إعداد يارا انبيعة

على مستوى وزراء خارجية الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، اختتمت أعمال اجتماع مجموعة الدول السبع، في مدينة تورنتو الكندية، 23 أبريل/ نيسان 2018.

واتفق وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) على إدانة روسيا بحجة سلوكها الذي يقوض القوانين الدولية، ودعوا موسكو إلى المساعدة في حل النزاع في سوريا.

ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وست دول أعضاء صوتوا في مارس/آذار2014 على إخراج روسيا، من مجموعة “G8″، وذلك ردا على انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وتحولت المجموعة إلى مجموعة “G7”.

 

 

السلوك الضار لروسيا

قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إن الوزراء اتفقوا في اجتماعهم، على تشكيل مجموعة عمل لدراسة “السلوك الضار” لروسيا في ضوء المخاوف بشأن ما تفعله موسكو في أوكرانيا وسوريا.

وأكد في حديثه مع الصحفيين على هامش الاجتماع أن التوترات بين موسكو والغرب زادت على نحو مطرد خلال السنوات الأخيرة، وأضاف أن مجموعة “G7” اتفقت على ضرورة توخي الحذر بشأن روسيا التي تنفي تدخلها في الانتخابات الأمريكية 2016، أو تورطها في الهجوم الذي وقع في بريطانيا، محاولة تسميم العقيد الروسي السابق سيرغي سكريبال.

وقال للصحفيين: ما قررناه أمس هو تشكيل مجموعة تابعة لـ”G7″  تدرس سلوك روسيا الضار بكل مظاهره، سواء في مجال الحرب الإلكترونية أو تشويه المعلومات أو محاولات الاغتيال أو أيا كان، والتصدي له بشكل جماعي.

كما صرح مسؤول أمريكي رفيع بأن بلدان مجموعة “G7”  مفتوحة للحوار مع روسيا، لكنها لا تزال تحمل موسكو المسؤولية عن القيام بـ “الأعمال الخبيثة”، حسب ادعائه.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، في مؤتمر صحفي في ختام المحادثات إن الوزراء أبدوا قلقهم العميق بشأن “الهجوم الخسيس” الذي وقع بغاز الأعصاب في بريطانيا ومحاولات روسيا لزعزعة استقرار دول ديمقراطية بالتدخل في الانتخابات، وقالت إنه كانت هناك وحدة واضحة فيما بين دول المجموعة بشأن روسيا.

أما القائم بأعمال وزير الخارجية الأمريكي، جون سوليفان، فدعا موسكو إلى الكف عن وضع عراقيل أمام السلام في سوريا وإلى القيام بدور في إنهاء الصراع الدائر منذ 7 سنوات، وقال للصحفيين: يجب أن تكون روسيا شريكا بناء في سوريا وإلا فسوف تتم محاسبتها.

وصرح وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، للصحفيين إن البيان الختامي سيؤكد مجددا أنه لن يكون هناك حل سياسي في سوريا دون روسيا، ويتعين على روسيا أن تقدم نصيبها من المساهمة في التوصل لهذا الحل.

خلفية معادية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن عن وجود خلفية واضحة معادية لروسيا في نتائج لقاء وزراء خارجية مجموعة “G7″، وقال ذلك أثناء زيارته إلى بكين، للمشاركة في أعمال جلسة وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون.

وفي مؤتمر صحفي عقده لافروف في بكين، قال إن موسكو تأمل أن يخرج مؤتمر بروكسل بشأن سوريا بتصريحات ومخرجات مغايرة لاجتماع “الدول السبع”، وأضاف لنرى موقف منظمي هذا المؤتمر، وقبل كل شيء الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، من مهام إعادة إعمار الاقتصاد السوري.

وأضاف حينها أن تلك الدول الأعضاء التي تحاول إقناع موسكو بأنها لا توافق على محاولات عزل روسيا، هي أيضا تؤيد هذا الخط المعادي لروسيا، وتابع: سننتظر بصبر وسندافع عن مواقفنا، آملين أن يفهم شركاؤنا أن مثل هذه الاحتيالات لا آفاق لها، وتؤدي إلى مأزق.

من جهته تحدث المحلل السياسي الروسي إيدوس يارولين حول تصريحات قادة الدول السبع الكبار “G7” بتشديد العقوبات على روسيا، وقال: أعتقد أن هناك توحيد لرؤية الدول السبع الكبار من أجل بدء هجوم ما على روسيا في كل أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الضغط على روسيا يأتي من جميع الجهات لأجل أن تقبل بقواعد لعبتهم، من جهة أخرى فإن قادة “G7” مثل ألمانيا يتحدثون عن أنه من الأفضل تخفيف العقوبات على روسيا.

واعتبر المحلل الروسي أن كل تصريحات تلك الدول، تأتي في سياق صرف النظر عن المشاكل الداخلية المتراكمة لكل دولة منها، ومن أجل خلق صورة جميلة للعبة التي تقودها هذه الدول ضد روسيا، وأيضا من أجل القول إن هذه الدول ما زالت هي التي تسيطر على قيادة العالم، وتستطيع فرض عقوبات، وأيضا ما تريد هذه الدول قوله إنه إذا قبلت روسيا بقواعدنا وشروطنا فإننا يمكن أن نتعاون معه.

البيان الختامي

وجاء في البيان الختامي للإجتماع، إننا ملتزمون بضمان بقاء برنامج إيران النووي سلميا بشكل حصري، وفقا لالتزاماتها بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة القاضية بعدم البحث والسعي إلى تطوير أو امتلاك أسلحة نووية، ونحن ندعم بحزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عملها المهم في المراقبة والتفتيش بهدف ضمان امتثال إيران لخطة العمل المشتركة الشاملة والالتزامات الأخرى، بما في ذلك ضمان الالتزامات.

وحثت مجموعة الدول السبع الكبرى إيران على لعب دور بناء في المنطقة، ومنع انتشار تكنولوجيا الصواريخ، وأضاف البيان: إننا نحث إيران على لعب دور إقليمي بناء، وندعوها إلى وقف التزويد غير المشروع لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية للدول والجهات غير الحكومية، نحن عازمون على مواصلة عملنا لمواجهة الانتشار الإقليمي للصواريخ الباليستية من قبل إيران، والتزويد غير المشروع بالأسلحة.

وكمثال على تزويد الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، أوضح البيان المساعدات للمسلحين الحوثيين في اليمن، حيث يستمر النزاع المسلح منذ عدة سنوات.

واتفق وزراء الخارجية على تشكيل فريق عمل، في 8 و9يونيو/ حزيران 2018، من شأنه الإعداد لرد موحد أكثر صرامة ضد روسيا، وذلك على خلفية تقويضها لإدانة النظام السوري باستخدام الكيماوي في سوريا، بالإضافة إلى عرقلتها تشكيل آلية تحقيق مشتركة، وفق البيان.

ودعمت في ختام بيانها الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد سوريا، في 14أبريل/ نيسان2018.

مصدر الأخبار: وكالات

مصدر الصور: القبس_ موقع الدرر