حوار: سمر رضوان
بعد إعلان القيادة العامة للجيش المصري القيام بعملية عسكرية نوعية، سيناء 2018، للقضاء على البؤر الارهابية، والتي تتسبب بوقوع الكثير من الضحايا، مستفيدة من بعض المناخات الدولية، بما فيها اتفاقية كامب دايفيد وتحديد عديد الجيش المصري، سأل مركز “سيتا” الدكتور عمرو الديب، الباحث السياسي في شؤون الشرق الأوسط والمحاضر الأكاديمي في جامعة “نيجني نوفجورود” الروسية، عن تداعيات هذه العملية في ظل الكثير من المعلومات والمعطيات.
العملية العسكرية ونتائجها
العملية العسكرية فى سيناء التي انطلقت في الشهر الجاري (فبراير/شباط 2018) تعتبر امتداداً للحرب على الإرهاب التي بدأت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي العام 2013 حيث يعلم الجميع مدى خطورة تواجد تنظيمات إرهابية فى شمال ووسط سيناء. لذلك مسألة دخول قوات مصرية في أراضي سيناء بهذا العدد هو أمر مهم جداً للأمن القومي المصري. لقد عانت سيناء كثيراً، وعلى مر عقود، من نقص عديد القوات العسكرية لمواجهة أي تهديد لهذه الأرض الغالية. فحرب الـ 1956 والـ 1967 كانتا السبب الرئيسي لفقدان سيناء لتواجد قوات كافية تابعة للجيش المصري.
أيضا بسبب إهمال الأنظمة السابقة لسيناء دخلت الجماعات الإرهابية لها، أما اتفاقية كامب ديفيد والتي كانت تحرم على القوات المصرية دخول المنطقة (ج) أصبح لا وجود لها، فالقوات العسكرية المصرية تبسط سيطرتها على جميع أراضي شبه جزيرة سيناء في الوقت الحالي.
هذا الانتشار الكبير للجيش المصري فى سيناء يعتبر رسالة قوية لمن يشيع الأكاذيب بخصوص صفقة القرن. ورسالة أيضا قوية لمن يفكر بإمداد الجماعات الإرهابية في سيناء بالسلاح و هذه الرسالة موجهة لتركيا بوجه الخصوص. فدخول قطع بحرية على رأسها حاملة طائرات الميسترال فى هذه العملية العسكرية الشاملة يؤكد هذه الرسالة.
بالطبع ستؤتي بثمار مهمة فيما يخص مكافحة الإرهاب، و الأهم مسألة التواجد العسكري بهذا الكم و النوع أمر في غاية الأهمية للأمن القومي المصري. فدخول عدد كبير من المعدات، الأسلحة و المدرعات سيمنع حتى تكوين أى تنظيمات على أرض سيناء في المستقبل.
إخلاء سيناء؟!
العملية العسكرية الأخيرة للجيش المصري فى سيناء لا تهدف لأي شيء سوى تطهير أرضها من دنس هذه الجماعات الإرهابية، والتي تعاني منها كل دول المنطقة. وهل عندما قامت الولايات المتحدة بش حرب على أفغانستان والعراق بسبب الحرب على الإرهاب قامت قناة “الجزيرة” القطرية والقنوات التركية بإتهام الأمريكان بأهم يريدون إخلاء العراق وأفغانستان. هذه الإشاعات المغرضة والتي تهدف لمساعدة إخوانهم الإرهابيين فى سيناء تصدر فقط من جماعة الإخوان الإرهابية.
إتفاق مصري – إسرائيلي
ان مصر لا تحتاج أي اتفاقيات مع أحد لكي تقوم بعمليات عسكرية على أرضها، ولكن من المفيد أن يحدث تنسيق عسكري أمني. الى ذلك، لا تعتبر إسرائيل هدفاً للجماعات الإرهابية في المنطقة وهذا معلوم، وهي لا تحارب هذه الجماعات، وما يهمها هو إستمرار الحرب على الإرهاب لكي تكون هي الدولة الوحيدة التي لا يحاربها الإرهاب وهم يتفاخرون بذلك.
أما مسألة الأنفاق، فأظن أن أخطارها انتهت بسبب الضربات الجوية المصرية لها على مدى السنوات السابقة وبسبب التنسيق الأمني بين المخابرات المصرية وحماس وهذا رأيناه في اتفاق الصلح الأخير بين فتح و حماس.
سيناء وصفقة “القرن”
طبعا كان هناك تكهنات بوجود مثل هذه الصفقة، لكن وجود أعدادا كبيرة من القوات المسلحة المصرية في سيناء يبطل أي تكهنات وتخمينات بوجود هذه الصفقة. سيناء ذهب ضحيتها الالآف من المصريين والجيش المصري، وبالتالي لن تفرط القيادة المصرية في أية ذرة رمل منها.
مصدر الصور: سبوتنيك – مونتي كارلو الدولية.