سمر رضوان
بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من سوريا ودخول الجيش السوري الى مدينة منبج في ريف حلب، خرجت معلومات تتحدث عن مقدمات للتعاون والتنسيق بين أنقرة ودمشق على خلفية العملية العسكرية التركية في شمال سوريا والعراق. هنا، تأتي أهمية الدور الروسي في خلق ظروف مقبولة من جانب الجانبين تمكنهما من تنسيق عملياتهم في شمال سوريا.
عن التنسيق الأمني السوري – التركي ودور الأطراف الإقليمية فيه، سأل مركز “سيتا” الدكتور جمال الزعبي، عضو مجلس الشعب السوري عن هذا الموضوع.
تنسيق أمني
في الفترة الأخيرة، سمعنا بعض التصريحات لمسؤولين أتراك وعلى رأسهم مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية، بوجود تنسيق أمني – عسكري بين الحكومتين التركية والسورية. قد يكون هذا الأمر صحيحاً إلى حد ما لأن التنسيق الأمني دائماً ما يكون تحديده مصلحة البلد نفسه، حتى لو لم تكن هناك علاقات سياسية أو دبلوماسية بينهما. فسوريا تتعاون مع كثير من الدول الغربية على الصعيد الأمني، وكانت متعاونة دائماً، وبناء على طلبهم، في مسائل عديدة أهمها تلك التي تتعلق بالإرهاب الذي صنعوه ويخافون الآن من ارتداده إليهم.
وبما أن تركيا كانت مقراً وممراً للإرهابيين، فبالتأكيد لديها معلومات كاملة عنهم. أما بخصوص التنسيق في هذا الشأن، فأعتقد بأنه سيكون عبر طرف ثالث يعمل “وسيطاً”، كإيران أو روسيا مثلاً، لمصلحة تعود بالنفع عليهم جميعاً من خلال إيجاد حل نهائي للأزمة السورية.
إستغلال للفرص
لغاية الآن، اشتهرت الحكومة التركية، بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، بالمراوغة والخداع. لكن وبإعتقادي لن يطول بهم الأمر طويلاً، “فالراعي الذي كذب على أهل القرية أكله الذئب أخيراً”. وهكذا هو الرئيس أردوغان، لا يستطيع الكذب طويلاً على الروس والأمريكيين والإيرانيين والغرب عموماً.
لذلك، يحاول الرئيس أردوغان “التذاكي” من خلال استغلال الفرص وابتزاز الجميع ولكنه بات مكشوفاً، والجميع بات يعرف تلك الحقيقة تماماً. مثلاً، “تداعب” الولايات المتحدة الرئيس أردوغان في قضية الكرد وقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي التي سيأتي يوم وينكشف دور وتورط الحكومة التركية فيها. وأما الروس، فلديهم صفقات مع أنقرة تريد موسكو إنجازها، وأبرزها منظومتا صواريخ الـ “إس.300” والـ “إس.400” والغاز. أما إيران، فدورها معه يأتي من خلال فتح أسواقها للبضائع التركية وقضية الكرد التي تعد أمراً هاماً وقلقاً مشتركاً لكلا البلدين.
ولكن في النهاية، سيضطر الرئيس اردوغان إلى تحديد موقف معلن وصريح من كل ذلك.
مصدر الصورة: سكاي نيوز عربية.