يبدو ان الازمة الكاتالونية ذاهبة الى المزيد من التصعيد والتأزيم خصوصاً بعد تواجد رئيس الاقليم كارليس بيغديمونت في بروكسل وصدور مذكرة توقيف واسترداد من حكومة مدريد بحقه وبحق عدد من اعضاء حكومة الاقليم.
في هذا الشأن، يشرح فرانك كريلمان، النائب عن حزب التحالف الفلمنكي الجديد في بلجيكا، لموقع “سيتا”، ما حدث حيث يشير الى تصويت برلمان كتالونيا في 27 اكتوبر/تشرين الاول على الانفصال الذي “ووجه بممانعة كبيرة. ففي شوارع برشلونة تظاهر الآلاف من المؤيدين لا سيما اما كنسية القديس جميس. يبدو ان العديد من اعضاء حكومة كاتالونيا قد اختاروا المنفى خارج البلاد كونهم يعرفون الحزب الشعبي الاسباني ورئيسه، ورئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي جيداً.”
في بلجيكا، يوجد حزبان اساسيان وهما حزب الفلمنكي (Flemish Interest) والآخر التحالف الفلمنكي الجديد (New Flemish Alliance) والذين يحكمان معاً بالتحالف مع الليبرالي والمسيحي الديمقراطي. من هنا، يقول كريلمان “ان لكاتالونيا العديد من الاصدقاء في الجناحين الفلمنكي والقومي حيث ان هناك زيارات متبادلة بشكل متواصل وهو امر عادي ومتكرر. من هنا، ان مجرد وصول اعضاء حكومة كاتالونيا الى بروكسل، أي المنفى، قد احد ازمة سياسية داخل الحكومة البلجيكية بين النواب الوالون (الذين يتحدثون الفرنسية) والمؤيدين لـ “البلجيكية” والنواب الفلمنكيين المتشددين والراغبين في تفكيك بلجيكا وجعلها مقاطعات. في البرلمان الفدرالي، كان على رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل ان يُبقي على تماسك الجناح الوالوني والفلمنكي، اضافة الى تخفيف التوتر بين الحزب الديمقراطي المسيحي/الليبرالي والحرب الفلمنكي الجديد داخل الحكومة ليتجنب تفكك الأخيرة وسقوطها.”
1. مصير بيغديمونت
لقد طلبت اسبانيا من بلجيكا استرداد وتوقيف “المتمردين”، وهنا يؤكد كريلمان بأنه “وبحسب القانون البلجيكي، للقاضي وحده اجراء ذلك. كلنا بإنتظار قرار القاضي في هذا الشأن لكنني اعتقد ان القاضي سيتعرض لضغط كبير لجهة اصدار حكم لجهة تسليمه الى اسبانيا. في حال اذا ما قرر القاضي تسليم رئيس بيغديمونت، فإنني أرى ازمة داخل الحكومة البلجيكية لن يكون من السهل تجنبها حيث ان عدداً قليلاً من وزراء الاحزاب الفلمنكية قد قدموا دعمهم لبيغديمونت. في هذا المجال ارى أن مصير هؤلاء “المنفيين” سوف يقرره القانون ولو كانت هناك بعض الضغوط عليه.”
2. حق اللجوء
في هذا الصدد، يقول النائب كريلمان “اذا ما قرر القضاء تسليمه الى مدريد، يحق لبيغديمونت تقديم لجوء سياسي لبروكسل، والتي تعتبر الوحيدة التي يستطيع جميع سكان دول الاتحاد الاوروبي تقديم طلب لجوء اليها، مع انه يجري العمل على اصدار قانون في البرلمان يمنع ذلك. وحده الحزب الفلمنكي صوت ضد القانون، اما التحالف الفلمنكي الجديد فقد امتنع عن التصويت لانقاذ الحومة التي يشارك فيها.”
3. الاتحاد الاوروبي والازمة
يعتبر كريلمان ان الاتحاد الاوروبي “قد اعطى انطباعا سيئاً عند الجميع، فالقمع الوحشي ضد شعب كاتالونيا الذي أراد فقط التصويت على الانفصال هو انتهاك واضح لحقوق الإنسان والقيم الأوروبية.”
الى ذلك، يرى كريلمان بأن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر “قد لعب بورقة إسبانيا بشكل صريح الامر الذي افقد الكثير من الاوروبيين الثقة بالاتحاد. لقد أصبح الاتحاد دكتاتورياً أكثر فأكثر يديره عدد من البيروقراطيين يجهلون ما يدور بين الناس. ان ارتفاع حركات الاستقلال في اسكتلندا، الفلمنكية في بلجيكا، كورسيكا في فرنسا، الحركات الانفصالية شمال إيطاليا وغيرها، يعتبر جزءاً من الوعي المتزايد بأن هذا النوع من الاتحادات ليس ما يريده الشعب الاوروبي. من هنا، ان صعود الأحزاب اليمينية والمناهضة للاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء أوروبا هو خير دليل على ذلك امثال حزب البديل في المانيا، وحزب الحرية الهولندي، وحزب الحرية النمساوي، وحزب الجبهة الوطنية في فرنسا، وحزب الرابطة الشمالية في ايطاليا، وجميع الحركات المشابهة في وسط وشمال اوروبا. وعلى رأس هرم الازمات يأتي البريكسيت، ومشكلة تنامي شعور عدم الثقة، اضافة الى الاضطرابات المتنامية لجهة مسألة الهجرة غير الشرعية من افريقيا تحديداً. من هنا، ارى ان الاتحاد الاوروبي قد ذهب بعيداً في موضوع كاتالونيا وكيفية معالجتها، اذ اننا سوف نلاحظ أن المزيد من الانشقاقات سوف تبدأ بالظهور.”
مصدر الصورة: لوس انجلوس تايمز