إعداد: مركز سيتا

في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2020)، ستجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث يطمح الرئيس دونالد ترامب للفوز بفترة ثانية، فيما يريد منافسه جو بايدن إستعادة البيت الأبيض للديمقراطيين، وسط ظروف إستثنائية.

تمر هذه الإنتخابات، وللمرة الأولى، بأصعب ما يمكن أن يحيط ببلد من ظروف إستثنائية وبسبب وباء “كورونا”، إذ باتت واشنطن تعاني أسوأ أزمة إقتصادية وصحية في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية، خصوصاً لجهة إرتفاع معدلات البطالة والركود، والجدل الجديد حول العنصرية وعنف الشرطة، الذي إندلع عقب مقتل جورج فلويد بطريقة بشعة.

مناظرات “هزلية”

يحاول كل من الرئيس ترامب، ومنافسه الديمقراطي، بايدن، إستمالة الناخبين في التصويت المبكر مع تكثيف الحملتين، فلقد شهدت المناظرات بينهما سيلاً من الإهانات الشخصية والشتائم والعبارات القبيحة، الأمر الذي أضاف على السباق الإنتخابي مزيداً من الفوضى، حيث إبتعدا عن الموضوع الرئيسي وإنشغلا بتهزيء بعضهما البعض، حيث هتف بايدن في وجه ترامب بكلمة “إخرس” ونعته بأنه كذاب قائلاً “كل ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكل يعلم أنه كذاب”، وفي لحظة ساخنة نعت بايدن الرئيس ترامب بأنه “جرو بوتين” و”أسوأ رئيس للولايات المتحدة الأمريكية”.

أيضاً، سخر بايدن من الرئيس خلال المناظرة، ذاكراً إنه طلب من الناس إستخدام المطهرات المنزلية للوقاية من فيروس “كورونا”، مضيفاً “هذا هو الرجل الذي أخبركم بأن الوباء سيختفي بحلول عيد الفصح، وأن الفيروس سيختفي مثل المعجزة بحلول الطقس الدافئ”، معتبراً أن هذه الفترة من أصعب الفترات التي تمر بها أمريكا، متعهداً بتنفيذ إستراتيجية وطنية لإحتواء تفشي فيروس “كورونا” المستجد، محذراً من أنه في حالة بقاء الرئيس ترامب في منصبه، فإن إصابات ووفيات “كورونا” ستظل مرتفعة، وستغلق الشركات الصغيرة بشكل دائم، وستستمر معاناة العائلات العاملة.

في المقابل، إتهم الرئيس ترامب منافسه بأنه دمية في يد “اليسار الراديكالي”، محذراً من أنه سيكون “ضعيفاً للغاية” في مواجهة الجريمة والعنف.

وفي نعت متبادل، وصف بايدن ترامب بـ “المهرج”، حيث قال إنه إنسان غير ملتزم بالكمامات وقواعد التباعد الإجتماعي، فيما سخر الرئيس الأمريكي من منافسه الديمقراطي قائلاً إنه “لا يمت إلى الذكاء بصلة”.

المنافسة الحامية والمستمرة بين الطرفين، حذت بالمضيف كريس والاس إلى “توبيخ” الرئيس مراراً بسبب مقاطعته المستمرة، وظهر كـ “مصارع” يحاول فك الإشتباك القبيح، على حد تعبير العديد من المحللين.

رفض ديمقراطي

شهدت عدة مدن خروج الآلاف من المواطنين في مسيرات، ذات أغلبية نسائية، تدعوا الأمريكيين لعدم التصويت إلى الرئيس الحالي الساعي للفوز بفترة رئاسية ثانية، ويحضون الناخبين لعدم التصويت للرئيس ترامب. في هذا الشأن، يرى العديد من المراقبين بأن سياسة الرئيس ترامب الغاضبة والمثيرة للإنقسام ليست حلاً قد يتبعه أي رئيس لبلاد تحتاج إلى قائد حقيقي وتستطيع توحيد الموطنين وجمعهم.

على المقلب الآخر، قال الرئيس الأمريكي “إن ما فعلته في 4 سنوات يفوق ما فعله جو بايدن، نائب الرئيس الأسبق، في 40 عاماً”، واصفاً إياه بأنه شكل جزءاً من كل قرار فاشل على مدى عقود، بما في ذلك الإتفاقات التجارية السيئة والحروب التي لم نستطع إنهاءها، وأنه أظهر خلال توليه المسؤولية في العديد من المناصب، التي كان آخرها نائب للرئيس السابق، إفتقاراً تماماً إلى ملكة القيادة.

نقد سلبي

حملت المناظرات الترويجية في طياتها نوعاً من التخوين والسخرية من المسؤولين والرؤساء السابقين، وظهر ذلك في حديث للرئيس ترامب يقول فيه “يجب أن يتذكر الأمريكيين ما كان يحدث من فوضى في عهد الرئيس السابق باراك أوباما”، مشيراً إلى أنها “أشياء لا يجب نسيانها”، متابعاً “لقد كان ذلك بمثابة كارثة مكتملة ولولا أخطاء جو النائم وما فعله هو وباراك أوباما لما إستطعت الفوز في إنتخابات (العام) 2016 الرئاسية ووصلت إلى البيت الأبيض.”

فيما لا تزال ساحات المواجهة بين المرشحين على كافة الصعد، يبقى “تويتر” المنصة الأكثر السخونة حيث يتبادل الرجلان التصريحات النارية، بما فيها الإهانات الشخصية وذلك مع قرب موعد التصويت.

أخيراً، يبدو أن ما تمر به الإنتخابات الرئاسية الحالية تشكل سابقة تاريخية لشدة المشادات الكلامية الحاصلة بين الطرفين كـ “أسوأ شخصيتين” من الممكن لأحدهما الفوز بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض. والسؤال هنا: هل سيكون الشعب الأمريكي حر فعلاً بإقتراعه ضمن عملية تصويت ديمقراطية نزيهة؟ هذا ما سنكتشفه الشهر المقبل.

مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.

مصدر الصور: عربي بوست.

موضوع ذا صلة: مَن يهمس في أُذن جو بايدن حول سياسة المناخ؟