محمود أبو حوش*

تحدث وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، خلال مؤتمر صحفي، 26 ديسمبر/كانون الأول 2019، عن مجريات الأحداث في ليبيا قائلاً “إن سقوط العاصمة طرابلس يعني سقوط تونس والجزائر لأن شمال أفريقيا مستهدفة من العملية الأخيرة التي قام بها المشير خليفة حفتر”، في 4 أبريل/نيسان 2019، مشيراً إلى أنه مشروع كبير لخلق الفوضى في المنطقة الأفريقية.

أتى هذا التصريح على خلفية طلب حكومة الوفاق الدعم العسكري من تركيا وزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى تونس لطلب المساندة والدخول في تحالف لدعم حكومة الوفاق في ليبيا، والذي ردت عليه تونس بالرفض، خاصة والجميع يعلم بأن هناك ثوابت في السياسة الخارجية والدبلوماسية التونسية بعدم الخوض في أي تحالف عسكري، ودعم كل الأطر السلمية لأية تسوية.

بإختصار، مهما تكن محاولات الرئيس أردوغان مع تونس، لن يكون هناك أي تقدم في هذا الصدد، هذا إن لم يقف الموقف التونسي على جانب الحياد.

بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي إلى تونس، توجه وزير الدفاع المصري، صدقي صبحي، في زيارة إلى الجزائر للمشاركة في مراسم تتشيع جثمان أحمد القايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، ما إعتبر تحركاً ذكياً من قبل الدولة المصرية له انعكاساته المباشرة على العلاقات الثنائية المصرية – الجزائرية، وهذا الأمر ربما من شأنه إجهاض المساعي التركية لجهة طلب الدعم من دولة بحجم الجزائر لحكومة الوفاق الليبية.

إلا أن الأمر المقلق هو أن تكون مساعي النظام التركي، بطلب دعم ومساندة من دول المغرب لحكومة الوفاق الليبية، أكبر من المساعي المصرية في إجهاض هذه المحاولات.

*كاتب مصري

مصدر الصورة: تلفزيون البلد.

موضوع ذو صلةإتفاق “أنقرة – طرابلس”: مخطط تركي للهيمنة على البحر المتوسط