إعداد: يارا انبيعة
في إطار مواصلة التحقيق في قضايا الفساد من قبل رئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد، بما يخص صندوق التنمية الماليزي “إم.دي.بي 1″، وبعد أن صادرت الشرطة الماليزية في مايو/أيار (2018)، حقائب فاخرة ممتلئة بالأموال والمجوهرات ضمن عمليات التفتيش التي استهدفت نجيب عبد الرزاق، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من 2009 إلى مايو/أيار 2018، أعلنت الشرطة الماليزية، في 27 يونيو/حزيران 2018، أنها صادرت مواد تصل قيمتها إلى 273 مليون دولار في 6 أماكن مرتبطة برئيس الوزراء السابق.
خمسة أسابيع
يقول، رئيس قسم الجريمة التجارية في الشرطة، عمار سينغ “ان قيمة المقتنيات التي جرت مصادرتها إثر مداهمة ستة عقارات على صلة بنجيب، تراوح بين 900 مليون رنجيت و1.1 مليار رنجيت (224-273 مليون دولار)”، ووصف سينغ هذه المصادرة بأنها “الأكبر في تاريخ ماليزيا”. وأكد سينغ الى إنه تمت مصادرة حوالي 12 ألف قطعة مجوهرات بقيمة تراوح بين 660 مليونا و880 مليون رنجيت، من بينها 1400 عقد و2200 خاتم و14 تاجاً، مشيراً الى ان اغلى قطعة فيها هي عقد قدرت قيمته بـ 6.4 ملايين رنجيت (1.5 مليون دولار)، كما عثرت السلطات على 116.7 مليون رنجيت نقداً، وهي قيمة أعلى قليلاً مما أعلنته في وقت سابق.
كما أعلن سينغ عن مصادرة 567 حقيبة يد فاخرة، مضيفاً أن من بين هذه الحقائب 272 حقيبة “هيرمس” بقيمة تصل الى الـ 13 مليون دولار، كما عثرت الشرطة على 423 ساعة بقيمة 78 مليون رنجيت و234 نظارة شمسية. هذل وقد احتاج المسؤولون إلى خمسة أسابيع، من 21 أيار/مايو حتى 25 يونيو/حزيران، لعد المقتنيات وحساب قيمتها.
في هذا السياق نفسه، دافع رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، عن مداهمة الشرطة الماليزية لمقرات وشركات مرتبطة برئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق، اذ قال للصحفيين “اعتقد أن لدى الشرطة أسبابا كافية للقيام بالمداهمات”، وأضاف أنه لا يعلم مزيداً من التفاصيل.
لماذا قُتلت ألتانتويا؟!
بعد خسارة نجيب في انتخابات 9 مايو/أيار 2018، تعهدت الحكومة الجديدة بالتحقيق ليس فقط في اتهامات ضده بإختلاس أموال الصندوق السيادي، لكن أيضاً رفع الغطاء عن فضائح أخرى لم يتم البت فيها، في عهد الحكومة السابقة التي نخرها الفساد. فإلى جانب التحقيق في المال، ستعيد ماليزيا فتح التحقيق في مقتل عارضة الأزياء والمترجمة المنغولية، ألتانتويا شاريبو، وهي القضية التي ألقت بظلالها على حكومة رئيس الوزراء السابق لأكثر من عقد.
ففي يونيو/حزيران من العام 2006، اقتيدت ألتانتويا الحامل إلى غابة، وأُطلِق عليها النار مرتين في رأسها ثم جرى تفجير جسدها، وأدين اثنان من الحراس الشخصيين لنجيب بقتلها وأدخلا السجن في العام 2008، لكن لم يجرِ التحقيق في أي من دافع الجريمة أو التحري عن صاحب أمر القتل، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الجاردين” البريطانية، في 22 يونيو/حزيران 2018.
الى ذلك، قال المفتش العام للشرطة، محمد فوزي هارون “يمكنني أن أؤكد أننا نعيد فتح التحقيقات”، ومشيراً الى ان تقريراً جديداً قدم الى الشرطة من والد ألتانتويا، في 20 يونيو/حزيران 2018، كان أحد الأسباب وراء التحقيق من جديد.
هذا التقرير الذي قدمه ستيف شاريبو، والد ألتانتويا، حمل أدلة جديدة على سبب وفاتها، وطالب بالتحقيق في سبب عدم استدعاء مساعد نجيب عبد الرزاق، موسى شافري، كشاهد في المحاكمة الأصلية، وكان موسى رئيساً للمتهمين بالقتل، كما يدعي بأنه أصدر لهم أمراً مباشراً بقتلها.
وقال شاريبو في تقرير الشرطة “أعتقد أنَّه لولا مجيء موسى وأزيلة وسرول إلى منزل عبد الرزاق في ذلك اليوم واقتيادهم ابنتي بعيداً، لكان من المرجح جداً أن تظل على قيد الحياة اليوم”، مضيفاً “لذا، يعتبر موسى شاهداً حاسماً للغاية لأنه سيكون قادراً على تقديم معلومات حول من أَمره بتأمين حضور أزيلة وسيرول ولأي غرض.”
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن ألتانتويا كانت حبيبة عبد الرزاق باغيندا، الشريك المقرب لنجيب، ويعتقد الكثيرون أن تورطها في صفقة عسكرية لشراء غواصتين فرنسيتين من طراز “سكوربين” ربما أدى إلى قتلها، اذ زعم شتريبو أن كلاً من باغيندا ونجيب قد حصلا على رشاوي بملايين من الدولارات بسبب هذه الصفقة وهو ما ينكره كلاهما.
غضب شعبي
هذه القضية التي تهز ماليزيا منذ سنوات، ساهمت إلى حد كبير في الهزيمة الساحقة التي مني بها الائتلاف السابق الذي حكم لـ 61 عاماً، حيث اتهم فيها نجيب ومساعدوه بإهدار مليارات الدولار من الصندوق السيادي لشراء الكثير من المقتنيات من العقارات الأميركية إلى الأعمال الفنية.
أما زوجته “المحبة للرفاهية والفخامة”، روسما منصور، فقد أصبحت محط غضب الماليزيين بسبب مجموعتها الواسعة من الحقائب الفاخرة والجواهر وحبها لرحلات التسوق خارج البلاد.
مصدر الأخبار: وكالات.
مصدر الصور: الجزيرة – العربي الجديد.