سمر رضوان
يزور عدد من الوفود الدولية سوريا، أبرزها أتى من ألمانيا وكوبا وروسيا. الوفد الألماني يضم في صفوفه عدداً من النواب برئاسة الدكتور كريستيان بليكس إضافة الى النواب اديو هيميجرين، وجورين بوهي، وفرانك بسيمان، والدكتور هرد ويل (عضو البرلمان الألماني)، وتوماس أركمان (عضو في برلمان ولاية نوردراين فيستفاليا). أما الوفد الكوبي فكان يرأسه النائب الأول لوزير الخارجية الكوبي، والوفد الروسي فهو برئاسة نائب رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب)، فلاديمير فاسيلييف.
الوفد الألماني في المناطق المحررة
إن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها بعد سبع سنوات من الحرب على سوريا، في ظل أجواء غربية شرق أوسطية مشحونة إن كان في الإليزيه أو حتى في البيت الأبيض دون إغفال تصريحات أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، المعادية إلى حد ما لسوريا، فضلاً عن عملية “غصن الزيتون” التي أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مدينة عفرين السورية، مما حدا ببعض المسؤولين الألمان اعتبار الهجوم “إعتداء عنصري وعرقي” موجه ضد الأكراد.
من هذا المنطلق أتت هذه الزيارة وبحسب تصريحات الوفد أن سبب الزيارة هدفه الأساس الاطلاع على الواقع السوري، إضافة الى تقديم مساعدات للمتضررين خاصة في المجال الطبي، والوقوف على حقيقة الأوضاع الميدانية من خلال الاستماع إلى شهادات حية من المواطنين خصوصاً بعد التشويه والتضليل الإعلامي الذي غيب الحقائق لسنوات.
في حمص، عبر رئيس الوفد البرلماني، الدكتور كريستيان بليكس، عن سعادته بزيارة المدينة زيارته لدمشق واطلاعه على الواقع واخذ فكرة عن حجم الأضرار التي تعرضت لها المدن السورية من أجل تكوين صورة كاملة عن الوضع وما يمكن تقديمه من جهود مشيراً إلى الدافع الذي لمسه عند الناس لإعادة بناء بلداتهم وبيوتهم. خلال الجولة، تم التقاط صورة من أحد المقاهي كتب عليها “نحن ندفع الضرائب لتمويل بقاء اللاجئين بحجة خوفهم من العودة بسبب عدم الأمن والأمان وها نحن نجلس في وسط حمص بكل راحة” حيث تم نشرها على موقع رئيس الوفد الالكتروني.
في ختام الزيارة التي استمرت خمسة أيام، أكد الدكتور بليكس أن الزيارة شكلت فرصة ليحصل أعضاء الوفد على معلومات حول جميع القضايا التي كانت تشغل بالهم عن حقيقة ما يحصل في سوريا، واصفاً الترحيب وكرم الضيافة الذي تلقاه في سوريا بأنه “فاق التوقعات”.
تأكيد كوبي على “العلاقات التاريخية”
جاءت زيارة الوفد الكوبي، بالدرجة الأولى، لتوطيد “العلاقات التاريخية”، التي تجمع الشعبين والبلدين، وتعزيزها من كل النواحي لا سيما البرلمانية منها، إذ أكد مارسيلينو ميدينا، النائب الأول لوزير خارجية جمهورية كوبا والوفد المرافق له، عن تأييد كوبا للحل السياسي ودعمها له مع الحفاظ على سيادة واستقلال سوريا دون ضغوط خارجية.
الجانبان السوري والكوبي أكدا أن كلاهما يحملان لواء “الدفاع عن حقوق الشعوب المشروعة والقضايا العادلة” في منطقتيهما في ظل استمرار التواصل والتعاون بينهما وثبات موقف كوبا الداعم لسوريا ضد الإرهاب وضرورة مكافحته.
الوفد الروسي – الأوروبي والتسوية السورية
قال نائب رئيس مجلس الدوما، ورئيس الوفد البرلماني، فلاديمير فاسيلييف، في 20 مارس/آذار 2018، إن الوفد الروسي وكذلك وفد الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، الذي يترأسه رئيس الجمعية، بيدرو أغرامونت، يعولون على لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، خلال الزيارة، وبحث تسوية الأزمة السورية معه.
من جانبه أفاد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي، أنه من المرتقب أن يلتقي الوفد بالرئيس الأسد، اذ قال “نود أن نبحث خلال هذه اللقاءات مسألة التسوية السورية ودور البعد البرلماني في هذه العملية، وكذلك في تنفيذ تلك المهام التي تحدد في مفاوضات جنيف وأستانا وتطبيق قرارا مجلس الأمن الدولي 2254 في المرحلة الراهنة.”
من متابعة تفاصيل زيارة هذه الوفود يتبيّن أن هناك مسعى غربي – أوروبي، تحديداً، لإعادة إحياء ما دمر من علاقات خلال سنوات الحرب، حيث تحمل هذه الزيارات في باطنها ملفات أكبر مما هو متاح للعيان، والأكيد، بحسب بعض المراقبين، انها تقدم بعض التنازلات الغربية من جهة؛ وجس نبض حول إمكانية رأب الصدع، من جهة اخرى، بعد أن أثبتت سوريا أنها متمسكة بوحدة أراضيها.
مصدر الصور: موقع سياسة البلد – موقع المردة – روسيا اليوم.