حوار: سمر رضوان

وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر في زيارة رسمية هي الأولى له، وصفها البعض بالزيارة التاريخية تبعاً لمدلولاتها السياسية وتوقيتها، وهو ما يبرز أهمية وعمق العلاقات بين البلدين، حيث يرى فيها العديد من المراقبين بأنها ستكون بمثابة “عهد ازدهار اقتصادي” بفضل التقارب الكبير بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، تم تتويجها بزيارة بن سلمان لمصر.

حول هذا الملف وما تحمله زيارة ولي العهد لمصر والأهداف من ورائها، يوضح الأستاذ أحمد العناني عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمحلل والباحث السياسي لمركز “سيتا” أبعاد هذه الزيارة ومدلولاتها.

أهمية التوقيت

إن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة في هذا التوقيت وكأول زيارة لولي عهد السعودي إلى مصر، لها دلالاتها من حيث التوقيت والأحداث، إذ هناك تنامي في العلاقات ما بين الرياض والقاهرة في الفترة الأخيرة، فضلاً عن التفاهمات والتطابق في المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ناهيكم عن أن مصر تعد حليفاً للملكة، وتشارك ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

العلاقات المصرية – السعودية

في هذا الخصوص، اعتقد أن كلا الطرفان يواجه تحديات في المنطقة أبرزها تخوفات من وكلاء إيران في المنطقة كالحوثيين في اليمن، لا سيما السيطرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر عن طريق باب المندب الذي سيؤثر كثيراً على قناة السويس كمجرى ملاحي دولي في حال تمت السيطرة عليه. كما أن الرياض والقاهرة عضوان في جامعة الدول العربية وهناك ميثاق يحكم هذه العلاقة والعمل العربي المشترك ضد أي تهديدات إقليمية ودولية.

ملكية “تيران” و”صنافير”

إن مصر دولة مؤسسات وقضائها مستقل ولا أعلق على أحكام القضاء لأنه نزيه وليس مسيساً، ولكن كل ما أود التعليق عليه هو أني أثق وجموع الشعب المصري بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فحكم ملكية الجزيرتين هو حكم قضائي مستقل ولا تعليق لي من بعده عليه.

“نيوم” والإرهاب في سيناء

إن مجابهة الإرهاب تعتمد على أكثر من محور وأحد أهم محاورها التنمية لأن الحرب على الإرهاب ومجابهته تعتمد على المواجهة الفكرية والتنموية وليس المواجهة العسكرية هي دائما الحل. فالمشاريع التنموية في سيناء هي أحد الأسلحة لمجابهة الجماعات التكفيرية لأنها ستصب في صالح الدولة المصرية لجهة الحد من البطالة عبر تشغيل أبناء سيناء. ان المشروع سينتج عنه تعمير مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية بسيناء، وبالتالي سيكون هناك انتصار على الإرهاب. إن مشروع “نيوم” هو استثمار سعودي – أردني – مصري مشترك ضمن خطة التنمية بينهم.

رؤية “2030” المستقبلية

إن زيارة ولي العهد بن سلمان إلى الكنيسة القبطية في مصر هي رسالة للشعب المصري بأنه يزور الشعب المصري بمكوناته المشتركة، أي الأزهر الشريف والكنيسة القبطية. بذات الوقت، تعد هذه الزيارة هي رسالة للغرب بأنه منفتح وهناك تغيير في سياسة المملكة السعودية في عهد سلمان وولي عهده.

فيما يخص بناء كنائس في المملكة، اقول بأن هذا الموضوع يخص الملك سلمان وولي العهد، وإن كنت لا أستغرب ذلك لأن الملك سلمان يريد بناء دولة حديثة تختلف عن كل العصور التي مرت المملكة بها في السابق، فهناك عدة قرارات اتخذتها السعودية تنبئ بأنه من الممكن أن يحدث ذلك.

مصدر الصور: العربية نيوز + سبوتنيك.