حوار: سمر رضوان

اختتمت قمة دول مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بيونيس آيرس أعمالها، 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، دون التوصل إلى اتفاق واضح حول قضايا مهمة أبرزها المناخ، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس للمناخ، وقضايا الإقتصاد العالمي مما قد يشكل عائقاً امام الدول المجتمعة حيال تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ بنود القمة على المديين القريب والبعيد.

عن قمة العشرين وآليات العمل ببنودها الـ “31”، وكيفية تطبيقها بما يحقق توازن في الإقتصاد العالمي، سأل مركز “سيتا” الدكتور ألفرد رياشي، أمين عام المؤتمر الدائم للفدرالية والباحث الإقتصادي اللبناني، عن أهمية القمة في ظل الإنقسام العالمي الحاد.

تداخل في الملفات؟

بعد الحديث عن تأثر القمة بالأزمة الروسية – الأوكرانية، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة، اعتقد بأنه ليس هناك من تأثيرات على القمة كونها لا تعتبر مشروعاً روسيا، فهي انبثقت من مجموعة الثمانية G8، في أواخر تسعينيات القرن الماضي. أضف إلى ذلك، أن روسيا لا تمثل تحدي تنافسي أساسي لإقتصاد وصناعات الولايات المتحدة بإستثناء بعض القطاعات، كالنفط الغاز والسلاح.

أيضاً، يمكن أن نرى بوضوح أن كلاً من الروس والأميركيين قد تعاونا في ملفات عدة، أبرزها سوريا وتركيا وغيرها.

المصالح أولاً

لقد أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن مصلحة بلاده تأتي أولاً. لذلك، فأنه، وبحسب وجهة نظره، فأن الحد من بعض الصناعات، بسبب ما يسمى بـ “التأثيرات المناخية”، قد يفضي إلى تراجع الولايات المتحدة بأن تكون القوة الإقصادية الأولى.

إضافة لما سبق، هناك احتمال كبير بحدوث ارتدادات سلبية، مثل فقدان عدد كبير من الأميركيين لوظائفهم مما سيتسبب حتماً بأزمة اقتصادية داخلية.

إن رأب الصدع يكون عبر إعادة النظر في التوازنات القائمة ومصالح للدول من خلال تفعيل التعاون الإيجابي من خلال استراتيجية الإقتصاد التفاضلي.

النهوض بالإقتصاد

أما بخصوص وجود إجماع على دعم الإقتصاد العالمي عبر السعي إلى تذليل العقبات أمام حركة التجارة العالمية، فأعتقد بأن ليس هناك مانع من ذلك خاصة إذا ما ذللت تلك العقبات، وما يشجع على ذلك وجود النية الإيجابية للدفع قدماً في تحفيز وتطوير التعاون بين الدول الأعضاء والذي أعربت عنه أطراف عدة خلال اجتماع القمة.

ماذا بعد القمة؟

إن مجموعة العشرين، كونها منتدى دولياً أساسياً للتعاون الإقتصادي، ما زالت تلعب دوراً مهماً في القضايا الإقتصادية الدولية حيث يمكننا أن نقول بأن هنالك نجاح عبّرت عنه العديد من الدول الأعضاء المشاركة، كما أن معظم الدول اتفقت على المضي قدماً في إصلاحات منظمة التجارة العالمية.

لكن يبقى هنالك أمر مهم وهو ان عدم قيام الولايات المتحدة بسعي حقيقي من أجل إعادة تفعيل دورها في هذه القمة فإن مفاعيل نجاحها ستبقى ضعيفة ومعرضة للإهتزازات المستقبلية.

مصدر الصورة: رويترز.