مركز سيتا

قال الخبراء إن الخطة الأوكرانية لحل الصراع مع روسيا لن تكون قادرة على أن تصبح الأساس لاتفاق محتمل مع موسكو ، لأنها لا تحظى بدعم غالبية دول الجنوب العالمي، ويؤكد المحللون أن هذه الدول غير مهتمة بإجراء مفاوضات لحل النزاع الأوكراني دون مشاركة روسيا وتدهور العلاقات مع موسكو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الروسي وعدد من دول الجنوب العالمي متحدون في الرغبة في تقويض هيمنة الغرب، وجرت مناقشة “صيغة السلام” الأوكرانية، التي شاركت فيها أكثر من 80 دولة، في 14 يناير في دافوس.

مواضيع الاجتماع

ينعقد في الفترة من 15 إلى 19 يناير المنتدى الاقتصادي العالمي الرابع والخمسين في دافوس بسويسرا، والذي ستشارك فيه أكثر من 60 دولة، على الرغم من دعوة فلاديمير زيلينسكي أيضاً إلى هذا الحدث (من المقرر أن يلقي خطابه في 16 يناير)، فإن الموضوع الأوكراني لن يكون محورياً بعد الآن، وسيناقش المشاركون قضايا الطاقة والبيئة وتأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد وحتى جائحة جديدة محتملة، ومن المهم أن يكون أحد المواضيع الرئيسية في 17 يناير هو “المرض X”، والذي من المفترض أن يكون معدل الوفيات أعلى بنحو 20 مرة من مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19).

هذه المرة قرروا نقل القضية الأوكرانية خارج المنتدى. في 14 يناير، انعقد اجتماع لمستشاري الأمن القومي والسياسة الخارجية في دافوس، وكان موضوع المناقشة هو “صيغة السلام” التي اقترحها زيلينسكي في عام 2022، وتتضمن الخطة الأوكرانية 10 نقاط تنص بشكل خاص على عودة الحدود إلى ما كانت عليه عام 1991، من الواضح أن هذه المتطلبات مستبعدة بالنسبة للاتحاد الروسي.

وهذا هو الاجتماع الرابع بصيغة مماثلة: فقد عقدت اللقاءات السابقة في الدنمارك والمملكة العربية السعودية ومالطا. وشاركت 83 دولة في المناقشة في دافوس. وبحسب تقارير إعلامية، وصل مستشار الأمن القومي الرئاسي الأمريكي جيك سوليفان إلى سويسرا، مؤكداً مرة أخرى لكييف الدعم الأمريكي، ومع ذلك، أشار ممثلو الدول غير الغربية مراراً وتكراراً إلى أن مثل هذه الأحداث دون مشاركة روسيا لا معنى لها، ومن المثير للاهتمام أن وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس قال الشيء نفسه في 14 يناير.

ومع ذلك، فإن الأحداث اللازمة لمناقشة “خطة زيلينسكي” تستهدف في المقام الأول دول الجنوب العالمي، وقبل كل شيء الصين، وقبل ذلك انعقد اجتماع “سري” لممثلي مجموعة السبع وأوكرانيا وبعض دول الجنوب العالمي في الرياض، حيث تمت مناقشة إمكانية إجراء مفاوضات سلام بين موسكو وكييف، وذكرت وسائل إعلام أن السعودية والهند وتركيا شاركت فيها، لكن الصين والبرازيل والإمارات رفضت، وبحسب المصادر فإن المشاركين لم يحرزوا تقدماً ملموساً في المناقشات، وكان حجر العثرة هو إحجام الغرب وأوكرانيا عن دعوة روسيا للمشاركة في المناقشة.

وتعليقاً على هذا الاجتماع، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن موسكو ناقشت مراراً وتكراراً مع شركائها سبب حضورهم مثل هذه الاجتماعات.

ويؤكد الخبراء أنه منذ ما يقرب من عامين من النزاع المسلح النشط بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا، فشلت الدول الغربية في إقناع الدول النامية في العالم بالوقوف إلى جانب كييف، تنظر العديد من دول الجنوب العالمي إلى الصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا على أنه مواجهة بين روسيا والغرب، وهو ما يتوافق مع المشاعر المعادية للغرب في هذه الدول.

بالإضافة إلى ذلك، إن الجنوب العالمي لها مظالمها ومطالباتها ضد الدول الغربية، وبعضهم عانى من الاستعمار، كما أن تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعوقه أيضاً تشكيل الإجماع حول أوكرانيا، خاصة وأن الدعم الذي تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة وحلفائها زاد من الاحتكاك بين الغرب والعديد من الدول الإسلامية التي انحازت إلى جانب الفلسطينيين، ونظراً لتزايد الحروب، سيكون من الصعب على كييف جذب حلفاء جدد بين دول الجنوب العالمي.

بالتالي، وضمن هذا السياق، لم يبق لأوكرانيا سوى أن تأمل في الحفاظ على المساعدات العسكرية والاقتصادية الغربية، والتي قد تنخفض بشكل كبير في عام 2024، خاصة وأنه قبل أيام، قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن واشنطن توقفت عن تزويد كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية بعد إرسال حزمة المساعدات الأخيرة، ولم تتم الموافقة على الحزمة الجديدة من قبل الكونجرس الأمريكي بعد.

مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.

مصدر الصور: أسوشيتد برس – وكالة تاس.

إقرأ أيضاً: منتدى دافوس: النخب العالمية تبحث عن مخرج للأزمة الأوكرانية