سمر رضوان

سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومواقفه المتقلبة والمتناقضة وخاصة المتعلقة بطريقة تعامل إدارته مع أزمة جائحة “كورونا” أثارت حفيظة شعبه وحلفائه الأوروبيين.

الرئيس ترامب الذي وصف فيروس “كورونا” ذات مرة بأنه “خدعة”، إستمر في تجاهل خطورته رغم تفشيه الكبير في أنحاء العالم ووصوله إلى الأراضي الأمريكية ما إضطره، في بداية الأمر، إلى اتخاذ إجراءات أكد خبراء أنها متأخرة لجهة الحد من انتشار الفيروس. لكن الكارثة الموازية لتعامله الفاشل مع الفيروس لم تنحصر بشقها الصحي وتداعياتها على الأمريكيين، بل تجاوزته إلى “تدمير سمعة الولايات المتحدة عالمياً وخلق أزمة ثقة بين واشنطن وشعبها وحلفائها”، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

عن أزمة الثقة التي تتهاوى في الولايات المتحدة على ضوء إدارة ملف “كورونا” المستجد من قبل إدارة الرئيس ترامب ومستقبلها في هذه الظروف وما بعد “كورونا”، سأل مركز “سيتا” الأستاذ نبيل المقدم، الصحفي والكاتب اللبناني، حول هذا الموضوع.

الإقتصاد أولاً

تعيش الإدارة الأمريكية اليوم أزمة ثقة أكثر من أي وقت مضى، بحيث بات يشعر الأمريكيون أن النهوض لن يكون قريباً حتى ولو تجح العلماء في التغلب على وباء “كورونا” المستجد، وطوروا لقاحاً في القريب العاجل. فالرئيس ترامب بالنسبة للأمريكيين لم يعد جديراً بالثقة بعد المواقف التي أظهرها الأزمة، حيث أنه إستخف بمشاعر الشعب الأمريكي وإستهتر بأمنهم الصحي والإجتماعي لصالح الرأسالمية المتوحشة.

مغامرة خارجية؟!

والسؤال المطروح اليوم، على ماذا يعول الرئيس ترامب لتعويم حظوظه الإنتخابية مجدداً والتي باتت شبه مفلسة؟ هل يتطلع الرئيس الأمريكي إلى مغامرة خارجية مسرحها العراق أو إيران؟

بعض المقربين منه نصحوه بأن مغامرة من هذا النوع وفي هذا التوقيت كفيلة بهدم ما تبقى من البنيان، فهل يقتنع أم أنه سيستمر في الإستماع إلى شعبويته الفارغة والفريق الصهيوني الملتف حوله في البيت الأبيض؟

لا شك بأن المشكلة الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم هي حكمها من قبل قلة من “اللصوص”، وهم الجناح الأكثر فاعلية اليوم في البيت الأبيض. صحيح أن الرئيس ترامب نجح إلى حد ما في محاربة البطالة وإلى حد ما دعم الإقتصاد الأمريكي، ولكن عندما حلت جائحة “كورونا” قرر أن يحرق المجتمع. فهل يحظى ترامب بفرصة مجدداً كي يصبح رئيساً لولاية ثانية؟!

مصدر الصورة: سبوتنيك.

موضوع ذا صلة: ترامب وسياسة الفشل في إحتواء وباء “كورونا”