اعداد: يارا انبيعة

إختتم الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، جولته الإفريقية والتي بدأها بزيارة السنغال، ثم مالي، مروراً ببوركينا فاسو وغينيا وساحل العاج، وإنتهاءً بغانا. وتعد هذه الجولة الافريقية الثانية لأمير قطر خلال العام 2017، حيث تم توقيع حوالي 24 اتفاقية شملت مختلف النواحي التنموية، خصوصاً في مجالات الأمن الغذائي والصحة والتعليم.

جولة اراد منها أمير قطر التأكيد على انفتاح الدوحة على القارة الأفريقية، وخصوصاً مناطق الغرب التي تمتاز بإقتصاداتها النامية وتزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية المهمة. هذه الجولة تفتح الطريق امام القطاع الخاص القطري نحو بناء علاقات تجارية واستثمارية جديدة تسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي وتنويع الاستثمارات القطرية في الخارج.

تعاون اقتصادي – استثماري

في زيارته الى السنغال، اولى محطات جولته الى افريقيا، بحث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس السنغالي، ماكي سال، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات لا سيما المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والاستثماري والتنموي المشترك، وآفاق تطويرها بما يعود بالفائدة على البلدين والشعبين الصديقين.

كما جرى خلال اللقاء الثنائي، الذي عقد في القصر الرئاسي بالعاصمة داكار، تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

في مالي، عرض الامير تميم مع الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا، سبل زيادة التعاون بين بلديهما في كافة المجالات، حيث امل الرئيس كيتا أن تعزز الزيارة سبل التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين خاصة وأن السلطات المالية تواجه مشاكل أمنية في شمالي البلاد، اضافة الى عدة قضايا سياسية واقتصادية تهم البلدين، من بينها سبل دعم قطر لباماكو في تنفيذها لاتفاق السلم والمصالحة في مالي، وتطابق وجهات نظر الطرفين من قضية القدس، ورفضهما قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

اما في بوركينا فاسو، فلقد أكد الامير تميم للرئيس مارك كريستيان كابوري سعي قطر لتعميق التعاون والصداقة مع بلاده، وتعهد باستمرار الدوحة في تقديم العون للشعب البوركيني في مختلف المجالات، خصوصا المجال الصحي. كما تم مناقشة مختلف تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، اذ أكد الرئيسين على موقف البلدين وتعاونهما المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.

في غينيا، أجرى أمير مباحثات مع الرئيس الغيني ورئيس الاتحاد الأفريقي، ألفا كوندي، شملت قضايا التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، كما شهدت الزيارة التوقيع على اتفاقات في مجال الثقافة والشباب والرياضة وحماية الاستثمار والأمن الغذائي والنقل البحري وإدارة الموانئ.

وعقب توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع ساحل العاج، اعتبر الشيخ تميم أن زيارته تعتبر ناجحة حيث تم خلالها إجراء مباحثات مثمرة مع الرئيس الحسن واتارا وضعت خلالها “خارطة طريق” للنهوض بالعلاقات الثنائية في مجال الرياضة والنقل والتجارة والثقافة.

من جهته، قال الرئيس واتارا إن دولة قطر أصبحت مثالاً للنجاح لما شهدته من تطور وتعديلات شجاعة وسياسات تنموية رائدة، كما دعا واتارا المستثمرين القطريين الى اكتشاف فرص الاستثمار في بلده، اضافة الى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. فيما خص الازمة الخليجية، أكد الرئيس الايفوري موقف بلاده من الأزمة، موضحاً أنه “متفق تماماً مع موقف الاتحاد الأفريقي الذي يدعم حلها عبر الحوار والطرق الدبلوماسية”.

الى ذلك، أجرى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات مع الرئيس الغاني، نانا أكوفو أدو، بالعاصمة أكرا في ختام جولته بدول غرب أفريقيا، حيث تناولت المباحثات بين الجانبين جملة من القضايا السياسية ومشروعات التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، وأسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات. كما تناول الجانبان مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وخصوصا أبرز القضايا في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، ولقد وصف الامير تميم زيارته إلى غانا بالناجحة، وقال “أرسينا مع الرئيس نانا أكوفو أدو أُسس شراكة أوسع وأرحب تمهد لتنفيذ مشاريع هامة في قطاعات حيوية كالنقل الجوي والرياضة والأمن الغذائي وغيرها.”

تباين الآراء حول الجولة

أشاد الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، رئيس غرفة قطر ورئيس الغرفة الدولية، بجولة حيث اشار الى أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً لافتاً في مستوى العلاقات بين دولة قطر والقارة السمراء، عبرت عنها الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، مما يعد مؤشراً قوياً على الرغبة في تعزيز وتنمية هذه العلاقات، لتشمل كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية والاستثمارية والثقافية، لافتا الى ان القارة الافريقية تحتل أهمية كبيرة بالنسبة للدوحة على صعيد علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري.

في هذا الاطار، وأشار الشيخ خليفة بن جاسم إلى استقبال غرفة قطر العديد من الوفود التجارية، منوهاً بزيارة وفد يرأسه نانا أكوفو أدو، رئيس جمهورية غانا، لقطر الذي اجتمع خلالها مع أصحاب الأعمال القطريين ووجه لهم الدعوة للاستفادة من مناخ الاستثمار المشجع والفرص المتاحة في مجالات الزراعة والتعدين والمياه. كما زار الدوحة وفد برئاسة روك مارك كريستيان كابوري، رئيس جمهورية بوركينا فاسو، الذي دعا أصحاب الأعمال القطريين لزيارة بلاده والاطلاع على فرص الاستثمار المتاحة فيها، خصوصا في مجالات التعدين والإنشاءات والطرق والزراعة والثروة الحيوانية.

بدوره، قال الدكتور نبيل الناصري، استاذ العلوم السياسية ومدير مرصد قطر، إن الدوحة تبذل جهوداً كبيرة لتطوير وجودها في إفريقيا منذ فترة حكم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، مشيراً إلى أن جولة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد التي شملت ست دول تهدف إلى إظهار قدرة الدوحة على تحدي منافسيها ومنعهم من التقليل من نفوذها في المجتمع الدولي، مشيراً إلى أنه خلال العقد الأول من القرن الحالي، كانت قطر لاعباً نشطاً في مختلف مفاوضات السلام، سواء بتسوية الخلافات بين إريتريا وجيبوتي، أو تلك التي تقع ضمن نطاق “اتفاق سلام دارفور”، الذي كان يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية المروعة في السودان.

في المقابل، تحدث العديد من المحللين عن تحول القارة السمراء إلى ساحة نزاع بين السعودية وقطر في ضوء الجولة التي الأفريقية التي قام بها الأمير تميم بن حمد، اذ اعتبروا بأن جولة الأمير القطري “مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمسألة التنافس على النفوذ بين الدوحة والرياض”، على عكس ما أكده مصدر في وزارة الخارجية القطرية بأن الزيارة إلى غانا، بالتحديد، هي الزيارة “اقتصادية بالأساس” كون الدوحة ترغب في تطوير الزراعة في هذه المناطق من أجل حل أزمة الغذاء في القارة السمراء.

مصدر الاخبار: وكالات

مصدر الصور: هاف بوست عربي – الرياض بوست – اخبارنا اليوم.