إعداد يارا انبيعة
إثر مساعٍ رتبها مدير المخابرات الكورية الجنوبية “سوه هون” مع نظيره الكوري الشمالي “كيم يونج تشول”، الهدف منها تقييم ما إذا كان كيم مستعدا لعقد محادثات جادة، زار مدير المخابرات المركزية الأميركية المرشح لتولي وزارة الخارجية مايك بومبيو، كوريا الشمالية سرا، والتقى مع زعيمها كيم جونغ، أون لبحث قمة مزمعة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
معارض ومؤيد
بالرغم من الدور الذي يلعبه بومبيو في التقارب مع كوريا الشمالية، للإعداد لقمة تاريخية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، يبدو أنه لايزال يواجه صعوبات في الحصول على موافقة مجلس الشيوخ اللازمة لتعيينه وزير الخارجية، وتبدو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على وشك رفض هذا التعيين.
وقال زعيم كتلة الديموقراطيين في هذه اللجنة بوب مينينديز إنه سيعارض هذا التعيين، مشيرا إلى عدم وجود استراتيجية حول التحديات العالمية الكبرى، لكن أمام هذه العقبات التي لم تكن متوقعة، شن البيت الابيض هجوما مضادا، وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون في مؤتمر هاتفي نظمته السلطة التنفيذية، مهما حدث في اللجنة، سيصدر تأكيد مجلس الشيوخ (لتعيين بومبيو) الأسبوع المقبل، وحذر توم كوتون من الإشارة السيئة جدا، إلى الدول الأخرى وخصوصا كوريا الشمالية، التي سيشكلها رفض تعيين بومبيو.
وتشير أرقام غير رسمية إلى أن بومبيو مرفوض من قبل 10 أعضاء في اللجنة، مقابل 9، بعدما اختار السيناتور الجمهوري راند بول الخروج عن التضامن الحزبي.
ترامب يؤكد الزيارة
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 18أبريل/نيسان 2018، أن مايك بومبيو رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمرشح لتولي منصب وزير الخارجية، اجتمع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
ترامب غرد في حسابه على موقع “تويتر”، فكتب: مايك بومبيو اجتمع مع كيم جونج أون في كوريا الشمالية في مطلع أبريل/ نيسان 2018، الاجتماع مر بسلاسة وتشكلت علاقة جيدة.
وقال ترامب: يجري الآن العمل على تفاصيل اجتماع القمة، مضيفا في الوقت نفسه، أن نزع السلاح النووي سيكون أمرا عظيما للعالم وكذلك لكوريا الشمالية.
مسؤولون أمريكيون، رأو أن زيارة بومبيو السرية جعلته أكبر مسؤول أمريكي على الإطلاق يُعرف بأنه التقى مع كيم.
لقاء سري
تأتي المهمة السرية لبومبيو، على وقع انفراج في العلاقات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية جاء ثمرة مبادرات دبلوماسية عدة خلال الأشهر الأخيرة، وفي هذا السياق، أعلنت سيول 18أبريل/نيسان 2018، أنها تدرس إمكان توقيع معاهدة سلام مع الشمال، وكانت المعارك في شبه الجزيرة الكورية انتهت في 1953 إثر اتفاق هدنة من دون توقيع أي معاهدة سلام، ما يعني أن الكوريتين لا تزالان تقنيا في حالة حرب، ولا تزال المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة تضيق بالألغام والتحصينات.
وقد تشكل القمة الثالثة بين الكوريتين منذ نهاية الحرب والمقررة في 27 أبريل/ نيسان2018، فرصة للتطرق إلى إصدار بيان رسمي يطوي صفحة النزاع.
وقال ترامب في 17أبريل/نيسان 2018، بحضور شينزو آبي “أبارك جهودهما لبحث إنهاء الحرب بينهما، الناس لا يعرفون أن الحرب لم تنته، وعلق كو كاب-وو الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية أن قضية معاهدة السلام هي مشكلة بالغة الصعوبة.
لكن أنظار العالم تتجه إلى القمة التي ترتسم ملامحها بين دونالد ترامب وكيم جونغ اون والتي ستعقد بداية يونيو/حزيران 2018، أو ربما قبل ذلك وفق ما أوضح الرئيس الأميركي.
وقال الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمعه مع مع رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، في منتجع “مار-أ-لاغو” في ولاية فلوريدا، إنه إذا اعتقد أن الاجتماع لن يكون ناجحا، فإنه سينسحب منه، وإذا عقدت القمة ولكنها لم تكن مثمرة، فإنه سينسحب، و يجب ممارسة أقصى ضغط على كوريا الشمالية فيما يتعلق بنزع أسلحتها النووية، وأضاف، إن واشنطن تتفاوض على الإفراج عن ثلاثة أمريكيين محتجزين في كوريا الشمالية وإنه توجد “فرصة طيبة لحدوث هذا”، ولم يجب صحفيا سأله إن كان سيشترط هذا الإفراج لعقد القمة.
5 أماكن محتملة لعقد القمة
قال ترامب متحدثاً عن الإعدادات الجارية، إنهم يحترموننا ونحن نحترمهم، حان الوقت لكي نتحدث ونحل المشكلات، هناك فرصة حقيقية لحل مشكلة عالمية، هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة واليابان أو بلد آخر، هذه مشكلة يواجهها العالم، وتحدث ترامب عن “خمسة أماكن” يمكن أن تعقد فيها القمة التاريخية من دون معلومات إضافية.
ويُطرح اسم قرية بنمونجوم في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين مكاناً محتملاً للقاء، وكذلك كوريا الجنوبية أو كوريا الشمالية أو الصين، وبكين هي الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ، لكن العلاقات بينهما شهدت فتورا مع التجارب البالستية والصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية وخصوصا أن بكين تؤيد عقوبات الأمم المتحدة.
وردا على سؤال حول زيارة بومبيو قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، الزيارة لا تعلق على أسفار مدير المخابرات المركزية.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: BBC