كشفت وزارة الدفاع الروسية، حصيلة خسائر الجيش الأوكراني منذ بدء العملية العسكرية على أراضيها، متهمة كييف بالتعاون مع الولايات المتحدة لنشر فيروسات قاتلة.
الوثائق التي بحوزة روسيا من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا تثبت تورط كييف بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون، في إجراء اختبارات لتطوير سلالات جديدة من فيروس كورونا أصلها من الخفاش، ولفتت إلى أنه “تم نقل عينات وتحاليل جينية بشرية بتمويل أميركي إلى الخارج من أوكرانيا، وذلك بهدف تطوير برنامج سري لنشر فيروسات قاتلة.
نفي أمريكي
بعد الاتهام الروسي للولايات المتحدة بتطوير برامج سرية تتعلق بفيروسات قاتلة، نفت أمريكا هذه المعلومات واعتبرتها معلومات كاذبة، في حين اكدت موسكو روايتها وقالت إنها ستنشر وثائق تؤكد التورط الأمريكي في هذا الأمر انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، وهذا أمر أياً كان من يقف خلفه، فهو أمر خطير ويعيد التساؤلات الماضية إلى الأذهان مجدداً حول أن الفيروس الذي فتك بملايين البشر حول العالم لكم يكن وليد صدفة بل لليد البشرية دور مباشر فيه.
النفي الأمريكي من عدمه لن يقدم أو يؤخر في هذا الأمر، لأن البرامج السرية تم كشفها، إلا أن خطأ الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الإطار، عدم تأمينها للمعامل البيولوجية والمحطات النووية الأوكرانية، أو على أقل تقدير كانت تصرح قبل موعد العملية الروسية الخاصة بفترة زمنية طويلة نسبياً قبل بدءها، فقد عولت على الأوكرانيين في إمكانية تأمين هذه الأمور، لكن الذي حدث وعلى سبيل المثال، أن انسحب الأوكرانيون من محطة تشيرنوبيل تاركين كل شيء خلفهم، بالتالي، مهما حدث من نفي، طالما هناك وثائق وقعت تحت يد الروس، فالأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر.
على الصعيد الاقتصادي
صرح مسؤولون روس كثر وآخرهم المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف الذي قال إن الحرب الاقتصادية على روسيا غير مسبوقة، بالفعل فقد اتحد الغرب تقريباً ضد روسيا وعلقت كبرى الشركات نشاطاتها في روسيا فضلاً عن حظر روسيا من نظام سويفت، وتجميد أرصدة الروس حول العالم والهجوم على البعثات الدبلوماسية الروسية وحتى حلفاء روسيا مثل الهجوم على السفارة البيلاروسية في روما اليوم.
بالتالي، هناك تأكيد واحد لا بد من ذكره وهو أن العقوبات ومما لا شك فيه أنها ستلحق أضراراً جسيمة بروسيا، لكن وبنفس الوقت ستكون شديدة الوطأة على أوروبا وبالأخص من جهة الطاقة، رغم مطالبات دول كثيرة باستثناء قطاع الطاقة من العقوبات مثل المجر وهنغاريا وألمانيا وفرنسا، حيث صرح الرئيس الفرنسي مؤخراً أن حظر الطاقة الروسية أمر خطير، وسيكون الشتاء القادم صعباً جداً على الأوروبيين، ومن ناحية أخرى إغلاق الشركات لفروعها إن كانت في المدن الروسية أو عبر متاجرها على الإنترنت أيضاً ستكون سيئة للغاية على الغرب، فعلى سبيل المثال قدّر خبراء، خسائر سلسلة مطاعم ماكدنالدز وكي إف سي وستاربكس، بما يقار بخسارة 50 مليون دولار يومياً.
أخيراً، إن الحرب الروسية – الأوكرانية حرباً خطيرة دون أدنى شك، خاصة وسط توقعات بأنها قد تكون طويلة، في ضوء تحشيد العالم وجلب مرتزقة عبر تطويعهم وإحضارهم لقتال الجيش الروسي، لكن هذه الحرب وضعت العالم على مفترق طرق، يتعلق بالطاقة والغذاء، وحتى الأمن، فالكرة اليوم في الملعب الروسي لحسم هذا الملف ليس لجهة الانتصار في المعارك الدائرة على الأرض والبحث في مسوغات وأحقية كل طرف، بل في إعادة هيكلة النظام الدولي كون روسيا قطب كبير على مستوى العالم، فهل تستطيع ضبط السعار الأمريكي الذي بلغ حدوداً غير مسبوقة، وهل تكون البادئة في حرب عالمية ثالثة إن فشلت مساعيها الأخرى، لكن الضغط على الأزرار النووية سيكون مكلفاً كثيراً؟!
مصدر الصورة: تويتر.
موضوع ذا صلة: “أغبياء” أوروبا يحاربون روسيا بالنيابة عن الولايات المتحدة