مع تجدد المخططات الأمريكية والتركية في الشرق السوري وإستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة لكلا الجانبين عبر معابر غير شرعية في المنطقة، تتزايد حدة التنافس الإقليمي والدولي بين محور واشنطن المعادي لدمشق وبين حلفائها، لضمان تحصيل المكاسب وإستلام زمام المفاوضات السياسية لتكون الغلبة فيا لمن يملك الأوراق الأهم.
عن آخر التطورات السياسية والعسكرية في شمال شرق سوريا ودور العشائر السورية والكرد على ضوء وجود القوات الأمريكية والتركية في مقابل وجود الشرطة العسكرية الروسية والجيش السوري، سأل مركز “سيتا” الدكتور فراس شبول، الخبير العسكري السوري، عن هذا الموضوع.
محاولات تجنيد
في المنطقة العربية وخصوصاً في سوريا تياران ساخنان؛ التيار الأول، يجلب ويحمل الخير والطمأنينة للمنطقة وتمثله روسيا ومن يدور في فلكها. والتيار الثاني، تيار “حار” يجلب ويحمل الويلات والقحط والجفاف للمنطقة، وتمثله أمريكا ومرتزقها من العرب والأتراك وغيرهم.
من هنا، في المنطقة الشرقية من سوريا تحيداً، نجد كل محاولات من التيار الثاني لزرع الفتن عبر المال وشراء الذمم، حيث بدأت المحاولات منذ العام 2019 بعد زيارة كل من وزير الخارجية السعودي ونائب وزير الخارجية الأمريكي إلى قاعدة “العمر” النفطية لمحاولة استجلاب بعض العشائر العربية ولقائهم لسلخهم عن الدولة السورية، ناهيك عن محاولات قطع الطريق أمام الحليف الروسي الذي يقوم جاهداً ويومياً لضم تلك العشائر إلى كنف الدولة خصوصاً في ظل ممارسات قوات سوريا الديمقراطية – “قسد” في تلك المنطقة والمدعومة من أمريكا لا سيما وأنهلا تدرك عدم وجود حاضنة شعبية لقوات “قسد”.
لذلك، إن كل تلك المحاولات والمغريات المالية الأمريكية هدفها أمران أساسيان:
– زرع الفتنة بين تلك العشائر لتفتيت المنطقة بين طرفين؛ الطرف الأول يتموضع مع وطنيته السورية، أما الطرف الثاني فيجلس بأحضان أمريكا ومن معها مستغلاً خلاف العرب والكرد، وبالتالي دوام النزاع حسب الولاءات السياسية لتلك القبائل.
– ضمان حماية المنطقة النفطية والغنية من أبناء تلك المنطقة ووضعهم كحراس عليها، وأمر آخر ثانوي هو ورقة ضغط مضمونة على الكرد عند الحاجة عبر التلويح بـ “عصا” العشائر.
ورقة ضغط
تلك الخطة الخبيثة التي استخدمتها أمريكا بجعل “قسد” تمارس كافة أنواع الضغوط على تلك المنطقة، يجعل أبناء العشائر يبحثون عن حلول للتخلص من تلك الضغوط والهروب إلى حضن الولايات المتحدة المشغلة لكل تلك الجموع بمختلف ألوانها.
من هنا، جاء الرد والتدخل الروسي عبر الجهود الكبيرة لإعادة هؤلاء إلى كنف الدولة السورية وعدم إستخدامهم كأدوات حرب جديدة والتركيز على العشائر الأكثر ثقل شعبي وفعالية وتأثير. بالنتيجة، الأمر متعلق بأهواء هؤلاء، فمن هواه وطني سوري سيكون حتماً مع أرضه وبلده وسيقبل بالحلول الروسية الضامنة؛ ومنهم من هواه مادي بحت فسيبيع وطنه ودياره من أجل المال والسطوة ويلتف حول العدو الأمريكي ويسانده في تدمير بلده بيديه يوم لا ينفع الندم.
إستثمار كردي – عربي
فيما يخص موضوع قوات مجلس سوريا الديمقراطية – “مسد”، أو “قسد” أو غيرهما، ومحاولات تقريبها من العشائر لسحبها من كنف الدولة السورية، فالأمر بإختصار شديد هو أن كل من يقع من هؤلاء تحت رحمة أمريكا المالية لا رأي له إلا بما يُأمر به؛ بالتالي، إن التقرب أو الإبتعاد سيكون أمر أمريكي حسب الظروف والحالة والحاجة وهذا حجمهم، فكل ما تفعله واشنطن، مع دعم بعض دول الخليج المالي، هو بث الفتن وجر ما يمكن جره من أفراد إلى خارج بوطقة الدولة السورية لتحقيق هدف أساسي ورئيس لديها وهو إشعال الفتن والحروب من أجل التفرغ لسرقة النفط.
مصدر الصورة: موقع بوست 180.
موضوع ذا صلة: “داعش” – واشنطن.. ومخطط تقسيم العالم العربي