لم تحقق الجولات الأربع للمحادثات التركية مع الجانب الروسي في أنقرة وموسكو، والتي بدأت حول إدلب الأسبوع الماضي، نجاحاً كبيراً. وركزت الجولات الأربع الماضية على دراسة سبل إحلال السلام في إدلب ودفع عجلة العملية السياسية في سوريا، وهي نفسها أهداف محادثات “سوتشي” و”أستانا” اللتين يؤكد عليهما الجانب التركي كثيراً.
في السياق وعطفاً على المنجزات التي حققها الجيش السوري، أعلن وزير الدفاع التركي أن واشنطن قد ترسل منظومة “باتريوت” إلى تركيا على خلفية الوضع في إدلب.
ولقراءة التطورات في سوريا بين السياسة والميدان، أكدت الكاتبة الصحفية والمدير التنفيذي في “مركز سيتا” إنستيتيوت للدراسات السياسية، سمر رضوان، أن تضارب التصريحات بين الجانبين التركي والأمريكي حول نشر نظام “باتريوت”، بطلب تركي، يؤكد أن لا نية أمريكية في نشره، وما الإعلان عنه سوى رسائل للإتحاد الروسي ودوره في إدلب.
وأضافت رضوان “مع بيان الجيش والقوات المسلحة السورية بالأمس، وإعتبار أي إعتداء بالطيران، سيتم التعامل معه ضمن الإمكانيات المتوفرة، ليكون هنا نظام بطاريات لا قيمة له. فبعد الإنجازات الأخيرة للجيش السوري، تأكد النظام التركي أن وضع إدلب سيكون صعباً وليس كما إعتقد أنه وبزجه آلاف الجنود الأتراك والعتاد إلى جانب التنظيمات الإرهابية، سيستطيعون تغيير الخارطة الميدانية، لكن مع “الزحف المقدس” للقوات السورية وإستعادة عشرات البلدات والمناطق والتي بعضها يشكل أهمية إستراتيجية، إضافة إلى حصار نقاط المراقبة التركية، كل هذه العوامل تجعل من طائرات الـ “أف – 16″ التركية لا قيمة لها.”
وتابعت رضوان “إن اختلال العلاقة الروسية – التركية، بسبب إدلب، مرده للعام 2019؛ فمن خلال تنسيق النظام التركي مع بعض دول آسيا الوسطى كأذربيجان وأوزبكستان وتخفيض نسبة إستيراد الغاز الروسي والتوجه نحو الغاز الأوزبكستاني والأذربيجاني، جعل فائدة مشروع السيل التركي، الذي كلف الدولة الروسية مليارات الدولارات، أقل مما كان متوقعاً، هذا أولاً. ثانياً، زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة إلى أوكرانيا ومنها قال إنه لا يعترف بضم شبه جزيرة القرم للإتحاد الروسي، ما يعني أن النظام التركي قد ينقلب على موسكو في أية لحظة تنقلب فيها الأوضاع.”
وإستطردت رضوان قائلة “تنبهت موسكو إلى ذلك، وبعد سنوات عديدة من صبرها على نظام الرئيس أردوغان، إنتقلت إلى مرحلة الصد المباشر، الذي بدأ أولاً في إدلب، عبر غارات سلاح الجوي الروسي على مواقع الإرهابيين، وعدم تأييد الرئيس التركي بشكل كامل في الملف الليبي، رغم عشرات الإجتماعات والمباحثات واللقاءات بخصوص إدلب وليبيا، لكن لم تُفضِ إلى نتائج تحقق لتركيا تنفس الصعداء، كما المعارك السابقة.”
وختمت رضوان بالقول “إذاً، ومع تحرير وتأمين محافظة حلب وعودة الطريق الدولي للعمل، والإنفتاح الإقتصادي المرتقب، بعد عودة عجلة الدوران للإنطلاق، وخسارة مناطق واسعة من الشمال السوري، وإقتراب الجيش السوري من الحدود التركية، كل ذلك سيسرع من زخم العمليات العسكرية الجارية حتى إعلان تحرير كامل إدلب ومحيطها. فرسويا لن تسمح لنظام أنقرة بتقويض ذلك، وكما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن إدلب لن تعود كما قبل عام ونصف. فبطاريات باتريوت لن تنشر وإن تم نشرها فلا قيمة لها، وهذا ما تعلمه واشنطن جيداً.”
المصدر: الوكالة العربية للأخبار.
مصدر الصورة: سكاي نيوز عربية.