بعد محادثات بينهما في بيرث، وقع كيشيدا وألبانيز إعلاناً مشتركاً اتفقت فيه اليابان وأستراليا على تعميق العلاقات الأمنية الثلاثية مع الولايات المتحدة واتخاذ إجراءات ضد الدول التي تنتهك القواعد والأعراف الدولية.
وجاء اتفاقهما مع تزايد المخاوف من أن الصين قد تصعد الاستفزازات العسكرية ضد تايوان بعد أن ضمن الرئيس شي جين بينج فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كزعيم في مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم.
تعاون دفاعي
وقع رئيسا الوزراء فوميو كيشيدا وأنتوني ألبانيزي الاتفاق في مدينة بيرث بغرب أستراليا، لتجديد اتفاقية عمرها أبرمت قبل 15 عاماً عندما كان الإرهاب وانتشار الأسلحة أكبر مصدرين للقلق، وأشاد رئيس الوزراء الاسترالي بـ “الإعلان المشترك حول التعاون الأمني” كما سمي الاتفاق، مؤكداً أن هذا النص “التاريخي يوجه إشارة قوية إلى المنطقة بشأن تحالفنا الاستراتيجي”.
تعهدت اليابان وأستراليا بتعزيز تعاونهما الدفاعي وسط تعاظم النفوذ الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المجلس الأوروبي أن دول الاتحاد سوف تتبع استراتيجية جديدة في تعاملها مع الصين.
وقال مسؤولون أستراليون إنه بموجب الاتفاق، اتفقت الدولتان على تجري القوات العسكرية تدريبات مشتركة في شمال أستراليا. وأوضحوا أن الاتفاق “سيوسع ويعزز التعاون في الدفاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية”.
ومن دون ذكر الصين أو كوريا الشمالية بالاسم، قال كيشيدا إن الاتفاقية جاءت ردا على “بيئة استراتيجية تزداد قسوة”.
أوكرانيا حاضرة
أدان قادة البلدين، ما وصفوه التهديد الروسي باستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا، ووصفوه بأنه تهديد خطير وغير مقبول لسلام وأمن المجتمع الدولي. وشددوا على أن أي استخدام للأسلحة النووية سيقابل باهتمام دولي لا لبس فيه، ويتطلب إدانة ورد قوي.
وأكد زعيما اليابان وأستراليا أنهما سيواصلان العمل عن كثب مع المجتمع الدولي بشأن الوضع في أوكرانيا وسيبذلان جهوداً مشتركة لضمان عدم تكرار سيناريو مماثل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما أشار كيسيدا وألبانيز مرة أخرى إلى أنهما لا يعترفان بنتائج الاستفتاءات في مناطق دونيتسك ولوغانسك الشعبية زابوروجيا وخيرسون بشأن الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
استثمارات مفتوحة
في بيان مشترك صدر عقب المحادثات بين رئيسي وزراء البلدين، جاء فيه أن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون في مجال التجارة والاستثمار في موارد الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، على خلفية الوضع في أوكرانيا وتقلب أسعار الطاقة.
حيث أكد القادة مجدداً الأهمية الحاسمة لتعزيز التعاون في مجال أمن الطاقة، بما في ذلك التعاون من خلال الاستثمار المستقر والآمن والتجارة في موارد الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، وقال كيشيدا، إن اليابان وأستراليا اتفقتا على تعميق التعاون الهادف إلى خلق سوق طاقة نظيفة ميسورة التكلفة وموثوقة وآمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
قطاع المعادن
اتفقت كانبيرا وطوكيو على توسيع التعاون في استخراج المعادن المهمة وإنشاء سلاسل إمداد موثوقة لبعضهما البعض، واتفق الزعيمان على إقامة “شراكة ثنائية في استخراج المعادن المهمة وإنشاء سلاسل إمداد موثوقة”. وقال البيان إن الدولتين ستعملان معا لتطوير قطاع المعادن الحيوي في أستراليا وتزويد اليابان بالمعادن التي تحتاجها لصناعة التصنيع.
بالنتيجة، تعتزم اليابان وأستراليا، تعزيز التعاون الثنائي في منطقة المحيط الهادئ في مجال “دعم وتنمية بلدان جزر المحيط الهادئ دون فرض عبء ديون لا يمكن تحمله”، كما “أعادت البلدان تأكيد التزامها بهيكل المحيط الهادئ للمشاركة الإقليمية، وستسعى أستراليا واليابان أيضاً إلى تعزيز التعاون الفعال مع الشركاء الآخرين في المجالات الرئيسية ذات الأهمية لمنطقة المحيط الهادئ، مثل البنية التحتية الحيوية، والتعافي من الكوارث والمرونة، والسلامة البحرية.
وبشكل خاص، جاء اهتمام الجانبين بهذه الاتفاقية، على خلفية أهمية “منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة”، وهي الرؤية التي دعا إليها رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، ومما لا شك فيه بأن طوكيو وأدنبرة يريدان مراقبة كيفية تحول السياسة الدبلوماسية لبكين بعد إعادة انتخاب شي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحادثات فى بيرث تعد رابع اجتماع لزعيمى حكومتى استراليا واليابان منذ مايو/ أيار من هذا العام، وكلا البلدين، بالإضافة إلى الهند والولايات المتحدة، أعضاء في الحوار الأمني الرباعي (QUAD).
مصدر الصور: AFP – غلوبال برس.
موضوع ذا صلة: معادلات الصراع تتطور.. نُذر اشتعال جبهة المحيط الهادئ