حوار: سمر رضوان
لم ينقضِ الصراع الأرميني – الأذري بعد حتى تكشفت الأدوار الإقليمية والدولية الرامية للدخول إلى وسط آسيا، في مخطط يراد من خلاله الوصول إلى الحدود الإيرانية، العدو الأزلي لإسرائيل.
عن الصراع الحالي بين يريفان وباكو والتدخلات الخارجية فيه خصوصاً الجانب التركي، مركز “سيتا” سأل البروفسور جمال واكيم، أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، حول هذا الموضوع، حيث قال:
توسيع نفوذ
أعتقد أن تركيا المتحالفة أساساً مع أذربيجان، تقف خلف هذا الصراع بدرجة كبرى لسبب وهو أنها تريد أن تطلق عبر باكو إلى آسيا الوسطى، وهذا الدور الذي كان منوطاً بها من قبل الولايات المتحدة، وبالتالي هي تبحث عن هذا الدور.
إن دور تركيا في هذا الصراع، يعطيها المجال لمحاولة توسيع نفوذها، في الوقت الذي فشلت فيه إلى حد كبير في تحقيق أية نتيجة كانت، سواء في سوريا أو بعد ذلك في منطقة شرق المتوسط، والدليل على ذلك هو مشاركة قوات تركية بالقتال، بالإضافة إلى أن وجود معلومات تتحدث عن مد تركيا لأذربيجان بالسلاح، وأيضاً إدارتها لسلاح الجو الأذري، وهذا طبعاً عدا عن المواقف المعلنة للقيادات التركية.
نصر إقليمي
من وجهة نظري، تعد أنقرة إحدى العوامل الأساسية في تجدد الإقتتال الأذري – الأرمييني لأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يحاول أن يحقق نصراً إقليمياً يمكن أن يقدمه على أنه رصيد له في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، العام 2023، إضافة إلى أن وضعه الداخلي غير مريح؛ بالتالي، هو يريد تحقيق إنجاز في الخارج، خصوصاً وأن الوضع الإقتصادي في تراجع مستمر في تركيا.
أيضاً، لا يجب أن ننسى العامل الإسرائيلي المتحالف مع أنقرة وباكو حيث يمتلك علاقات وثيقة معهما، فإسرائيل تعتبر أن أذربيجان تتيح لها الإطلالة على شمال غرب إيران، خصوصاً وأن غالبية الشعب الأذربيجاني هم من الشيعة، وهناك أقلية أذرية – شيعية في تلك المنطقة ما يعني، على الصعيد الإثني، وجود 61% من الفرس و16% من الأذريين الشيعة المتمركزين في منطقة شمال غرب في إيران، إضافة إلى أن هذه المنطقة تضم 10% من الإيرانيين الكرد – السنة.
من هنا، تحاول إسرائيل الإطلالة على تلك المنطقة، التي تعتبر حساسة بالنسبة للأمن القومي الإيراني، خصوصاً وأن تلك المنطقة شهدت إنطلاقة توحيد إيران، في القرن السادس عشر، وتحويلها إلى المذهب الشيعي.
قطع الطريق
بالنسبة إلى أرمينيا، تعتبر كلاً من روسيا وإيران أحد أبرز الداعمين ليريفان، فهما يعتبران بأنها تؤمن التواصل بينهما، هو تواصل بري إلى حد كبير. وبنفس الوقت، إن أرمينيا وإقليم ناغورنو كاراباخ تمنعان التواصل الجغرافي بين أذربيجان وتركيا، وهو ما يمكن أن يشكل جسر عبور لكل من أنقرة وتل أبيب وواشنطن إلى وسط آسيا.
فعلى الصعيد الجيو – سياسي، تعتبر وسط آسيا منطقة حساسة للأمن القومي الروسي والإيراني والصيني، نفوذ الولايات المتحدة إليها وتدعم وضعها فيها سيؤدي إلى زعزعة الإستقرار في القوى الأوراسية التي ذكرتها آنفاً.
مصدر الصورة: الحرة.
موضوع ذا صلة: في الأزمة الأرمينية – الأذرية.. راقب أنقرة؟!