سمر رضوان
إن تكرار قصف مواقع بالطائرات المسيرة تعود للحشد الشعبي العراقي يأتي في سياق سياسة ممنهجة ضدهم، إذ أكد مصدر أمني عراقي أن موقعا للحشد الشعبي في غربي العراق والذي يبعد نحو 120 كلم عن سوريا بين منطقتي التنف وطريبيل، تعرض لقصف من طيران مجهول استهدف معسكر مطار المرصنات في محافظة الأنبار، لمنع الحشد من السيطرة على الطريق البري بغداد – دمشق، وهذا أيضا أحد أدوار وأهداف قاعدة التنف في سوريا.
لتفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، سأل مركز “سيتا” الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد.
ضرب حلفاء إيران
إن إستهداف مخازن تابعة لفصائل ضمن مظلة الحشد الشعبي، يبدو أن ذلك يندرج في إطار السياسة الممنهجة التي تستهدفهم، وطبيعة الإتهامات التي سيقت بأن هذه المخازن ومن خلفها الفصائل ذات صلة وثيقة بإيران، قد تكون جزءا من هذه العملية.
الأمر الآخر، وبتقديري أن ضرب مقرات الحشد، لن يتوقف خصوصا وأن الصراع الموجود الآن ما بين واشنطن من جهة وطهران من جهة أخرى، وطبيعة التصريحات التي صدرت من بعض القيادات التي أشارت على أن المصالح الأمريكية وحتى تل أبيب هي جزء من هذه العملية إذا ما كان هناك إشتباك بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، كل ذلك يعطينا مؤشرات على أن عمليات قصف الحشد وقدراته ستستمر.
من المسؤول؟
أيضا، يبدو أن إسرائيل هي الأقرب في ظل الكثير من المؤشرات وتصريحات المسؤولين هناك في تل أبيب، وطبيعة العداء التقليدي، وقد تكون هناك فرضيات أخرى على الرغم من أن الحكومة العراقية إلى الآن، تدفع بنتائج التحقيق التي يمكن أن تكشف لنا أيضا أن الجانب الإسرائيلي قد لا يكون هو المسؤول، لكن بكل الأحوال قد يكون لإسرائيل حصة الأسد من ضرب تلك المواقع، مع وجود طرف آخر في هذا الموضوع.
القضية برمّتها، برأيي، لا ترتبط بإرادة النصر في مرحلته الخامسة، إذ الواضح أن هناك خارطة قد وضعت وبالتالي يتم إختيار الأهداف حسب التوقيتات التي وضعها المستهدفون لتلك المخازن أو المعسكرات، وبالتالي ومن وجهة نظري لا يوجد ربط بين مسالة النصر وهذا الموضوع، خصوصا وأن قضية وجود داعش غير مرتبطة بذلك، فداعش فيما يبدو بأنه يحاول ليعود ويتمكن على مستوى الأرض العراقية، لكن قضية القصف في الأنبار قد لا تكون مرتبطة برأيي بتنظيم داعش بقدر ما هي مرتبطة بتلك الخارطة الآنفة الذكر.
النأي بالعراق
هناك سلسلة مترابطة في هذا الموضوع، شل الأطراف وتقويض قدرات الأطراف المرتبطة بإيران، فيما يبدو بأنها تمضي قدما، خصوصا وأن إيران وضعت دول وبعض الفصائل ضمن ما يعرف بمحور المقاومة، فعملية تحويل أرض العراق إلى أرض تصادم، سيكلف العراق كثيرا، على المستوى السياسي والإقتصادي والأمني، لذلك النأي بالعراق والوقوف على الحياد هو يجب أن يكون من أولويات الجميع حفاظا على ما تحقق.
من هنا، إن التركيز على ضرب مقار ومعسكرات ومواقع للحشد الشعبي العراقي، تأتي في سياق الحرب المتعددة الأوجه على إيران، فالتركيز على ضرب هذا الفصيل دون غيره، يؤكد أن هناك أيادٍ خفية ومعلنة تعمل على إعادة خلط الأوراق في العراق مجددا، في ظل الإنحسار الكبير لتنظيم داعش هناك، إلا أن المؤكد أن مرحلة جديدة مرتبطة بما يحدث في شمال شرق سوريا ومعسكر التنف المسيطر عليه من قبل الولايات المتحدة سيحدث تغييرات ميدانية في سوريا والعراق قد لا تكون إسرائيل بريئة فيها، يأتي ذلك طبقا للتطورات الأخيرة على الأرض، طبقا لآراء محللين سياسيين في شؤون الشرق الأوسط.
مصدر الصور: أرشيف سيتا.