبّئ به شبيه بالعمل في البورصة. إن هدف الرئيس الأساسي والحقيقي يكمن في كسب تأييد الشعب الفرنسي له.”

ويتابع توزان بالقول “إن الرئيس ماكرون فاقد للاستقلالية السياسية والشعبية، فهو يشبه أي مدير شركة وليس حاكما لفرنسا. إن السياسيين في فرنسا غير صادقين، ويكذبون على الشعب الفرنسي، أما الرئيس الوحيد الذي يعمل فقط لإحلال السلام العالمي هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.”

وحول عودة المقاتلين في تنظيم “داعش” إلى فرنسا وكيفية تعاطي السلطات معهم، يرى توزان أنهم “لن يحاكموا ولن ينظر في أمورهم لأن فرنسا لا تملك المقومات لكي تحكم عليهم، فنظرة فرنسا للسياسة العالمية مختلفة عن نظرة الشعوب وخاصة الشعب الفرنسي. اما الحقيقة، فإن الجهاديين الفرنسيين هم خونة ومتعاملين مع العدو ضد الشعب الفرنسي وشعوب العالم ويجب محاكمتهم.”

وعن المعلومات التي ترد بشأن تجمع الارهابيين العائدين من سوريا والعراق في مناطق البلقان، يشير الجنرال توزان بأن “دول البلقان ستصبح قاعدة جهادية للانطلاق بهجمات إرهابية على أوروبا. من هنا، سيتم الضغط على أوروبا وسياستها العامة، وهذا من شأنه أن يخلف حروباً مستقبلية كبرى لا سيما في أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا. إن عودة الجهاديين ستخلف الكثير من المشاكل للشعوب الأوروبية، عامة، والشعب الفرنسي، خاصة، بحيث سيكون المستقبل أسوداً وغير مطمئن في الأعوام القادمة.”

أما السياسة التي يجب ان تتبعها فرنسا تجاه الدول التي دعمت وتدعم الارهابيين، يرى الجنرال توزان بأنه “يجب على فرنسا أن تبعد عن الإسلام الراديكالي ومموليه لحل بعض المعضلات والمشاكل التي ستواجه فرنسا مستقبلاً.”

وعن السبب الحقيقي الذي سيكون وراء انتهاء الحرب السورية، يقول الخبير توزان “إذا انتهت الحرب في شهر فبراير/شباط كما يقول ماكرون، فهي بالتأكيد لن تكون بفضل الرئيس ماكرون ولا بفضل الولايات المتحدة وحلفائهما، بل بفضل الجيش العربي السوري وتضحياته، وتعامل السياسة السورية، الداخلية والخارجية والدبلوماسية، التي شكلت، إلى جانب العمل العسكري الميداني، أهم عوامل هذا الانتصار.”

 

مصدر الصور: مونتي كارلو – قناة العالم


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •