إعداد: يارا انبيعة
برغم التهديد بفرض عقوبات اقتصادية عقب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، أكدت كل من روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في 6 يوليو/تموز2018، أنها تؤيد حق إيران في مواصلة تصدير النفط والغاز. هذا التعهد الذي قطعه وزراء خارجية الدول الخمس، التي لا تزال طرفاً في الاتفاق النووي مع إيران، شكل جزءاً من 11 هدفاً تم تحديدها، خلال اجتماع هذه الدول لانقاذ الاتفاق في مدينة فيينا السويسرية.
مواصلة التعاون
بعد أكثر من ساعتين من المناقشات وفي أجواء بنّاءة تتسم بالثقة، نشر الوزراء المشاركون، في بيان ختامي مشترك صدر عن اجتماع “الخماسية” الدولية، لائحة تضمنت 11 هدفاً ترمي إلى توفير حلول عملية للإبقاء على تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران، أبرزها:
– مواصلة توريدات النفط والمنتجات النفطية والبتروكيميائيات والغاز من إيران.
– حماية مصالح الشركات المستثمرة في إيران من التبعات الناجمة عن العقوبات الأمريكية، لا سيما الثانوية.
– دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية – التجارية مع إيران وتوسيع نطاقها.
– الحفاظ على القنوات المالية الفعالة مع إيران ودعمها.
– العمل مع الشركاء الدوليين لإنشاء آليات لحماية الروابط الاقتصادية مع إيران.
– دعم عملية تحديث مفاعل “آراك” وتحويل منشأة “فوردو” إلى مركز نووي وفيزيائي وتكنولوجي.
– تحل بريطانيا محل الولايات المتحدة بصفة الرئيس المشارك (إلى جانب الصين) في فريق عمل لتحديث مفاعل “آراك” للأبحاث.
– تحديث ولاية بنك الاستثمار الأوروبي من أجل مواصلة الإقراض الخارجي لإيران التفافاً على العقوبات الأمريكية السارية.
– استمرار التعاون مع إيران في مجال المواصلات البرية والبحرية والجوية.
“العصا والجزرة”
قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، إن أطراف الاتفاق النووي مع إيران جددوا التزامهم به “بشكل تام وفاعل”، مؤكدة على “أنه طالما أوفت طهران بالتزاماتها، فإنها ستواصل الاستفادة من المكاسب الاقتصادية التي حصدتها بعد رفع العقوبات عنها”، مسددة على حرص الأطراف المعنية بتطوير العلاقات الاقتصادية مع طهران من خلال الوسائل التي أقرها الاجتماع، وهي حماية القنوات المالية وتشجيع الاستثمار، وضمان تدفق النفط والغاز الإيرانيين، وتقديم الضمانات للشركات المتضررة من العقوبات الأميركية، على ان يكون هناك اجتماعات جديدة، من دون ذكر موعد محدد، من اجل تعزيز الجهود المشتركة.
“عزل” واشنطن
قبیل انعقاد الجلسة، اجتمع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مع مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، وبحث معها في اللقاء مستقبل الاتفاق النووي والقضایا المقرر طرحها خلال اجتماع وزراء خارجیة إیران وممثلي القوى الخمس الكبرى.
وفي سياق متصل، دعا ظريف، على حسابه في موقع “تويتر”، الأطراف الدولية المشاركة في الاتفاق النووي لتقديم تعهدات بالقول “جدول أعمالي واضح تماماً وهو يهدف إلى التوصل إلى سبل عملية، وأتوقع من زملائي في الاتحاد الأوروبي خاصة الدول الأوروبية الثلاث إضافة إلى الصين وروسيا تقديم تعهدات واضحة وقابلة للتنفيذ بدلا عن وعود كبيرة وغير محددة.”
وفي ختام الإجتماع، غرد ظريف مجدداً بالقول “إن نتائج اجتماع اللجنة المشتركة على مستوى وزراء الخارجية، في فيينا أظهرت العزلة التي تعيشها واشنطن”، مضيفاً “الجميع ملتزمون بضمان مصالح إيران، ما يعني أن الولايات المتحدة معزولة، وأن التحرك بالاتجاه الصحيح وبخطوات محددة من أجل تنفيذ الالتزامات المترتبة على اتفاق إيران النووي، وأكدت إيران على حقها في الرد على أي انتهاكات من قبل الولايات المتحدة.”
حماية إيران
أكد وزير الخارجیة الروسي، سيرغي لافروف، أن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على اتخاذ خطوات محددة تحمي إيران، من تداعيات الحظر الأميركي الساري والمستقبلي، من خلال العمل ضمن اللجنة المشتركة لتنفيذ الاتفاق النووي إذ قال “أكدت إيران، وتلبية لدعوات المشاركين الآخرين في الاتفاق، تمسكها بإتفاقات خطة العمل الشاملة المشتركة، ويعني هذا بالطبع أن إيران ستستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مضيفاً “رغم ان الوزير الإيراني محمد جواد ظريف أشار إلى أن الولايات المتحدة بإنسحابها الأحادي من الاتفاق أتاحت لإيران الحق الرسمي في الانسحاب أيضاً، لكنه أكد أن طهران لن تستخدم هذا الحق.”
وأشاد لافروف بالموقف الإيراني ووصفه بـ “المسؤول” معبراً عن أمله بأن تحافظ كل من طهران والأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاق عليه بالقول “اتفقنا، رغم أن ذلك لم يكن سهلاً نظراً إلى عدم تطابق مصالح “الثلاثية” الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) مع مصالح روسيا والصين وإيران في بعض الأحيان، اتفقنا على الاستمرار في اللقاءات المنتظمة على مستوى الخبراء ضمن اللجنة المشتركة لدراسة الخيارات التي تتيح إبقاء مفعول الاتفاق وتأمين جميع الاتصالات الاقتصادي – التجارية مع إيران، بغض النظر عن نزوات الولايات المتحدة.”
مصدر الأخبار: وكالات.
مصدر الصورة: العربي الجديد.