سمر رضوان

وصل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى العراق في أول زيارة رسمية له منذ توليه السلطة، العام 2013. تأتي هذه الزيارة في ظل ضغوط أمريكية على بغداد للحد من العلاقات مع إيران، وفي ظل وجود تناحر قوي بين مؤيدين لسياسة واشنطن وآخرين يقفون في صف طهران، ناهيك عن رغبة إيران في إيجاد شركاء يمكن الإعتماد عليهم من أجل تخفيف وطأة العقوبات الأمريكية عن كاهلها.

للوقوف على أبعاد هذه الزيارة وأهميتها، سأل مركز “سيتا”، الأستاذ واثق الجابري، المحلل والباحث السياسي العراقي حول هذا الموضوع.

مبررات عراقية

تأتي زيارة الرئيس روحاني في ظل حراك عراقي إقليمي – دولي. فمن جانب أول، يسعى العراق إلى مد جسور العلاقات الإقليمية – الدولية المتوازنة. ومن جانب ثانٍ، تتسابق الدول لبناء علاقات رصينة مع العراق لأهميته الاستراتيجية والجغرافية، ومن اجل فتح آفاق للتعاون التجاري والأمني والسياسي معه، والمساهمة في عملية إعماره، وهو الأمر الأهم على الساحة اليوم.

في هذا الخصوص، يمكن القول بأن التأثير على قرار العراق لناحية نسج سياسته الخارجية لم يعد اليوم كما كان عليه في السابق، بل هو بحالة تراجع لأن طبيعة القرار السياسي العراقي يسير وفق قرار قوى سياسية قد تختلف في توجهاتها، ولكنها بدأت تتقارب في طبيعة رسم ملامح السياسة الخارجية التي لا تفرض تبعية لأي محور من محاور الصراع، سواء على الصعيد الدولي أم الإقليمي.

حاجة إيرانية

بالنسبة إلى العراق، فإنه يحاول الحفاظ على علاقة متوازنة بين واشنطن وطهران. من هنا، يستطيع العراق لعب دور الوسيط لتخفيف الضغوط على إيران. على سبيل المثال، طالب العراق إعفاءه من القيود الأميركية على بعض الإحتياجات التي يشتريها من إيران، الكهرباء على سبيل المثال.

إلى ذلك، سبق وأن أشار رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، إلى أن العراق غير ملزم بالعقوبات الأمريكية، وهو ما أكد عليه أيضاً رئيس الجمهورية، برهم صالح، الذي قال إن لا استقرار في المنطقة دون وجود إيران، كما أن الإستقرار لا يتوقف على الجانب الأمني فقط بل الإقتصادي أيضاً، ما يعني أن للعراق رغبة في التبادل التجاري وتخفيف الخناق على إيران على مبدأ الحاجة، إضافة إلى رفض القيادات العراقية لسياسة “تجويع الشعوب”، في إشارة إلى الحصار الإقتصادي الذي كان مفروضاً على العراق قبل العام 2003.

في المقابل، أعلن الرئيس روحاني، وبكل وضوح، أن أحد أهداف الزيارة يكمن في الشق التجاري بهدف إنعاش الإقتصاد الداخلي الإيراني، خصوصاً مع رغبة طهران بتخفيف وطأة العقوبات على اقتصادها، في ظل حاجة عراقية مقابلة للتبادل التجاري مع الدول الإقليمية.

مصدر الصورة: الجزيرة.