اعداد: يار انبيعة
انهت شركة “إيرباص” عاماً صعباً هيمنت عليه تغيرات في الادارة وانتكاسات واتهامات بالفساد، حيث استخدمت كل ما لديها لإنتزاع الصدارة، في منافستها السنوية مع “بوينغ”، على طلبيات الشراء، مع قيامها بترتيب حزمة من الصفقات الضخمة.
“عام مؤلم”
امضت “إيرباص” عاماً مؤلماً، مع تراجعها بشكل حاد خلف “بوينغ” وتضرر معنويات فرق مبيعاتها جراء تحقيقات في المملكة المتحدة وفرنسا بشأن استخدام وسطاء من قبل وحدة في مقر الشركة تم حلها. وعلى الرغم من ذلك فإن سعر سهمها وصل الى مستويات قياسية مرتفعة في الوقت الذي تتعافي فيه الشركة المصنعة للطائرات من مشكلات في الإنتاج.
وفي ملاحظة مهمة، واذا ما اضفنا جميع الصفقات التي أعلنت عنها “إيرباص” منذ بداية ديسمبر/كانون الأول إلى الإجمالي بنهاية العام 2017، فإن ثلثي نشاطها في السنة سيكون قد تم إنجازه في الشهر الأخير بالمقارنة مع متوسط 20% في السنوات العشر السابقة. ويقول محللون إن مثل هذا النشاط قد يؤثر سلباً على هوامش الربح مع عرض الشركة تنازلات لنيل صفقات قبل نهاية العام.
وعلى النقيض، فإن طلبيات طائرات “إيرباص”، العريضة البدن، قد سجلت عاماً صعباً، اذ باعت الشركة 46 طائرة منذ بداية العام 2017، وفاقتها بوينغ في المبيعات بنسبة ثلاثة إلى واحد، إذ بلغت مبيعات بوينغ من طرازها “دريملاينر” أعلى مستوى منذ 2013. وعلى الرغم من الشكوك التي تكتنف مستقبل الطائرة “A380″، الطائرة الأكبر حجماً في العالم، فإن “إيرباص” لا تزال تأمل في الظفر بطلبية شراء لعدد 36 طائرة من طيران الإمارات، الا ان مصادر بالقطاع تقول إن المحادثات توقفت أثناء معرض دبي للطيران ويجري العمل على استئنافها.
في المقابل، أعلنت شركة “بوينغ” الأمريكية خلال اليوم الأول لمعرض دبي للطيران، عن أولى صفقاتها مع طيران الإمارات، وهي طلبية أولية لشراء 40 طائرة بوينغ 787-10 قيمتها 12.5 مليار دولار وفقاً لقائمة الأسعار، والتي تعد أكبر طلبية لشراء طائرات الممر الواحد في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
وفي استكمال لما سبق، قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة الشركة ومقرها دبي، إن الشركة اختارت أحدث نسخة من طائرة “بوينغ”، متوسطة الحجم وعريضة البدن، بعد مقارنتها مع الطائرة “إيرباص” آي 350، وأضاف أن التسليمات ستبدأ في 2022. وكان من المتوقع أن يعلن الشيخ آل مكتوم عن طلب شراء من طائرات “أيرباص” A350، لكن ذلك لم يحدث.
صفقات جديدة
ابرز تلك الصفقات من تم الاعلان عنه من خلال تأكيد طلبية قياسية لشراء 430 طائرة تتوسط فيها شركة “إنديجو بارتنرز” للاستثمار المباشر، ومقرها الولايات المتحدة بالنيابة عن أربع شركات طيران، لكن محللين يقولون إن من المحتمل أن تضطر “إيرباص” إلى تقديم خصومات أكبر لـ “إنهاء الفجوة” مع “بوينغ”.
ويُنظر إلى صفقة “إنديجو”، وطلبيات شراء أخرى يصل عددها إلى 275 طائرة، على أنها “صفقة نهاية الخدمة” لجون ليهي، مدير مبيعات “إيرباص”، الذي كان من المقرر أن يتقاعد بعد أن زاد حصة “إيرباص” السوقية بنحو ثلاثة أمثال على مدى سنوات خدمته التي بلغت 23 عاماً.
ومع تطلعه إلى التقاعد وهو على القمة، كان ليهي حريص على بيع ما يصل إلى 700 طائرة، على الأقل، وهو الرقم الذي توقعت “إيرباص” تحقيقه في 2017، وذلك بعد تعديل الهدف الداخلي بالرفع من 400 حين كان القطاع متباطئاً بشدة.
“إيرباص” تستحوذ على السوق القطرية
استلمت الخطوط الجوية القطرية 19 طائرة جديدة في عام 2017 ليرتفع عدد الطائرات في أسطولها إلى 212 طائرة. وأعلنت القطرية مؤخراً عن تسجيل طلبية شراء لـ 50 طائرة من طراز “إيرباص” A321neo لتحل محل طلبية سابقة لـ50 طائرة “إيرباص” A320neo. وأبرمت القطرية الاتفاقية لشراء الطائرات بحضور حضرة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واستمرت الشركة القطرية بإبرام اتفاقيات شراكة قوية عالمياً لتؤكد بذلك التزامها بالتعاون مع شركاء عالميين. وأعلنت القطرية، في شهر نوفمبر/تشرين الاول 2017، عن إنجاز صفقة استحواذ على 9.61% من إجمالي رأس المال المعلن لخطوط كاثي باسيفيك الجوية، فيما عززت من التزامها نحو إيطاليا بالاستحواذ على 49% من أسهم شركة “إيه.كيو.إيه” هولدينغ، الشركة الأم لطيران “ميريديانا”، بينما احتفظت شركة “أليساردا” بـ51% من الأسهم.
ونشرت الخطوط الجوية القطرية في شهر يونيو/حزيران، نتائجها السنوية للعام المالي 2017، حيث كشفت عن زيادة صافي الأرباح بنسبة 21.7% مقارنةً مع العام 2016، وأظهرت النتائج أيضاً زيادة الإيرادات السنوية بنسبة 10.4%.
الخطوط المغربية اهم زبائن “بويتغ”
الى ذلك، توصلت “بوينغ” الى اتفاق لبيع 4 طائرات من طراز 9-787 “دريملاينر” للخطوط الملكية المغربية في صفقة بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار، حيث ترفع الصفقة من مجموع الطائرات المملوكة للخطوط الملكية المغربية من طراز “بوينغ 787” إلى تسع طائرات، اذ يؤمن هذا النوع من الطائرات الرحلات الدولية المنطلقة من مطار الدار البيضاء نحو وجهات كأمريكا الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط والدول الأوروبية. وتعد الخطوط الملكية المغربية من الزبائن المهمين لشركة “بوينغ”، حيث بدأت العلاقة بين الشركتين منذ ما يقارب الـ 50 عاماً. وتمتلك “لارام” (الخطوط الجوية المغربية) في أسطولها حوالي 56 طائرة “بوينغ” بما في ذلك طرازات 737 وErs300-767 و787 و400-747 التي تقوم بتأمين 80 وجهة حول العالم.
وتسعى الخطوط الملكية المغربية من خلال صفقة اقتناء طائرات “دريملاينر” إلى المحافظة على أسطول شاب وفعال، والى توفير المزيد من المرونة لخدمة مجموعة من الوجهات، خصوصاً على المستوى الأفريقي، حيث تؤمن “لارام” حوالي 850 رحلة إلى دول القارة شهرياً. للعلم، تبلغ سعة طائرات “دريملاينر” ما يوازي الـ 290 راكباً، وتتميز بكونها الأفضل في مجال توفير الوقود، حيث تم تطويرها لتصبح أقل في استهلاك الوقود بـ 20% مقارنة بمثيلاتها من الطائرات التجارية.
“بوينغ التاسعة” تصل الى القاهرة
بعد عام فقط من إبرام الشركة الوطنية مصر للطيران لصفقة لضم 9 طائرات جديدة من طراز “بوينج” B737-800 NGs، وصلت الطائرة التاسعة، والأخيرة، من هذه الصفقة قادمة من مصنع “بوينج” بمدينة سياتل الأمريكية إلى مطار القاهرة الدولي، وانضمت لأسطول مصر للطيران، حيث تم استلام الطائرات التسع في أقل من عام، والتى تعاقدت عليها الشركة، في شهر ديسمبر/كانون الاول 2016، بقيمة 864 مليون دولار بالتعاون مع شركة دبي لصناعات الطيران.
ولقد هنأ صفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، مسؤولي شركة “بوينج” ودبي لصناعات الطيران على ختام الصفقة واكتمالها فى المواعيد المقرر لها، وأشاد بالتعاون المثمر بين جميع الأطراف، والذى أضاف لأسطول مصر للطيران طائرات حديثة تلبي رغبات عملائها. وصرح مسلم قائلاً “إنه بإنضمام الطائرة التاسعة اليوم للأسطول تصبح الطائرة رقم 69 في التشغيل الفعلي للأسطول بخلاف الطائرات المؤجرة لشركات اخرى، ورقم 29 من هذا الطراز الموجود بالشركة، والذي يعد الأكثر رواجاً ومبيعاً في طرازات بوينج 737 من الجيل الجديد”، لافتاً إلى أن الشركة تعمل جاهدة لتحديث وتطوير أسطول النقل الجوي الوطني من خلال خطط طويلة ومتوسطة الأجل بما يليق بإسمها كواحدة من أعرق شركات الطيران فى العالم، والتأكيد على ريادتها فى المنطقة.
من جانبه، أعرب الطيار شريف عزت، رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، عن سعادته بإنضمام الطائرة مشيراً الى أن هذا الطراز يتميز بالتطور التكنولوجي، وأعلى درجات الرفاهية والأمان التي تحرص مصر للطيران على توفيرها لعملائها، مؤكداً أن الشركة تضع نصب أعينها دائماً راحة ورفاهية عملائها وتعمل على تلبية متطلباتهم ضمن مخططاتها المستمرة لتطوير أسطولها.
“بوينغ” والمشروع مشترك مع السعودية
أعلنت شركة “بوينغ” الأميركية، أنها وقعت عدداً من الصفقات الدفاعية والتجارية مع السعودية، تشمل بيع طائرات عسكرية وتجارية، وأضافت الشركة، في بيان لها، أن السعودية ستشتري طائرات مروحية من طراز “شينوك”، كما تعتزم شراء طائرات “بي-8” الاستطلاعية. كما أعلنت “بوينغ” عن ان المشروع يتضمن تقديم “خدمات لنطاق واسع من المنصات العسكرية”، ولفتت إلى أنها ستتفاوض لبيع ما يصل إلى 16 طائرة مدنية عريضة البدن للخطوط السعودية.
وأضاف البيان أن “المملكة اتفقت على شراء مروحيات “شينوك” والخدمات المساندة لها، فضلاً عن أنظمة أسلحة موجهة”، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار في كلمة له، خلال القمة الإسلامية الأميركية في الرياض، إلى أن بلاده وقعت اتفاقيات مع السعودية بقيمة 400 مليار دولار، تستحوذ صفقات السلاح منها على نحو 27.5 %. وأضاف ترامب “صفقات السلاح التي جري توقيعها بلغت قيمتها 110 مليارات دولار، بما يمكن الجيش السعودي من تحقيق أداء أفضل”.
مصدر الاخبار: وكالات
مصدر الصور: مونت كارلو – صحيفة الشرق – arabiansupplychain – الخليج اونلاين – موقع ارقام – احداث انفو.