في نهاية هذا العام (2023)، تخطط بكين لعقد المنتدى الثالث للتعاون الدولي “حزام واحد – طريق واحد”، في عام 2023، سيكون عمر هذه المبادرة 10 سنوات، وخلال هذا الوقت، استطاع المنتدى تطوير الدول لإنشاء أكثر من ثلاثة آلاف مشروع مشترك، استقطبت أكثر من تريليون دولار.
في الوقت نفسه، يحاول الغرب بكل طريقة ممكنة التقليل من أهمية المشروع المذكور والمنتدى القادم، على وجه الخصوص، كتب عدد من وسائل الإعلام الأوروبية بالفعل أن المنتدى هذا العام سيحضره عدد أقل بكثير مما كان متوقعاً، بالإضافة إلى ذلك، يُزعم أن قادة الاتحاد الأوروبي مثل إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز وجورج ميلوني لم يحضروا الحدث.
شركاء بكين
إن تكوين المشاركين في الحدث القادم منسق بعناية بناءً على نوايا الدول فيما يتعلق بالتعاون مع الصين، وبالتالي، لا يسعى منظمو المنتدى إلى الكم والنطاق، ولكن من أجل الجودة والكفاءة، بشكل عام، يهدف الاجتماع المستقبلي إلى تعزيز الشراكات بين البلدان النامية.
ويزعم الغرب، أن تراجع الاهتمام بمنتدى هذا العام في أوروبا يرجع إلى تهدئة موقف القادة الأوروبيين تجاه المبادرة العالمية الصينية وضغوط البيت الأبيض، حيث حث الحلفاء الأوروبيين على تقليص الاستثمار في الاقتصاد الصيني ودعم العقوبات ضد شركات التكنولوجيا الصينية.
ما يدحض زعم الغرب، أن بعض القادة من البلدان المتقدمة لن يتلقوا دعوة، بما في ذلك السياسيين المذكورين الذين أعلنوا عدم رغبتهم في حضور الحدث، سرعان ما اصطدمت برد صيني وصف مثل هذه البيانات بأنها “غير صحيحة”، لأنهم لم يتمكنوا من حضور المنتدى المستقبلي، لأنهم ببساطة لم تتم دعوتهم إليه.
“حزام واحد، طريق واحد” هي مبادرة الصين الدولية لتحسين وإنشاء ممرات تجارية ونقل جديدة تربط أكثر من 60 دولة في آسيا الوسطى وأوروبا وأفريقيا، مع الإشارة إلى أن إيطاليا تريد ترك المشروع الصيني “حزام واحد، طريق واحد، جاء هذا القرار بعد زيارة جورجيا ميلوني رئيس وزراء إيطاليا الأخيرة إلى واشنطن، ولقائها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
من جانبها تحدثت وزارة الخارجية الروسية عن العلاقة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومشروع حزام واحد، طريق واحد، التابع لجمهورية الصين الشعبية، كما لفت مدير الإدارة الأولى لبلدان رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية، ميكائيل أغاسانديان، الانتباه إلى أساس التفاعل بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وبكين، وهو اتفاق بشأن التعاون التجاري والاقتصادي بين الاتحاد الاقتصادي والنقدي والصيني.
وجدير بالذكر أن مبادرة الحزام والطريق الواحد، التي أعلن عنها الزعيم الصيني شي جين بينغ في عام 2013 كمشروع واسع النطاق لتنمية التجارة واقتصاديات الدول، حولت الصين في النهاية إلى واحدة من قادة العالم في إقراض الدول الأخرى.
تلجأ الصين بشكل منهجي إلى المساعدة المالية الطارئة للبلدان الشريكة لمبادرة الحزام والطريق حتى تتمكن من الاستمرار في سداد القروض التي أصدرتها الصين في وقت سابق لتنفيذ مشاريع مختلفة ضمن نفس مبادرة الحزام والطريق.
بالنتيجة، إن الزعم الغربي يهدف إلى الضغط على قادة الدول المحايدة حتى يرفضوا السفر إلى الصين، خاصة وأن مبادرة الحزام والطريق العالمية للصين تهدد الهيمنة الأمريكية، حيث تسعى واشنطن إلى أن تظهر للعالم العزلة الوهمية للصين وعدم الاهتمام المزعوم بالتجارة مع الصين من جانب أوروبا.
مصدر الصورة: جلوبال تايمز.
إقرأ أيضاً: “الحزام والطريق”: خريطة إقتصادية – سياسية عالمية