فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد الحشد الشعبي العراقي ومستشار الأمن الوطني السابق، فالح الفياض، رابطة بينه وبين إنتهاكات لحقوق الإنسان خلال المظاهرات المناوئة للحكومة، العام 2019، والتي شهدت مقتل مئات المحتجين.
على إثر ذلك، ندد العراق بقرار الولايات المتحدة وضع قائد “الحشد الشعبي” على القائمة السوداء، وقال إن “القرار مفاجأة غير مقبولة”.
حل الحشد
من المعروف ان العراق حليف وثيق ومتين لكل من الولايات المتحدة وإيران. لكن في نفس الوقت، لا يجب إغفال مقولة أن حالة الإنقسام التي تعاني منها البلاد جعلته عرضة لكل أنواع التحكم في قراره. فبعد ظهور تنظيم “داعش” إلى حين القضاء عليه في العام 2016 وإنهاء حلم الخلافة الإسلامية في الموصل، بدأ “الحشد الشعبي” بالبروز كقوة ضخمة لا يُستهان بها؛ بالتالي، أصبح مبعث قلق كبير لدى واشنطن على الرغم من أن المعلومات تفيد بأنه يضم كل المكونات العراقية، في حين أن الجزء الأكبر من قياداته وعناصره موالية لإيران بالدرجة الأولى، وهو ما لن تقبل به لأمريكا ولا بحال من الأحوال خصوصاً بعد فشل دمجه ضمن القوات النظامية بالكامل.
من هنا، يعيد إدراج قائد من قيادات الحشد على القائمة السوداء إلى الأذهان إحياء مطلب حل الحشد، خاصة بعد صده للكثير من هجمات “داعش” على الحدود العراقية – السورية، وبعد تهريب العشرات من قيادات التنظيم من سجون قوات سوريا الديمقراطية – قسد، المدعومة أميركياً، ما يبين أن هناك محاولات لإعادة إحياء التنظيم مجدداً، لكن لماذا الآن؟ وما هي نوايا الولايات المتحدة الحقيقية؟
تهيئة الظروف
من المعلوم أن العراق اليوم يحاول لملمة جراحاته، لكن كثرة التدخل في شؤونه تعيقه وتطبيق هذا الهدف. فمن خلال جولات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بين كل من أمريكا وإيران وتركيا وغيرهم، تحاول الحكومة جاهدة السير على الطريق الصحيح للبدء بدوران عجلة الإقتصاد، في حين يبقى شرط الكاظمي الأساسي هو سحب السلاح المتفلت من أيدي الأحزاب والتيارات المتعددة وهو أمر قوبل بالرفض، وشكّل أزمة داخلية حقيقية بين الحكومة وفئة كبيرة من الشعب العراقي، وسط وضع اقتصادي متردي.
في هذا الشأن، يرى المعارضون للقرار بأن الوقت غير مناسب، فالأجدر اليوم العمل على ترميم الوضع الداخلي ومن ثم التوجه نحو الوضع الأمني، ومعالجته لا سيما مع إسئناف تنظيم “داعش” لعملياته في ظل مطالبات بإبقاء التحالف الدولي، هو يعني ضمناً الإبقاء على القوات الأمريكية خاصة بعد الإتهامات الأخيرة، للموالين لإيران، بأن القوات المحسوبة عليها تقوم بإستهداف محيط سفارة واشنطن في المنطقة الخضراء؛ بالتالي، تعمل واشنطن على “إنتزاع” قرار البقاء من “الفم” العراقي، حتى تتمكن من “قصقصة أذرع إيران”، على حد تعبيرها، بعد التهديدات الكثيرة التي تتلقاها على عملية إغتيال قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد، أبو مهدي المهندس.
أخيراً، يبدو أن الوضع العراقي يستم بتعقيدات كثيرة، فهناك العديد من المؤشرات على إمكانية وقوع حرب أهلية، فلا الوضع الأمني بخير ولا الإقتصادي. كذلك، إذ يحاول العراق ألا يكون ساحة تصفية حسابات بين إيران والولايات المتحدة.
مصدر الصورة: العرب.
موضوع ذا صلة: في العراق.. لا خيار إلا الدولة