سمر رضوان

تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف عسكري من أجل حماية المياه الإستراتيجية قبالة سواحل كل من إيران واليمن في مضيقي هرمز وباب المندب حيث أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، بأنه يجري التواصل مع عدد من الدول الحليفة والتي تدخل في شراكة مع بلاده، لتحديد إمكانية تشكيل تحالف لضمان حرية الملاحة بالمضيقين الإستراتيجيين.

حول أبعاد تشكيل هذا التحالف وتداعياته على أمن المنطقة في ظل إحتدام الصراعات فيها، سأل مركز “سيتا” الأستاذة مرفت زكريا، الباحثة في الدراسات الإيرانية بالمركز العربي للبحوث والدراسات في مصر، عن أبعاد هذا الموضوع ومآلات تطوراته.

تردد أوروبي

اعتقد أن هذا التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، لن يكتب له النجاح حتى في تكوينه وذلك بسبب تردد الدول المدعوة للإنضمام إليه أو حتى المشاركة في أنشطته. هناك حالة من التردد بين دول الإتحاد الأوروبي في الإختيار بين أمرين؛ الأمر الأول، أن يكون هذا الإنضمام تحت لواء تحالف تقوده واشنطن. الأمر الثاني، تشكيل قوة بحرية أوروبية خالصة لمرافقة سفن دول الإتحاد وذلك عند عبورها للمضائق البحرية سواء في منطقة الخليج أو اليمن.

من ناحية أخرى، تؤمن دول الإتحاد الأوروبي بأهمية وجدوى الحل الدبلوماسي ودوره في حل النزاعات والصراعات، على عكس رؤية الإدارة الأمريكية الحالية. كما تعتبر فكرة الإنضمام إلى التحالف المزمع تكوينه اختباراً لولاء رئيس الوزراء البريطاني الجديد، بوريس جونسون، لواشنطن وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط.

تكثيف الضغوط

تتمثل الغاية الأمريكية، من خلال تشكيل هذا الحلف، في اتباع سياسة النفس الطويل إزاء سياسات طهران الإستفزازية في المنطقة، ورغبتها في تكثيف الضغوط سيما الإقتصادية على الجمهورية الإسلامية لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فيما يتعلق بعدد من الملفات وأبرزها الإتفاق النووي الإيراني وبعض الملفات الأخرى مثل النفوذ الإيراني في المنطقة والبرنامج الصواريخ الباليستية، عن طريق حشد المجتمع الدولي ضد سياساتها.

مصدر الصورة: مصر 24.