يطالب الكيان الصهيوني بالإفراج عن جميع الرهائن من قطاع غزة – وهذا هو الشرط الرئيسي للكيان كجزء من مبادرات السلام للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية لحل الأزمة الفلسطينية “الإسرائيلية” وإقامة دولتين، وفق ما صرح به ديمتري جندلمان، مستشار مكتب رئيس الوزراء الصهيوني، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده نقلت طلباتها بشأن هدنة محتملة مع حماس.

بدوره شكك سفير فلسطين لدى النمسا صلاح عبد الشافي في قدرة الغرب على حل الأزمة الحالية، ووفقاً له، في ظل الحكومة الحالية لرئيس الوزراء “الإسرائيلي”، لن تتمكن السلطة الفلسطينية من العثور على حليف في إنشاء دولتها الخاصة.

خطة استيطانية جديدة

الحرب في قطاع غزة بين وحدات من الجيش الإسرائيلي والجناح العسكري لحماس – كتائب القسام – لم تتوقف منذ 108 أيام، وبعد هدنة قصيرة بين طرفي الصراع لتبادل الرهائن أواخر العام الماضي، لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد، لكن الوسطاء الرئيسيين، وهم قطر ومصر والولايات المتحدة، حريصون على إبرام صفقة جديدة بسبب خطر التصعيد المتزايد في المنطقة وانتشار الصراع.

بالتالي، إن “تفاصيل “خطة التسعين يوماً” الجديدة للتوصل إلى اتفاق بين حماس والكيان الصهيوني لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ومن المتوقع أن تتكون من ثلاث مراحل، خلال الفترة الأولى، ستتوقف جميع الأعمال العسكرية لعدد غير محدد من الأيام – وخلال هذه الفترة يجب على الحركة الفلسطينية إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى ذلك، يجب على جيش الاحتلال الصهيوني الالتزام بسحب وحداته من مدن الجيب، وكذلك وقف تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار، وبالإضافة إلى ذلك، يتم توفير حرية التنقل للمدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة.

أما المرحلة الثانية فتتضمن إطلاق سراح العسكريات “الإسرائيليات” من الأسر وإعادة جثث الرهائن المختطفات سابقاً مقابل الإفراج عن نساء فلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني.

أما المرحلة الثالثة فيفترض أن تقوم حماس بإطلاق سراح بقية جنود جيش الدفاع “الإسرائيلي” في الاحتياط، وأن تقوم “إسرائيل” من جانبها بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، حيث يجب تحديد عددهم بالإضافة إلى ذلك، وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على قوات الدفاع “الإسرائيلية” أن تسحب قواتها بالكامل من قطاع غزة.

ومع ذلك، فإن مثل هذا الاقتراح لم يثير حتى الآن رد فعل إيجابي من قبل حماس أو الكيان الصهيوني، ومع ذلك، فإن الدول الوسيطة تعتبر استئناف العلاقات بشأن هذه القضية خطوة إيجابية، ومن بين أمور أخرى، ذكرت الصحافة الصهيونية أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية تطرح شروطها الخاصة: وقف كامل لإطلاق النار، وانسحاب وحدات الجيش “الإسرائيلي” من قطاع غزة، وتوفير ضمانات دولية للحفاظ على سلطة حماس في قطاع غزة وكذلك في الجيب، والتنازل عن ملاحقة قادة وأعضاء الحركة.

واستبعد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو مثل هذا الاقتراح ونفى مرة أخرى المعلومات المتعلقة باحتمال إنشاء دولة فلسطينية كجزء من الاتفاقيات المقبلة، لكن بشكل عام، يدعو رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بالتعاون مع وزير الدفاع “الإسرائيلي” يوآف جالانت، إلى ممارسة ضغط عسكري نشط على حماس من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن، في الوقت نفسه، فإن أعضاء آخرين في الحكومة العسكرية (التي تشكلت بعد أحداث 7 أكتوبر) – رئيس وزارة الدفاع السابق بيني غانتس ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت – أكثر ميلاً إلى التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.

وعلى هذه الخلفية فإن زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لابيد راضٍ عن كل الخيارات، وقال في هذا الصدد: “أخبرت الكنيست أننا مستعدون لدعم أي صفقة تبادل، حتى لو كلفتنا وقف إطلاق النار”، إضافة إلى ذلك، تطالب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة بسبب عدم قدرة حكومة نتنياهو على قيادة الحرب وإعادة المختطفين من قطاع غزة.

وأصبح من المعروف أن الكيان الصهيوني عرض من خلال وسطاء قطريين ومصريين، على حركة حماس الفلسطينية وقف إطلاق النار لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، لكن حماس رفضت هذه المبادرة.

مقترحات غربية

لعبت الحرب في قطاع غزة دوراً أساسياً في العودة إلى الحديث عن إقامة دولتين: يهودية وعربية، عاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود 1967، وفي 22 كانون الثاني/يناير، بدأت عملية التفاوض بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 ووزيري خارجية الكيان الصهيوني كاتس والسلطة الفلسطينية رياض المالكي. وتعقد الاجتماعات بشكل منفصل عن بعضها البعض، وفي الوقت نفسه، يشارك أيضاً من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وجامعة الدول العربية في الاجتماع في بروكسل، بالتالي، إن خطة السلام الأوروبية تتكون من عشر نقاط.

هناك عدد من المبادرات من دول مختلفة: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، المفاوضات جارية، لقد تقدم الكيان الصهيوني بعدد من المطالب والمقترحات، خاصة من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن، بالتالي، إن الهدف النهائي للكيان الصهيوني تدمير أي قوة فلسطينية قابلة للحياة، لا يمكن ان يأتي تهديد منها،

وبالنسبة للمملكة العربية السعودية لن تقوم بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني حتى يكون هناك طريق لا رجعة فيه لإنشاء دولة فلسطينية “.

بالإضافة إلى ذلك، وصف رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، الوضع الإنساني في قطاع غزة بسبب الحصار الصهيوني بأنه حرج، و “لا يمكن أن يصبح الأمر أسوأ، من الآن فصاعداً، سأدعو فقط إلى عملية السلام القائمة على حل الدولتين”، وأشار بوريل أيضاً إلى أن الناقل الذي اختارته”إسرائيل” لتدمير حركة حماس تبين أنه غير صحيح.

أما في فلسطين، فإنهم لا يرون تغييراً حقيقياً في السياسة.

وكان وفد من حركة حماس برئاسة رئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق قد زار موسكو في 19 يناير/ كانون الثاني، حيث التقى ممثلو الحركة الفلسطينية، خلال زيارتهم الثانية منذ بداية الحرب في قطاع غزة، مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية ميخائيل بوغدانوف، وقالت حماس في بيان لها إن “الوفد أجرى مشاورات سياسية مع وزارة الخارجية الروسية لبحث سبل وقف إطلاق النار لوقف العدوان على شعبنا وتوضيح موقف الحركة من الرهائن المحتجزين لدى المقاومة”.

وبحسب الحركة الفلسطينية، أعرب الوفد عن تقديره الكبير للجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا الاتحادية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها موسكو، بدورها، أكدت وزارة الخارجية موقفها بشأن إطلاق سراح الرهائن المدنيين، ومن بينهم ثلاثة روس.

وبالتالي ومن وجهة نظري، فإن لقاء مسؤولين روس ووفد حماس قد يشير إلى الاستعدادات لاتفاق وشيك لتبادل الرهائن .

وفي المجمل، خلال الهدنة الأخيرة والوحيدة من 24 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2023، تم تبادل 80 صهيونياً مقابل 240 فلسطينياً حيث تم إطلاق سراح ثلاثة روس واثنين من المرتبطين بمواطنين روس كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

بالتالي إن الانهيار الكبير في اقتصاد الكيان الصهيوني والعالم من خلال استهدافات السفن التجارية المتكررة في البحر الأحمر، دفعت بالغرب إلى التفكير بجدية بشأن وقف إطلاق النار ومن ثم التسوية لوقف التصعيد أما وإن كان الأمر يتعلق بالشعب الفلسطيني لكان من آخر ما يمكن مراعاته هو الخوض في هذه الأمور، وهنا يبدو أن في يد العرب سلاح سحري وهو السلاح الاقتصادي، فإن عزموا على إيلام الغرب على كل أخطائها الماضية والحالية واللاحقة، لتغير الكثير ولعاد العرب القوة التي لا تقهر، لكن في الوضع الحالي، حملت المقاومة الفلسطينية لواء العروبة والقتال عن كرامة كل العرب، فهذه البنود والتسويات ستكون من طرف واحد ولن تقبل بها حماس ما لم تراعي كل النقاط التي حددتها وإلا القتال مستمر ولن يتوقف وستبقى مصالح الغرب والكيان الصهيوني عرضة لنيران المقاومة.

مصدر الصور: أرشيف سيتا + وكالة رويترز.

إقرأ أيضاً: جنوب إفريقيا ترفع راية فلسطين.. تحالف يكتب تاريخ المقاومة

عبد العزيز بدر بن حمد القطان

كاتب ومفكر – الكويت