حوار: سمر رضوان

بعد التطورات الكثيرة التي تحدث في الداخل التركي، لا سيما موقف المعارضة من السياسات التركية في المنطقة، من حيث العملية العسكرية في عفرين أو العلاقات مع سوريا أو مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في “سوتشي” وتداعياته، كان لا بد من الوقوف على هذه الأحداث حيث سأل مركز “سيتا” الأستاذ دوغو برنشك، رئيس حزب الوطن التركي المعارض، الذي وضح وكشف عن العديد من المواقف.

المعارضة التركية وعملية عفرين

إن عملية عفرين تعتبر السبب الأساس في توحيد السياسة الداخلية، فالشعب التركي، في غالبه، يشجع هذه العملية. في المقابل، يقوم بعض السياسيون الأتراك بإطلاق تحليلات خاطئة معتبرين أنها حرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وليست حرب تركيا كلها. حالياً، فضَّل هؤلاء الساسة الصمت لأن الشعب التركي وقف ضد أفكارهم لا سيما وأن أغلبها يساير الولايات المتحدة. اليوم، يقف الشعب التركي ضد سياسة أمريكا، وعملية عفرين هي ضد سياسة الولايات المتحدة.

“الإستثمار” في المعارضة السورية

تقوم تركيا بإستعمال المعارضين بوجه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وليس في مواجهة الأكراد، الامر الذي يعد متسقاً مع موقف الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يعتبر أن كل متعاون مع أمريكا هو إرهابي ويقف ضد مصلحة بلده، لأن هؤلاء يخدمون المشروع التقسيمي في سوريا. في السابق، كانت المعارضة تحارب الدولة السورية ولكنها حالياً تقاتل تحت إمرة الجيش التركي مع فارق وحيد أنهم يحاربون الولايات المتحدة في عفرين. اليوم، من يحارب ضد أمريكا سيكون له مستقبل ضمن الدولة السورية، وهو ما رأيناه ضمن عمليات “درع الفرات” حيث انضم مجدداً بعض عناصر الجيش الحر الى صفوف الجيش العربي السوري الرسمي.

العلاقات مع سوريا

بعد العمليات العسكرية في شمال سوريا، من المؤكد أن أنقرة ستعمل على التقارب مع دمشق، وهذا موضوع مفروغ منه لأن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان معاً ضد سوريا وتركيا، وهو الدافع وراء قيام إيران وتركيا وروسيا بعقد محادثات “أستانا”. من هنا، نستطيع القول أن دول غربي آسيا، تحديداً، أصبحت تحارب من أجل هدف معين وهو منع تأسيس دولة “إسرائيلية” جديدة في شمال العراق لا سيما بعد الاستفتاء الذي قام به رئيس اقليم كردستان السابق مسعود البارزاني. إن الاتفاق الذي حصل ما بين دول غربي آسيا لمنع تقسيم العراق يجب تطبيقه في سوريا أيضاً.

وعن الخطوة الأولى لعودة هذه العلاقات، يقول برنشك “لا أحد يستطيع الجزم عن كيفية تحقيق هذه الخطوة، لكن ما يهم حدوثها والأهم من يقوم بها حيث سيكون “مؤسس” مستقبل المنطقة ككل. ان الحروب ليست “نزهة”، واتفاق سوريا وتركيا يجب تحقيقه بأي شكلٍ من الأشكال، سياسياً وعسكرياً. إلى أن يتم ذلك، علينا الابتعاد عن المشاحنات والمواقف السلبية.”

مخرجات “سوتشي”

لقد شاركت الحكومة التركية في مؤتمر سوتشي وهو ما إعتبر أمراً جيداً. نحن في حزب الوطن التركي المعارض نرى في مؤتمر سوتشي إفادة لكل المنطقة، غير أن مستقبل سوريا، بالتحديد، يجب أن يتحدد ويؤسس له على الأرض السورية. لدي بعض المعلومات تشير الى أن عدداً من مسؤولي الدول سيجتمعون لتقرير مصير سوريا، غير اننا في حزب الوطن لن نقبل بأن تقرر أي دولة عن سوريا، فالقرار السوري يجب أن يكون في يد الحكومة السورية أي في يد الجمهورية العربية السورية.

من “إسلاميست” الى “كماليست”

هناك أمر في غاية الأهمية يجب توضيحه كوننا نمر بمرحلة مهمة من تاريخنا. إن قرار تركيا ليس بيد الرئيس أردوغان، كما يظن الكثيرون، فهو غير قادر على حكم تركيا، بل على العكس تماماً تركيا هي من تحكم أردوغان. من يتابع الصحف الأمريكية والألمانية، سابقاً، يرى تحولاً جذرياً يثبت ما قلناه. فبعدما كانت تلك الصحف تصف الرئيس أردوغان بـ “الرئيس الإسلامي”، اصبحت اليوم تنعته بـ “الكماليست” أي الرئيس السائر على نهج كمال أتاتورك مؤسس الدولة الحديثة، وهذا يعني عودة القرار الى يد الشعب التركي المخلص لوطنه مجدداً.

مصدر الصور: قناة أولوصال التركية