بعد انتشار المعلومات حول انهيار تنظيم داعش من خلال فقدان السيطرة على المناطق التي اجتاحها عام 2014، يتم الحديث اليوم عن مرحلة ما بعد الانتهاء من التنظيم، حيث لايزال الغموض مصير المنطقة.

لذلك، تحدث موقع “سيتا” مع الباحثة السياسية النائب السابق في البرلمان الايراني د. جميلة كاديفار، المتخصصة في دراسة الجماعات الارهابية، حول مستقبل داعش، حيث تعتقد  أن التنظيم “كان، ولا يزال، جزءاً من الوضع المعقد في منطقتنا. وهنا يعني أننا لا ينبغي علينا التفكير بأن الوضع بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، سيعطي استقراراً للمنطقة. لا تزال جذور التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة متاحة، فإسرائيل، أمريكا، بعض الدول الغربية والعربية لا تريد السلام في الشرق الأوسط. وهم مستفيدين من هذا التوتر الموجود. وكما رأينا خلال الأسبوع الماضي، فقد بدأت المملكة العربية السعودية العمل على “سيناريو” جديد يمنع الاستقرار في المنطقة، اذ يبدو أن لبنان سيكون المرحلة الأولى من هذا السيناريو الجديد. وكما قال السيد حسن نصر الله يوم الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني (2017): لدينا دليل على أن السعودية طلبت من إسرائيل العمل على تفجير لبنان، مقابل تقديم مليارات الدولارات.”

وأعتقد أن نهاية سيطرة داعش على أراضٍ في العراق وسوريا لا يعني أن نهايتها فهي تعتبر منظمة تحمل افكاراً أيديولوجية قوية. اعتقد بأن “خلافتها” قد تضررت بشكل خطير خلال الأشهر الماضية، وقد يكون من الصعب جداً استعادتها في المستقبل القريب، ولكن ما دام لها تأثير على الكثير من الناس في مختلف البلدان، فهذا يعني أنها لا تزال حية وينبغي أن يؤخذ هذا الموضوع بعن الاعتبار بوصفها منظمة غير حكومية قوية.

وعن امكانية نقل عناصر هذا التنظيم الى مناطق اخرى، اشارت د. كاديفار الى أن داعش “سيواصل أنشطته في بعض البلدان الاخرى مثل الفلبين وأفغانستان أو حتى في أفريقيا. إن الدول الفاشلة والمجتمعات والحكومات الضعيفة هي بيئة مناسبة لنشاط داعش من اجل البدء والترتيب لحقبة جديدة يستطيع من خلالها استعادة كيانه مرة اخرى. كما انه من المحتمل ان يقوم بأنشطة إرهابية في بلدان مختلفة، ولا سيما في المناطق ذات المجتمعات الشيعية، أو في البلدان الغربية. من وجهة نظره، ويرى داعش انه يتعين عليه الخروج للعالم بصورة أنه ما زال على قيد الحياة، وأن الأنشطة الإرهابية يمكن ان تكون أفضل طريقة للفت الانظار اليه.”

وعند سؤالها عن مدى قوة التنظيم الحالية وهل ما زالت هي نفسها، نفت د. كاديفار ذلك وىعتبرت انه في العامين الأولين من إنشائه “كان داعش مسيطراً على أراضٍ شاسعة في كل من العراق وسوريا، وهي منطقة أكبر من انجلترا، ويسيطر على مصير ما بين ثمانية إلى عشرة ملايين شخص. ولقد اعتبر العديد من الخبراء داعش كـ “مقدمة دولة”. خلال السنوات الأخيرة، كان لداعش أراض يديرها، ويحكمها، ويضفي الشرعية عليها، وبيروقراطية إدارية، وهيكلها نظامية هرمية، ونُظم قانونية، ونُظم عسكري، ومنظمات الدينية، وموارد اقتصادية. لكنه بعد ذلك فقد اغلبية هذه المقومات. وعلاوة على ذلك، قُتل صناع القرار الاذكياء الرئيسيين فيه وخيرة قادته العسكريين، اضافة الى تناقل المعلومات عن اختلافات داخلية ضمن اعضاء المجلس التنفيذي نفسه. في المقابل، ارى أنه لا ينبغي علينا التقليل من قدرة داعش، فهو منظمة تكفيرية عابرة للحدود ويمكن أن تهدد أي بلد أو منظمة أو شخص في جميع أنحاء العالم.”

مصدر الصورة: بي بي سي