إعداد: يارا انبيعة
اختتم منتدى آرميا 2018، أعماله في 26أغسطس/آب2018، في بلدة كوبينكا في ريف موسكو، بحضور ممثلي 96 دولة والذي دام لـ 6 أيام، فعاليات فاجأت العالم كَكُل عام، عرض فيه أكثر من 100 وحدة من المعدات العسكرية الجديدة لأول مرة، بالإضافة إلى تحديث الأسلحة القديمة والمستخدمة في الحرب على الإرهاب بسوريا.
ويعتبر المنتدى العسكري الدولي أحد أكبر معارض الطيران والفضاء في العالم، بحضور كبرى شركات صناعة الطائرات والمعدات العسكرية العالمية، ويخصص المعرض لعرض آخر التقنيات والمعدات التي أنتجتها المجمعات العسكرية الروسية، بالإضافة إلى عقد صفقات بين المؤسسات الروسية والشركاء الأجانب.
فيما أشار الخبراء إلى أن جميع الأسلحة التي وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بظهورها، تم عرضها بالفعل في المنتدى، مثل صورايخ “كينجال”، ومنظومة “سوسنا”، ومقاتلات الجيل الخامس “سوخوي – 57”.
منظومة جديدة
تنوعت الأسلحة على أرض المنتدى الذي بلغت مساحته 120 ألف متر مربع لأكثر من 100 وحدة من المعدات العسكرية الجديدة، وأبرزها المدفعية ذاتية الدفع عيار 57 ملم على أساس “بي أم بى-3” الجديدة.
كما عرضت روسيا منظومة الدفاع الجديدة “بوك-أم3″، التي صممت خصيصا لإسقاط الصواريخ والأهداف التي تقوم بمناورات كبيرة، وهي تحديث لصواريخ “بوك-أم2”.
وجاءت مفاجأة المعرض بعرض مقاتلة الجيل الخامس الجديدة “سو-57″، وكذلك مقاتلات “ميج-31” المزودة بصواريخ “كينجال” أي الخنجر، والتي تحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل.
وعرضت لأول مرة في المنتدى نظام الدفاع الجوي “سوسنا-إر”، وهو مسلح بـ12 صاروخ موجه “سوسنا-إر” وهي قادرة على تغطية مسافة 10 كيلومترات والارتفاع إلى 5 كيلومترات في أي وقت من اليوم، وتم زيادة الوزن للوحدة القتالية لتحسين كفاءة إطلاق النار، وهي تثبت على المركبة المدرعة “أم تي-إل بي”.
الذكاء الإصطناعي
صرح النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، روسلان تساليكوف، اليوم الجمعة، بأن الجيش الروسي يولي اهتماما بالغا بالذكاء الاصطناعي، وعلى هامش منتدى “آرميا-2018 قال تساليكوف في افتتاح جلسة المؤتمر الثاني للذكاء الاصطناعي: من غير الممكن منع استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض العسكرية، لذلك يجب علينا أن نكون سباقين في هذا المجال، ووفقا له، فإن عمل العلماء العسكريين سيعطي دفعة لتطوير التقنيات المدنية.
وأشار تساليكوف إلى أنه كان يعتقد عادةً، بأن التقدم التكنولوجي يهدف دائما إلى تعزيز القوة الدفاعية بطريقة ما، لكن التأثير كان دائمًا متزامناً، ظهور طائرات الركاب كان نتيجة للعمل على الطيران العسكري، كما أكد بأن ظهور تكنولوجيات جديدة يؤدي إلى تغييرات كبيرة في استراتيجيات وتخطيط وتنظيم القوات المسلحة.
بالإضافة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي، أشار تساليكوف أيضاً، إلى المجالات الهامة للعمل، مثل المركبات القتالية المسيرة، والروبوتات والأسلحة ذاتية الحكم، والطاقة الموجهة، والتكنولوجيات الاجتماعية.
هذا وشهد المؤتمر حضور ممثلين عن أكاديمية العلوم الروسية ووزارة العلوم والبحث العلمي الروسية وخبراء في مجال التقنيات المبتكرة.
استعداد للتضحية
أفاد المركز الإعلامي لمنتدى آرميا-2018، بأن ما يقرب من نصف مليون شخص زاروا المنتدى خلال أربعة أيام، وجاء في بيان المركز الإعلامي: زار المنتدى منذ افتتاحه نحو 463 ألف متخصص وزائر، ووفقا لبيانات المركز، فقد زار المنتدى يوم الجمعة فقط، نحو 273.5 ألف شخص، من بينهم 116 ألف شخص زاروا مركز المعارض.
وأضاف البيان يوم 24 أغسطس/ آب 2018 قام علماء الاجتماع باستطلاع رأي طلبوا فيه من الزائرين شرح المعنى الحقيقي للوطنية، ووفقا للبيانات التي حصل عليها علماء الاجتماع، فإن أكثر من النصف (55 بالمئة) عرفوا الوطنية بأنها الاستعداد للتضحية بالنفس من أجل الوطن، والوطنية لـ37 بالمئة، هي العمل بإخلاص في تخصصك، وعرفها 35 بالمئة، بأنها تعزيز الأسرة وتربية الأطفال.
تحسين القوة
عرض نموذج جديد لبدلة عسكرية مستقبلية للجنود الروس في معرض آرميا، وتم تطوير البدلة من قبل مركز البحوث المختص بشؤون المحركات وشركة “اينجينيرنك” بتصميم هيكل يساعد على تحسين القوة البدنية للمقاتل، بالإضافة لحماية المفاصل والعمود الفقري.
البدلة الجديدة مصنوعة من ألياف الكربون الخفيفة، ويتراوح وزنها من 3 إلى 8 كغ، بحسب المواصفات، كما تساعد المقاتل على حمل الأوزان الثقيلة والراحة خلال السير لمسافات طويلة.
وتم اختبار البدلة على أرض الواقع في تدريبات حقيقة في عام 2017-2018، وتمت الموافقة على الهيكل الخارجي من قبل وزارتي الدفاع والداخلية الروسيتين، ويعمل المطورون على تحسينها.
أحدث المعدات
قال كبير المهندسين في محطة اللاقط اللاسلكي “P-18” ألكسندر ألونوف: اليوم نعرض أحدث المعدات العسكرية التي قمنا بتطويرها مؤخرا، وهي اللاقط اللاسلكي “18-P” والذي يتمتع بسرعته العالية، وهو رادار بحث ثنائي الأبعاد، بموجة نطاقها متر واحد، ويعمل على الإنذار المبكر للأهداف الجوية وتحديد مواقعها بالإضافة إلى إرسال الأوامر لتشغيل منظومات الصواريخ المضادة.
وأضاف، أهم ما يميز هذا الرادار هو السرعة العالية في تشغيله وإيقافه خلال مدة أقصاها 5 دقائق، كما يوجد مولد للطاقة الكهربائية يمد نظام الرادار بالطاقة الكهربائية اللازمة، ويصل مدى الكشف الأقصى إلى 400 كم، كما يتميز بقدرته على الكشف عن الطائرات المسيرة، وأكد أن هذا الرادار يخضع حاليا لسلسلة من الاختبارات، وقريبا سيكون جاهز للتصنيع بكميات كبيرة.
وحول وجود خطط لتصدير الرادار إلى الدول العربية أكد قائلا: نحن نتعاون بشكل وثيق مع شركة “روسوبورون اكسبورت” المصدرة للأسلحة الحكومية الروسية، وهي بدورها تتعاون مع الدول العربية وبشكل أساسي مع دول شمال أفريقيا في مجال التقنيات العسكرية وسنكون سعداء في حال رغبت الدول العربية بامتلاكه.
من جهته أكد نائب المدير العام لشركة الأجهزة المحمولة، اوستاب نازارينكو، بأن الأجهزة التي تصنعها الشركة تتمتع بمستوى عال من الحماية ضد العوامل البيئة القاسية كالحرارة المرتفعة والكدمات والرطوبة والاهتزازات وحتى العواصف الرملية.
وقال: “تستطيع هذه الأجهزة أن تعمل في ظروف بيئية صعبة كالعواصف الرملية والمطر الغزير، وتتحمل العمل في درجات حرارة تتراوح بين +55 وحتى 30 تحت الصفر
المدرعة النمر!
أوضح رئيس قسم الدعاية الإعلام للمجمع الصناعي العسكري، سيرغي سوفوروف، أن المجمع يقوم بتصنيع معدات عسكرية، ومعدات ذات الاستخدام المزدوج بالإضافة إلى المعدات المدنية والتي تستخدم في مجالات الإنقاذ على وجه الخصوص.
وقال: من أهم المعدات العسكرية التي نعرضها اليوم هي المدرعة “إيه إس إن” المعروفة باسم “تايغر إم” أو “النمر” 233115 وهي مركبة متعددة المهام تستطيع أن تؤدي مهامها في كل الظروف الجوية وأدخلنا عليها عدة تحديثات في التصميم الداخلي والخارجي بالإضافة إلى تحديثات في المحرك.
وتابع، وضعنا نظاما للمراقبة بكاميرات 360 درجة، وتستطيع المركبة أن تعمل في مناطق جبلية يصل ارتفاعها إلى 4500 مترا فوق سطح البحر.
وحول المدرعة “BTR-82A” لفت سوفوروف بأنها تحفة فنية لما تتصف به من مزايا، وقال: “هذه المدرعة واحدة من أحدث العربات المدرعة في الجيش الروسي، وتتميز بكونها مزودة بمكيفات الهواء ومنظومة للتوجه الفضائي عبر الأقمار الصناعية وبجهاز اتصال رقمي”.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصورة: سبوتنيك