مركز سيتا

صادرت الولايات المتحدة وأزالت من ليبيا نظام “بانتسير – سي 1” الروسي المضاد للطائرات التابع للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر. تم الإستيلاء على المنظومة في يوليو/تموز 2020، حيث أُخرجت من الأراضي الليبية من مطار غربي طرابلس في حالة تشغيلية كاملة.

التبرير الأمريكي

فسرت واشنطن أن سبب استيلائها على المجمع المضاد للطائرات هو “الخوف” من أن يقع بأيدي مهربي الأسلحة ويستخدم في تدمير الطائرات المدنية، حيث عملت على نقله بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي حطت في قاعدة “رامشتاين” الجوية الأمريكية في ألمانيا.

تتحدث المعلومات الأولية عن أن الولايات المتحدة أوعزت إلى حليفتها بريطانيا بنشر هذا الخبر وفي هذا التوقيت بالذات، لإرسال رسالة إلى روسيا مفادها أنها حصلت على معلومات تتعلق بهيكلية هذه المنظومة الدفاعية.

في هذا الوقت، لم تعلق موسكو على هذا الأمر، لكن خبراء عسكريين روس رأوا بأن هذه المنظومة بيعت إلى عدد من الدول، ومنها ما هو حليف للولايات المتحدة، أبرزها الإمارات وسوريا وإيران والبرازيل والجزائر والعراق وصربيا وأثيوبيا، وغينيا وسلطنة عمان. ولكن الأخبار اتجهت نحو دولة الإمارات العربية التي قيل إنها باعتها أو قدمتها لحليفها الليبي المشير حفتر في وقت سابق.

أهمية المنظومة

لا تشكل هذه المنظومة أية قيمة بالنسبة للإستخبارات الأمريكية، لأن الأمريكيين، على الأغلب، درسوا هذه المنظومة في وقت سابق، لأنها موجودة لدى دول أخرى عدة حليفة لها؛ بالتالي، كما وضّحت مصادر روسية أن منظومة “بانتسير – سي 1″، النسخة المعدة للبيع ليست نفسها الموجودة داخل الأراضي الروسية، إلى ذلك لا يمنع من إمكانية الحصول على بعض المعلومات المفيدة منها على الرغم من تأكيد الجانب الروسي على عدم صحة ذلك، وهذا من جهة.

من جهة أخرى، قد يكون هدف عملية السرقة، رغبة أمريكية في إرسال “إشارة” إلى العسكريين الروس في ليبيا. ويدعم هذا الإفتراض، أن المنظومة تمكنت، العام 2019، من إسقاط مقاتلة هجومية أمريكية بدون طيار. أما الفائدة الحقيقة للاستحواذ على هذه المنظومة، فهو يكمن في أن البنتاغون حصل على مجمع يمكن استخدامه خلال التدريب كسلاح حقيقي يحاكي مواجهة أعداء أمريكا في أية مواجهات محتملة.

لكن تفاصيل السر الحقيقي تبقى بحوزة روسيا فقط، ولهذا السبب لم تعر هذا الأمر أدنى اهتماماً، وهو ما يتعلق بخوارزمية التحكم في هذا المجمع القتالي، أي في عمل الرادار وآلية معالجة واستقبال المعلومات، واختيار الهدف، حيث أنه من غير الممكن استخراج هذه المعلومات من عربة “ميتة”.

أخيراً، لقد أتيحت الفرصة للاستخبارات الأمريكية لدراسة هذه التقنية سابقاً، ما يعني أن منظومة “بانتسير” الليبية لن تشكل اكتشافاً تقنياً مثيرة بالنسبة لواشنطن، لكن الأمر كله متعلق بما له صلة بليبيا ذاتها التي تحاول واشنطن إخراج موسكو منها بأي ثمن.

لكن في ضوء التنسيق الروسي – الليبي مع الحكومة الشرعية الليبية مؤخراً وبعد زيارة أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس السياسي وتجديد عدد من الاتفاقيات الاقتصادية إلى جانب التسوية السياسة، يمكن القول بأن روسيا باتت لاعباً أساسياً في ليبيا، ولا يمكن إخراجها من المعادلة بالسهولة التي تعتقدها الولايات المتحدة.

مصدر الصور: سبوتنيك.

موضوع ذا صلة: “آرميا 2018”: فرصة لتعزيز القدرات الدفاعية