مركز سيتا

نظم إضراب عام في إسرائيل مطالبين سلطات البلاد بالموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وكان سبب الاحتجاج هو العثور على جثث ستة رهائن في الجيب، بينهم المواطن الروسي ألكسندر لوبانوف، وعلى هذه الخلفية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال لرئيس وزارة الدفاع: إن إبقاء القوات على الحدود مع مصر يمثل أولوية على حساب إنقاذ الرهائن المتبقين في غزة.

شروط الصفقة بين إسرائيل وحماس

رافق بداية العام الدراسي الجديد في إسرائيل إعلان إضراب عام في البلاد، وطالب المتظاهرون السلطات بالموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وانضمت إلى المتظاهرين خدمات مختلفة، بما في ذلك مؤسسات الرعاية الصحية والدفاع، خلال الاحتجاجات، وعلى الرغم من الضغوط القوية من الحكومة، تم إغلاق مطار بن غوريون.

وكان سبب الاحتجاجات هو اكتشاف الجيش الإسرائيلي لجثث ستة رهائن بالقرب من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، من بينهم المواطن الروسي ألكسندر لوبانوف، واتهمت إسرائيل، بناء على أدلة الطب الشرعي، مقاتلي حركة حماس الفلسطينية بقتل السجناء. وتدعي حماس أن الرهائن ماتوا نتيجة القصف الإسرائيلي.

وأضاف أن “الاحتجاجات تتعلق بقضية حساسة للغاية، وتدور حولها مناقشات عامة وسياسية مكثفة في المجتمع الإسرائيلي، يتم تكثيفها فقط نتيجة لمثل هذه الأحداث المأساوية، ومن وجهة نظر عدد من ممثلي الحكومة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن أي تنازلات تضعف موقف إسرائيل التفاوضي ولا تؤدي إلا إلى تقليل فرص التوصل إلى اتفاق مقبول، ومع ذلك، هناك ممثلون عن الأجهزة الأمنية، والعديد منهم، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، يؤيدون بعض التخفيف لمتطلبات الاتفاق مع حماس.

وأثارت أنباء مقتل الرهائن غضبا في المجتمع الإسرائيلي موجها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وخرج أكثر من 300 ألف شخص إلى شوارع تل أبيب للاحتجاج، وتحدث أكثر من 200 ألف في أجزاء أخرى من البلاد، بحسب منظمي المسيرة، جمعية المتطوعين الإسرائيلية منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، ولم تكن هناك أرقام رسمية من الشرطة، وطالب المتظاهرون سلطات البلاد بالموافقة الفورية على صفقة مع حماس من أجل إنقاذ الرهائن المتبقين في القطاع، ودعا العديد من المتظاهرين إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة على الفور.

أما بالنسبة للرهائن المتبقين المحتجزين في قطاع غزة، فإن إسرائيل تواصل جمع البيانات حول حالتهم، حسبما قالت الرائد آنا أوكولوفا، ممثلة الخدمة الصحفية للجيش الإسرائيلي، لإزفستيا.

وأضافت قائلة: “نقوم بجمع معلومات عن حالتهم وموقعهم من خلال جميع القنوات الممكنة”، وقالت آنا أوكولوفا: “لقد تمكنا من إنقاذ بعضهم على قيد الحياة ونأمل أن نتمكن من تنفيذ مثل هذه العمليات لتحرير الرهائن الآخرين”.

ووفقاً للبيانات الإسرائيلية، لا يزال لدى حماس 101 رهينة في الأسر، 35 منهم يعتبرون ميتين.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس المسؤول عن التفاوض على الصفقة، خليل الحية، إنه كان ينبغي إطلاق سراح الرهائن الستة المقتولين كجزء من الاتفاق مع إسرائيل، لكن رئيس الوزراء نتنياهو فضل السيطرة على ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر على إطلاق سراحهم.

أولويات رئيس الحكومة الإسرائيلية

بحسب نص اجتماع المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي الذي تم تسريبه إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد اندلع جدال حاد بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت حول مسألة المفاوضات مع حماس، وسأل غالانت نتنياهو عما سيفعله إذا قدم له رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار معضلة: إما البقاء في فيلادلفيا أو إعادة الرهائن. ورد رئيس الوزراء بأنه يعطي الأولوية لإبقاء القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا على إنقاذ حياة من تبقى في قطاع غزة. ومواصلة الحديث اتهم غالانت نتنياهو بالتخلي عن الرهائن.

كما أثار موقف نتنياهو سخطاً حاداً بين الجمهور الإسرائيلي، وقالت المنظمة الإسرائيلية التطوعية “منتدى أهالي الرهائن والمفقودين”: يجب على كل مواطن إسرائيلي أن يعلم أنه إذا تم اختطافه من سريره بملابس النوم صباح يوم السبت، فإن رئيس وزرائه سيفعل أي شيء للحفاظ على منصبه، حتى على حساب تركهم يموتون في أنفاق حماس في قطاع غزة”.

ويصر نتنياهو على أن الحفاظ على الوجود العسكري في ممر فيلادلفيا ضروري لإسرائيل لمنع التسلل غير القانوني للمسلحين وتهريب الأسلحة إلى الجيب؛ وإذا لم يتم وقف هذا التدفق، فمن الممكن استعادة قوات حماس تدريجياً، بالتالي، إن مطالبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بفيلادلفيا لا تناسب الفلسطينيين، ويعتقدون أن نتنياهو يسعى إلى منع إبرام الصفقة من خلال فرض شروط جديدة على اتفاق 27 مايو الذي وافقت عليه الحركة بالفعل، ودعا الاقتراح بعد ذلك إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

كما تعارض القاهرة الاحتفاظ بوحدات جيش الدفاع الإسرائيلي في معبري رفح وفيلادلفيا، حيث تعتبر ذلك انتهاكاً لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، بالإضافة إلى اتفاقية الحركة والوصول لعام 2005 التي يتم بموجبها إدارة معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية ومصر والمراقبين الأوروبيين.

مصر وإسرائيل لديهما معاهدة سلام ويجب احترامها، وبالإضافة إلى ذلك، هناك اتفاق بشأن نظام التنقل والوصول. والوجود الإسرائيلي في رفح وفيلادلفيا ينتهك هذه الاتفاقيات، إن موقف مصر المبدئي هو الحفاظ على السيادة الوطنية، وقال طارق البرديسي، المتخصص في العلاقات الدولية المصرية، لإزفستيا إن مثل هذه المشكلات يجب أن تحل من قبل أعلى لجنة فنية عسكرية منصوص عليها في معاهدة السلام.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الحفاظ على السيطرة على فيلادلفيا يظل أسلوباً تكتيكياً لتحقيق أهداف استراتيجية، بما في ذلك إعادة الرهائن.

وقال ديمتري جندلمان، مستشار رئيس الوزراء، لإزفستيا: “لدى إسرائيل أهداف استراتيجية واضحة للعملية العسكرية في غزة: عودة الرهائن، وتدمير القوة العسكرية والسياسية لحماس، وتجريد القطاع بالكامل من السلاح”.

وبسبب المطالب الإسرائيلية الجديدة، إلى حد كبير، لم تنجح عملية التفاوض التي جرت في الدوحة والقاهرة بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر لتحقيق وقف إطلاق النار.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع مصر وقطر بشأن الخطوط العريضة لاتفاق نهائي يعتزمان تقديمه إلى الطرفين في الأسابيع المقبلة، وبحسب مصدر رفيع، إذا لم تقبل حماس وإسرائيل بالاتفاق، فقد يعني ذلك “نهاية المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة”.

مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.

مصدر الصور: وكالة رويترز.

إقرأ أيضاً: ضربة استباقية.. إسرائيل تشن أكبر عملية عسكرية في الضفة الغربية