حوار: سمر رضوان

نقلت وسائل أنباء محلية ودولية انسحاب المغرب من “التحالف العربي” في اليمن. وحسب مصادر إعلامية، فإن الخطوة التي أقدمت عليها الرباط بسحب طائراتها والإنسحاب من التحالف بشكل غير معلن، تأتي بالتزامن مع ارتفاع حدة التوتر مع جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية من ناحية، ومن ناحية ثانية ما نشرته قبل أيام وكالة “سبوتنيك” الروسية من أن المغرب قد ينسحب في القريب العاجل من التحالف ضد اليمن بسبب صراع بين الرباط والرياض على خلفية اعتراض الأخيرة على تقدم الرباط لإستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2026، في حين لم يصدر أي تأكيد أو نفي من السلطات المغربية حيال تلك الأنباء.

حول هذا الموضوع وأسباب الخلافات الحقيقية التي أدت إلى الإنسحاب وتداعياته على باقي الدول المنخرطة في التحالف، سأل مركز “سيتا”، الأستاذ صلاح الداودي، منسق شبكة باب المغاربة للدراسات عن أبعاد هذا الإنسحاب.

تخوفات مغربية

في الواقع، لا يشارك المغرب في أعمال قتالية ولا في مداولات سياسية مع التحالف الأميركي – السعودي الخاص باليمن منذ أشهر، وتحديداً في فترة انتشار خبر مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وهذا مرتبط بالتخوف المغربي من قيام الولايات المتحدة بـ “التضحية” بأدواتها، في وقت من الأوقات، في مشهد تفاقم الدمار جرّاء العمليات العسكرية، إضافة إلى الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني.

أما إذا أضفنا إلى ذلك عدم استقبال المغرب لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في جولته المغاربية فإنه يمكننا استنتاج مدى حساسية المغرب مما يسميه “شبه انحياز” سعودي للجزائر في موضوع الصحراء الغربية.

ومع أن المغرب لم يوضح بشكل تام بعد عن الأسباب وراء إعلان انسحابه هذا، فإنه يمكننا أن نستنتج، وخاصة في حادثة استدعاء السفير المغربي، أن حادثة دبلوماسية ما وقعت تتعلق إما بـ “حماقة” سعودية مسيئة للمملكة جراء رفضها للإستمرار في المشاركة، وإما بـ “حماقة” أكبر تتمثل في محاولة السعودية السيطرة على موقف المملكة المغربية وحشرها في موضوع ما يتعلق بمسألة اليمن أو “مؤتمر وارسو” أو موضوع القمة العربية في تونس في علاقة بسوريا واليمن و”صفقة القرن”.

إنهيار التحالف؟!

اعتقد أن انسحاب بعض الدول الآسيوية، وخاصة ماليزيا، وعدم فعالية بعض البلدان العربية في مسألة اليمن كان موجعاً جداً للرياض، في وقت يبدو بأن الأمور بلغت منتهاها إذ تعمل العديد من البلدان، والأمم المتحدة، إلى الدفع نحو تفكيك هذا التحالف ومحاولة تسوية الملف، وأيضاً تحرك منظمات المجتمع المدني المغربي في هذا الإتجاه. نعم أظن أن بلدان أخرى ستجد عملها بطريقة ما.

مصدر الصورة: موقع “أصوات مغربية”.