اعداد: يارا انبيعة

بانتظار زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الجزائر يوم 6 ديسمبر/كانون الاول 2017، تم التوقيع على ثلاثة اتفاقات للشراكة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا الامر الذي اعطى دفعاً جديداً للتعاون بين البلدين حسبما أكده كل من وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي ووزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومار.

اضافة الى ذلك، تم البحث في العديد من النقاط الامنية المشتركة والتي تهم البلدين مثل الارهاب وعودة المقاتلين في داعش مجدداً الى وطنهم.

تقدم وارتياح

أوضح الوزير يوسفي، ضمن أشغال الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية – الفرنسية “كوميفا”، ان محادثاته مع السيد لومار التي تم التطرق خلالها الى وضعية التعاون الصناعي قد سمحت بتسجيل “تقدم واضح” في مجال الشراكة التي يطمح اليها كلا البلدين. كما اعرب الوزير الجزائري عن ارتياحه الكبير لتوقيع ثلاث اتفاقيات شراكة اقتصادية بين كل من الجزائر وفرنسا، وان اثنين منها في مجال الصناعة.

ومن اهم ما تضمنته هذه الاتفاقيات التوقيع على عقد مساهمة بين مجمع المؤسسة الوطنية لإنتاج الآلات الصناعية بقسنطينة والمجمع الخاص كوندور وشركة صيدلانية جزائرية “بالبا برو” وشركة بيجو سيتروان للإنتاج بالجزائر (PSA) من اجل انتاج السيارات في الجزائر.
كما تم التوقيع على بروتوكول اتفاق لإنشاء مجمع لتصدير الخضر والفواكه الجزائرية نحو اوروبا، وشراكة في مجال المنتجات الزراعية من النوع البيولوجي بين المجمع الجزائري “اغروماد” والشركة الفرنسية “اغرولوغ”.
كما وقع الجانبان في ذات السياق على عقد مساهمة بين مجمع التجهيزات الكهربائية والالكترو-منزلية والالكترونية “اليك الجزائر” ومجمع “جيكا” للإسمنت ومجمع شنايدر في مجال صناعة التجهيزات الكهربائية ذات الضغط المنخفض والمتوسط والعالي.

“بيجو” الجزائر

ستقوم شركة بيجو سيتروين للإنتاج بالجزائر (PCPA) بصناعة سيارات من علامة بيجو في الجزائر ابتداء من 2018، ويبدأ الانتاج عام 2019، بإستثمار يبلغ 100 مليون يورو في منطقة وهران، حسبما أفاد به مدير المجمع الفرنسي PSA المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، جان كريستوف كيمار. ويبلغ انتاج السيارات، في السنة الاولى، حوالي 25 الف سيارة مع تصدير حوالي 10% من الانتاج في السنة التالية، اضافة الى انتاج قطع الغيار الامر الذي قد يوفر حوالي 1000 فرصة عمل بحسب احد المستثمرين في المشروع الاستاذ عبد الرحمن بن حمادي.
ويهدف المشروع إلى تطوير فرع كامل للسيارات في الجزائر اذ ان صانعي تجهيزات بيجو، الذين سيستقرون، سيقيمون شراكات أخرى مع مستثمرين جزائريين لإنشاء نسيج صناعي وتجاوز نسبة 40% من الادماج.

مواقف جزائرية غير مرحبة

يقول الاستاذ الجامعي سليم قلالة ان فرنسا “تعتقد أنها من خلال هيمتنها الثقافية واللغوية والارتباط العاطفي لجزء فاعل من النخبة بها، ستتمكن من تعزيز مصالحها في الجزائر، والجزائر تعتقد أنها يُمكن أن تبني اقتصادها وتحقق التطور لديها بناء على ما يربطها من علاقات متميزة مع الطرف الفرنسي يتغلب فيها جانب الميل العاطفي لدى النخبة الحاكمة للتعامل مع المستعمر القديم على جانب العلاقات البراغماتية التي ينبغي أن تحكم العلاقات المتوازنة بين أي بلدين… فإنه من الموضوعية اليوم وبعيداً عن العاطفة أن نقول، إن الجزائر وفرنسا ينبغي أن يتصرفا كبلدين شريكين بعيداً عن ثقل التاريخ والذاكرة وشَخصَنة العلاقات، إذا أرادا أن ينجحا في معاملاتهما.”

وعن الاشارة الواضحة، من قبل رئيس الوزراء الفرنسي جون ايف لودريان، لعنصر الشباب يقول الكاتب سعد بوعقبة “اليوم تقوم فرنسا بأخذ زبدة الجامعات الجزائرية، وتقوم أيضا بأخذ عائدات الحاسي بلا تعب ولا عناء… والحكومة الجزائرية تعتبر ذلك مسألة عادية… تجري في سياق شراكة فرنسية – جزائرية “رابح – رابح”، والحال أن رابح – رابح هي لفرنسا وحدها، وليس للجزائر أي مجال للربح؟! بدليل أن الأزمة عندنا والانتعاش الاقتصادي عندهم.”

مصدر الصورة: ايرام نيوز