حوار: سمر رضوان
في ظل التخوف من عودة سباق تسلح نووي جديد بعد تعليق معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى بين الولايات المتحدة وروسيا، تعليق يسبق الخروج النهائي من الإتفاقية بعد ستة أشهر في حال لم تتوصل واشنطن وموسكو إلى حل، يصبح العالم، رسمياً، بلا أي ناظم للعلاقات النووية الأميركية -الروسية التي ظُن أنها صفحة طويت مع تفكك الإتحاد السوفياتي. إن هذا الإنسحاب يشكل فرصة للولايات المتحدة، وغيرها، لتحديث ترسانتها النووية، الأمر الذي قد يدخل العالم في دوامة سباق تسلح نووي جديد يخشى بعده الإنجرار إلى حرب شاملة.
عن تداعيات هذا الإنسحاب المحتمل وخلفياته، سأل “مركز سيتا” الدكتور آشلي أنصاره، رئيس مجلس إدارة شركة “ريجنسي هولدينغ” وعضو الحزب الجمهوري الأمريكي وعضو “إئتلاف التحالف الأمريكي من أجل الديمقراطية في الشرق الأوسط”.
إشارة لروسيا
ان انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يقتصر على معاهدة القوات النووية متوسطة المدى فقط. كما نعلم، لقد تم التوقيع على هذه المعاهدة في العام 1987 مع الإتحاد السوفياتي السابق. ومع ذلك، إن هذا الإنسحاب ليس انسحاباً حقيقياً منها لكنه عبارة عن إرسال إشارة إلى روسيا لتدمير كل صواريخها، وقاذفاتها، وجميع المعدات ذات الصلة في غضون ستة أشهر، وإلا فإن هذا الإنسحاب سيصبح كلياً.
“لعبة شطرنج”
يبدو أن الأمر أشبه بلعبة شطرنج؛ من هو المخادع ومن هو الجاد. بما يخص حلف الناتو، فإن القرار هو الإبقاء على المعاهدة والمحافظة عليها. لكن إدارة الرئيس ترامب تريد توسيعها لتشمل الصين وكوريا الشمالية. كذلك، يستخدم الرئيس ترامب المعاهدة كـ “ورقة ضغط” على الأوروبيين لإجبارهم على دفع المزيد من الأموال وتقديم التزام أكبر لحلف الناتو.
إن الولايات المتحدة تلعب مع عدة أطراف، روسيا والصين وكوريا الشمالية وأعضاء الحلف، في وقت واحد. لا شك أن ترامب “رجل عبقري”.
الإبقاء على التفوق
من الواضح جلياً بأن الرئيس ترامب سيفوز بفترة رئاسية ثانية وبأغلبية ساحقة، فهو أفضل شيء حدث في تاريخ أمريكا. لقد كسر ترامب حاجز الضبابية وأظهر نواة السياسية الصحيحة المتمثلة في الحقيقة التالية: “إبقاء أمريكا القوة العظمى”. يجب التخلص من السياسات التقليدية التي خطفت أحلام معظم الأمريكيين. من هنا، لا بد من القول: العالم سيكون أكثر أماناً عندما تكون أمريكا قوية.
“الوحش” الصيني
لقد أصبحت الصين لاعباً في “النادي النووي”، وباتت استراتيجيتها في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا واضحة للغاية. كما بات معروفاً أيضاً أن الصين أقوى من روسيا، اقتصادياً وعسكرياً، ويجب أن تحظى بالإحترام مثل الولايات المتحدة. فلقد قال كيسنجر ذات مرة “نحن صنعنا وحشاً في آسيا وقد يعبر المحيط الهادئ يوماً ما.”
برأيي، لا تعتبر روسيا التهديد الحقيقي للأمن القومي الأمريكي، بل الصين هي التي تشكل هذا التهديد. لكننا نعرف جيداً أن كلاً من روسيا والصين هما “وجهان لعملة واحدة”. لذلك، يجب مراجعة المعاهدة لتشمل الصين وكوريا الشمالية ايضاً.
مصدر الصور: Regency Holding – موقع التيار الوطني الحر.