حوار: سمر رضوان
في مجال استكمال الحديث عن ملف “سد النهضة” وتداعيات فشل جولة الحوار الثلاثية الأخيرة في القاهرة، سأل مركز “سيتا” الأستاذ صلاح أبو سرة، المحلل السياسي السوداني ورئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية، عما بعد هذه الجولة وما يمكن أن تنتهي إليه الأوضاع.
مؤشرات إيجابية
عقد الاجتماع الثلاثي في الخرطوم بين وزراء الخارجية لكل من السودان ومصر وأثيوبيا والإدارات الأمنية ولجان فنية متخصصة، واستمر الاجتماع ما بين 15 – 16 ساعة متواصلة بناء على اتفاق سابق بين الدول الثلاث وكانوا قد حددوا فترة هي ما بين 5 أبريل/نيسان إلى 5 مايو/أيار (2018) للوصول إلى اتفاق نهائي.
بعد انتهاء الاجتماع، وبحسب المعلومات الواردة، لم يقم أي طرف بالإدلاء بأي تصاريح وهو ما أراه مؤشراً إيجابياً بإعتبار أن هناك خطوات إيجابية تمت خلال الحوار الثلاثي في الخرطوم سابقاً. بالتالي، إن الإشكالات الفنية معروفة وهي تمسك مصر بالتقرير الاستشاري للمكتب الفرنسي، ورفضه من قبل الأثيوبيين على اعتبار أن السد أصبح أمراً واقعاً، ودخلوا في مرحلة تجميع المياه، وبالتالي أصبح السد أمراً واقعاً.
من هنا، إن هذا التقرير الاستشاري يشكل عائقاً في إكمال بناء السد، بالنسبة للأثيوبيين، لأنهم يعتبرون أن بناء السد هو حق لهم، مرتكزين في ذلك على اتفاقات أخرى متجاوزين اتفاق العام 1929، إبان الحقبة الاستعمارية، لدول المنبع والمصب.
فترة ملىء السد
هناك إشكاليات فنية مرتبطة بشكل أساسي في مسألة امتلاء السد بالمياه وأثره على مصر بشكل رئيسي، بإعتبار أن السودان هو معبر. إن المخاوف المصرية مبنية على القيد الزمني الذي وضعته أثيوبيا لامتلاء الخزان، فمصر تطالب بمهلة سبع سنوات، بداية كانت عشرة سنوات، والأثيوبيين يتحدثون عن فترة تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات.
ما استشفه أن الالتزام الصارم للوفد الثلاثي وخروجه بدون أي تصريحات هو أمر إيجابي، حيث إنهم نجحوا في تحديد الخلافات الفنية خصوصاً ان الحوار كان واضحاً وشفافاً. اعتقد أن هناك تقارباً لإيجاد مخرج بين دولة المنبع، أثيوبيا، ودول المصب، السودان ومصر، وأنه من المتوقع الوصول إلى اتفاق في القريب. بالتالي، من الطبيعي جداً أن تعود الوفود مع ما توصلوا إليه للتشاور مع حكوماتهم قبل الرجوع إلى طاولة المفاوضات من جديد، والوصول إلى حل يرضي الجميع.
مصدر الصور: مصر العربية – موقع السوسنة.