مركز سيتا

بحسابات أجراها المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، لن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على الانتصار إذا بدأت مواجهة عسكرية بين بكين وواشنطن في المستقبل القريب.

الوضع في أوكرانيا أظهر مشاكل في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، أحدها البطء والصعوبة في زيادة الإنتاج، في هذا الصدد، في حالة نشوب صراع إقليمي محتمل، قد يُترك الجيش الأمريكي بدون أسلحة.

وفي ما يقرب من عشرين سيناريو لحرب أمريكية صينية في مضيق تايوان قام بتجميعها خبراء CSIS، استخدمت الولايات المتحدة جميع صواريخها جو – أرض، بالإضافة إلى صواريخ دقيقة طويلة المدى مضادة للسفن، في غضون الأسبوع، حيث يلاحظ أيضاً أن جوهر المشكلة يكمن في عدم رغبة الشركات الصناعية العسكرية للولايات المتحدة في الدخول في عقود طويلة الأمد مع البنتاغون لإنتاج الذخيرة، نشأ هذا الاتجاه بسبب المخاطر المالية الحالية.

تذليل الصعوبات

كما أن هناك أيضاً، صعوبات في سلاسل التوريد والحصول على المواد اللازمة لإنتاج الأسلحة، إحدى هذه المشاكل هي الحاجة إلى استخراج المعادن الأرضية النادرة والألمنيوم والتيتانيوم والإلكترونيات الدقيقة، حيث أن هذا الأمر سيستغرق عدة سنوات لنشر إنتاج أنظمة صواريخ باتريوت المضادة للطائرات أو صواريخ توماهوك كروز.

وكان قد اقترح هال براندز، وفقاً لما ذكرته وكالة “بلومبرغ”، أن الولايات المتحدة قد تخسر ضد روسيا وإيران والصين إذا كان عليها محاربة الثلاثة في نفس الوقت، ووفقاً له، فإن الصراع في أوكرانيا هو الأكبر في الأجيال الأخيرة في أوروبا، وأثار تطوره صراع غير مباشر بين القوى العظمى.

من جانبها، ذكرت قناة فوكس نيوز أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت تفكر في تقليص توريد الأسلحة لأوكرانيا بسبب استنفاد مخزونها، كما أعلنت الولايات المتحدة استنفاد ذخيرة HIMARS بسبب الإمدادات إلى كييف، بالإضافة إلى ذلك، قال مسؤول عسكري أمريكي إن حاجة أوكرانيا إلى الأسلحة كانت “أكثر بكثير مما كان متوقعاً”.

هذا كله اصطدم لواقع عندما أصدرت الصين تحذيراً للولايات المتحدة واحتجت على بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تايوان، ثم أشار الزعيم الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة لا تشجع تايوان على نيل الاستقلال عن الصين، لكن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان في حالة نشوب صراع عسكري بين الجزيرة والصين.

الهدف الأساس

وجاء تفاقم الوضع حول تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في 2 أغسطس / آب، على الرغم من مطالبة الصين العاجلة بالامتناع عن هذه الخطوة، ووصفت زيارتها بأنها دليل على التزام الولايات المتحدة بدعم الديمقراطية التايوانية.

تايوان جزء من الصين ولكنها ليست تحت سيطرة بكين، تدعي الولايات المتحدة أنها لا تنازع في ملكية الصين للجزيرة، بينما تقدم الدعم للسلطات التايوانية. قطعت العلاقات الرسمية بين حكومة جمهورية الصين الشعبية ومقاطعة الجزيرة التابعة لها في عام 1949، واستؤنفت الاتصالات في أواخر الثمانينيات.

بالنتيجة، تركز الولايات المتحدة الآن على حروبها بالوكالة من خلال إضعاف الخصوم سواء بالعقوبات وتشديدها أو بمد الأسلحة والعتاد العسكري لحلفائها كما في الحالة الأوكرانية وهذا من جهة، من جهة أخرى، تركز على تطوير قدراتها الاقتصادية لتستطيع مواجهة بكين تجارياً خاصة في عالم التكنولوجيا التي تستورد معظم حاجيتها منها، من دول آسيا، وإلى أن يتحقق ذلك ستتوسع واشنطن في محاولات هنا وهناك لإضعاف خصومها خاصة وأن استراتيجيتها الأخيرة عبّرت فيها بصراحة عن الأعداء الأساسيين وهم الصين وروسيا وإيران.

مصدر الصورة: غلوبال برس.

موضوع ذا صلة: الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.. يضحك طويلاً من يضحك أخيراً