حوار: سمر رضوان

لم تكمل الهدنة المتفق عليها في إدلب أياماً معدودة، إلى أن تم الإعتداء على نقاط المراقبة التركية، الأمر الذي أعاد حسابات أنقرة في المنطقة ما بين البقاء أو الانسحاب، في ضوء سياسة تركية غير واضحة في التعامل مع الملف السوري.

للوقوف على آخر المستجدات والموقف التركي من إستهداف نقاط مراقبتها في سوريا، سأل مركز “سيتا”، الأستاذ تورغوت أوغلو، المحلل السياسي التركي في لندن، عن هذا الموضوع وتفاصيله.

حرب باردة

بعد العام 2015، وخاصة مع حزب العدالة والتنمية، وصلت الإستراتيجية الخارجية التركية إلى نهايتها. فالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أشعل حرباً “باردة” بدأت مع روسيا الإتحادية بدأت بعد عام من إطلاقها وذلك من خلال توقيع إتفاقيات مع مشتركة بين البلدين.

ومن هذه الإتفاقيات، على سبيل المثال، صفقة “إس.400” التي جاءت بطلب روسي، ترافقت مع إعتذار علني مقدم من الرئيس أردوغان إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقب إسقاط المقاتلات التركية للمقاتلة الروسية ومقتل قائدها.

فشل داخلي وخارجي

يبدو أن الرئيس أردوغان غير مهتم كفاية للسياسة الداخلية التركية، وكل ما يهمه ويهم حزبه هو تقديم إنجاز ما في سوريا أو العراق، كالإستحواذ على منطقة تركمانية من إحدى البلدين.

أما فيما يتعلق بمحافظة إدلب السورية، تعتبر روسيا هي المسيطرة على هذا الملف، ويظهر ذلك جلياً مع إلزامها الرئيس أردوغان بتنفيذ إتفاقيات التهدئة في هذا الخصوص، وهي قادرة على ذلك إلى حدٍ ما. ولكن ما يقلق حقاً، وللأسف، هو عدم وجود قاعدة ما يكمن من خلالها الإنطلاق من أجل إيجاد حل مشترك مع كل من الرئيس التركي و”حزب العدالة والتنمية”. فالرئيس أردوغان هو رجل برغماتي لا يفكر إلا بنفسه وسلطته، ولا يمكن أن يقدم شيئاً بالمجان إلا إذا كان مجبراً على ذلك، وهو ما يبدو واضحاً في التعاطي مع روسيا.

أطماع خارجية

ظاهرياً، تبدو الحكومة التركية على أنها متفقة مع روسيا. ولكن عند الغوص قليلاً في التفاصيل، نرى أن ما تريده أنقرة هو الإستحواذ، بأي شكلٍ، على مناطق من الدول سوريا والعراق. فالرئيس أردوغان يقول دائماً بأنه متفق مع موسكو، ولكن هذا الكلام غير صحيح. كل ذلك، يضع الدولة التركية في موقع الخاسر الدائم، إذ لن يحقق الرئيس أياً من أهدافه.

كلنا لديه أمل بعودة تركيا إلى رشدها السياسي. لكن مع هذه السياسة، وعلى رأسها أردوغان وحزبه، لن يتحقق أي تقدم للأسف.

مصدر الصور: قناة الغد – موقع رام الله الإخباري.