سمر رضوان

عقب اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقف العمل بالإتفاقات الموقعة مع إسرائيل، على خلفية هدم الأخيرة لمساكن فلسطينية في القدس الشرقية قبل أيام، حيث سيتم تشكيل لجنة لتنفيذ القرار المتخذ عملا بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني السابقة بشأن إعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل.

عن هذا الإعلان وماهيته، وشكل الأوضاع المقبلة خاصة لجهة التصعيد، سأل مركز “سيتا”، الأستاذ إيهاب زكي، الصحافي والكاتب السياسي الفلسطيني، حول تفاصيل هذا الموضوع.

حبر على ورق

عملياً هذا القرار لا يعني شيئاً، هو مجرد حبر على ورق ورطانة خطابية من الرئيس الفلسطيني، وهو مجرد قرار ليثبت عباس أنّه متابع جيد لنشرات الأخبار، ويعرف ما يدور حوله، فهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطة الفلسطينية وقف العمل بالاتفاقيات، ولن تكون الأخيرة، فقد استشعرت السلطة الفلسطينية أن هناك احتقاناً شعبياً على خلفية مجزرة البيوت، التي ارتكبتها قوات العدو في صور باهر بالقدس، فسارع الرئيس الفلسطيني لفعل ما يبرع به، وهو الرطانة الخطابية بالإعلان المتكرر والذي أصبح ممجوجاً عن وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع العدو، وبما أنّ أصل وجود السلطة وأصل وجود عباس شخصياً في رام الله وأصل استمراريته بمتابعة مهامه من الضفة الغربية كرئيس للسلطة، هو نتاج هذه الاتفاقيات حصراً.

 لا تصعيد                                                                                 

 إنّ أي توقيف للعمل بهذه الإتفاقيات، يعني حتماً توقف العمل بالسلطة رئيساً ومؤسسات ووجود، هذا أولاً، أما ثانياً فإن” إسرائيل” لا تلتزم بأي اتفاقيات وهي أوقفت العمل بكل الاتفاقيات منذ اليوم الأول لتوقيعها باستثناء التنسيق الأمني، فالرئيس الفلسطيني أوقف اتفاقيات متوقفٌ العمل بها أصلاً، وترك التنسيق الأمني على حاله، أي ترك الاتفاقية الوحيدة التي تعمل ولم يوقفها، رغم أنّه أعلن سابقاً في إحدى الرطانات الخطابية عن وقف التنسيق الأمني، لكنه عملياً لم يتوقف رغم الإعلان النظري، لذلك فلا شيء يدعو للتصعيد من طرف السلطة الفلسطينية، والشيء الوحيد الذي بإمكان السلطة فعله أن تحل نفسها ثم إلغاء اتفاقية أوسلو “التي هي أصل كل الاتفاقيات الفرعية” بكل ملحقاتها وإلغاء الاعتراف بـ”دولة” العدو.

حل السلطة

 أما دون ذلك فهو مجرد عبث صوتي، وهذا العبث الصوتي لا يتناقض مع صفقة القرن، رغم أن السلطة أعلنت رفضها صوتياً لها، لكن عملياً هي جزء من هذه الصفقة سلوكياً، ولكن قد يكون وجود عباس شخصياً هو أحد موانع الانخراط العلني في ذلك، حيث أظنّ أنّه لا يريد إنهاء حياته بخيانة فجة بهذا الشكل، ولكن غيابه لأي سببٍ من الأسباب مع بقاء السلطة، سيكون مقدمة مناسبة للذهاب بعيداً من خَلَفه، لذلك الشيء الوحيد الذي سيشفع له هو قطع الطريق وحل السلطة وإلغاء جميع الاتفاقيات إلغاءً نهائياً وباتّاً.

مصدر الصور: النجاح الإخباري – أرشيف سيتا.